الجزء الاول و ااخير

63 4 4
                                    


بعد ان انتهى رجل الدين من ترتيل بعد آيات القران الكريم , خرج من تلك الغرفة الضيقة تاركاً السجين و هو يرتعد فوق الكرسي الكهربائي . ليقترب منه حارس السجن (الموكل بتنفيذ المهمّة):

-  سيد ادم.... هل لديك طلبٌ أخير قبل اعدامك ؟

بصوتٍ مرتعش : اريد ان اكلّم المحقق الذي قبض عليّ

- تقصد الضابط رائد.... هو يشاهدك الآن من خلف الزجاج المعتم , سأدخله اليك

و بعد قليل .... اقترب منه الضابط و هو يقول بلا مبالاة :

- ماذا تريد مني يا ادم ؟

- اقترب قليلاً ... هيا لا تخف , فكل جسمي مقيّد بهذا الكرسي اللعين

و عندما اقترب , همس له بغيظ و غضب :

- ابحث عن قاتل زوجتي و اعدمه بهذا الكرسي , و ربما حينها اسامحك على غلطتك الشنيعة بحقي !!

و كان هذا آخر ما قاله السجين قبل ان يطلق صرخته الأليمة التي هزّت صداها اركان عنبر المحكوم عليهم بالإعدام

*************

في المساء ... عاد المحقق الى منزله بعد ان كرّمته ادارة الشرطة بميدالية لقبضه على السجين الهارب منذ ثلاث اسابيع (و المتهم بقتل زوجته)

لكن جملة السجين الأخيرة سلبت منه فرحة النصر , و اشعرته بشعورٍ خانق منعه من النوم طوال الليل , حيث صار يردّد في نفسه :

- من الغير معقول ان يكذب الشخص قبل دقائق قليلة من موته ! هل ممكن انني تسبّبت في اعدام شخصٍ بريء ؟! 

****************

و قبيل الفجر .. عاد و استيقظ مجدداً 

- لا !! هذه ثالث مرة استيقظ فيها بهذه الليلة الكئيبة ! من الأفضل ان اشرب بعض القهوة , علّها تخفّف قليلاً من الم صداعي 

****************

و في غرفة مكتبه .... جلس يتأمّل الصندوق المغلق الذي وضع فيه كل ملفات القضية , ليسلّمه في الغد الى ارشيف الشرطة بعد ان اغلقت القضية بإعدام القاتل .

لكن بعد دقائق .... قام بإخراج الملفات من جديد , و جلس يراجعها مراجعة أخيرة , علّه يخفّف من شعوره بالذنب تجاه ذلك الرجل 

- يا ترى اين اخطات ؟! المشكلة ان كل الأدلة تشير اليه ... فموظفة البنك شهدت بأنه سألها عن اموال تأمين حياة زوجته قبل يومين من مقتلها.. و ايضاً جارته قالت بأنه كان يعنّف زوجته من وقتٍ لآخر..اصلاً ان كان بريئاً , فلما هرب اثناء نقله الى المحكمة ؟!  لا !! انا اكيد انني لم اخطأ بشأنه .. طيب لما كان يصرّ بالتحقيق بأنه وجدها مضرّجة بالدماء بعد عودته من عمله , و انه حملها الى سيارته بنيّة اخذها الى المستشفى , ظنّا منه انها مازالت على قيد الحياة , لولا ايقافه من قبل الدوريّة التي قامت بتسليمه الى العدالة ... المشكلة ان الدوريّة كانت متواجدة فعلاً على مفرق الطريق المؤدي الى المستشفى , فهل كان يقول الحقيقة ؟! .. اللعنة !! يبدو انني وضعت كل جهدي للقبض عليه بعد هروبه , بدل ان احقّق باحترافية اكثر في القضية !

Vous avez atteint le dernier des chapitres publiés.

⏰ Dernière mise à jour : Jun 11, 2019 ⏰

Ajoutez cette histoire à votre Bibliothèque pour être informé des nouveaux chapitres !

غرور شرطيOù les histoires vivent. Découvrez maintenant