رواسب الماضى

10.3K 201 14
                                    

وبعد وقت قصير كانت تجلس على المائدة في المطبخ تراقبه وهو يحضر الطعام بسلاسة...كانت تفرك يديها محاولة استجلاب بعض الدفء لنفسها وقد بقيت بمئزر الحمام ولم تستبدله وهمست بخجل "لقد حاولت أن أحضر بعض الطعام لنفسي ولكنى لم أتعرف على معظم محتويات المبرد ولم أعد أطيق تناول بعض انواع الجبن منذ أن...أمم أنت تعلم"

لم يلتفت إليها وهو يقول "تعنين فترة الوحم؟ أتفهم هذا !"

قالت ببرود "اه بالطبع أنت سيد آصف العظيم تعرف كل شيء كيف نسيت؟!"

نفخ بنفاذ صبر ثم قال "كفي عن محاولة استفزازي...أنا اتفهم ما تمرين به لأني عانيت منذ فترة قصيرة مع فترة حمل آيتان والتي كانت تتصل بي لتخبرني عن تلك الاشياء حتى أصابني الملل من شكواها المتكررة"

قالت سريعاً "ولِما تخبرك أنت أليس لديها آخر تستطيع أن تنتقم منه بهذا النزق الأنثوي؟!"

ضحك آصف بخفوت... ثم قال موضحاً "ولماذا قد تنتقم منه من الأساس؟"

قالت بتلقائية "لأنه المسئول بالطبع عن وضع ذلك الطفل في أحشائها فيجب أن ينال بعضاً مما تعاني منه"!

أَطْفِئ آصف الموقد ثم جلب أحد الاطباق ليوزع الوجبة بينهما بالتساوي ...ثم وضعها أمامها وهو يقول بتعجب "لديكِ نظرة وتفسير عجيب للأمر ...ولكن أتدرين لم يعد لديكِ أي شيء تقولينه ويصدمني!"

فكرت في كلامه للحظات ثم قالت مغيرة الموضوع "جلاء لم يعني لي يوماً أكثر من أخ ...مجرد شبيه لي فهم معاناتي ...لذلك أنا لم أسعى إليه وهو لم ينظر لي أكثر من مجرد شفقة"

تقبضت يده مسيطراً على أعصابه من توضيح لم يكن يحتاجه أبداً...ولكن رغماً عنه ابتسم بحزن عند إقرارها بالجزء الخاص بالشفقة! والنظرة البعيدة في عينيها تخبره بالكثير مما لم يكتشفه عنها مما تداريه بإصرار... من الوحدة والتخبط الذي يفوح منها فقال بهدوء "أنا لم أتهمكِ بعكس هذا...لذا لا أريد منكِ توضيحاً عن مشاعركِ تجاهه"

هزت كتفها وهي تقول ببساطة "بل أتهمت...هل تذكر أول لقاء لنا لقد عرضت على أن أبقى كرفيقه لفراشكِ و...."

أجفلت عندما مد اصابعه الخشنة يمسك بذقنها ببعض القوة وهو يقول من بين أسنانه "وأنا لن أذكركِ بصورتكِ آن ذاك والتي لم تمنح للخيال اختيارات أخرى... نحن انتهينا من ذكر هذا الأمر تماماً يا دجينة... ارتباطكِ باسمي وولدي الذي يسكن أحشائكِ الآن يجب أن يمنح السلام لعقلكِ موضحاً معرفتي الحقيقة بكِ!"

ومض الارتباك في عينيها...ثم قالت سريعاً "حسناً ولكن أنا احتجت أن أضع في عقلك ما كانت عليه علاقتنا!"

نظر إليها متأملاً ثم قال "أنتِ لا تدركين ما تدفعيني للشعور به عندما تربطين نفسكِ بآخر!"

الجزء الثانى من فرشاة وحشية حيث تعيش القصص. اكتشف الآن