قهوة

3.5K 188 315
                                    

لا أريد الصعود إلى السطح إن كنت سأقع

فتحت باب البيت الخارجي ، و كان هنا جاهز كالعادة
يبدو الياس نشيطاً هذا المساء، كنت قد تركته آخر مرة في الكنيسة و أخمن قد أعترف ثم عاد للجارة التي عاشرها صباحاً.

اغتنم الفرصة، اغتنم!

لن تكون جامح طول الدهر

ضمني في عناق مُرحباً بي و قال "اليوم عحسابي بدي طلعك يا صاحبي! بس تعى شربك شي ، نبل ريقنا" و كالعادة يحيط ذراعه حول رقبتي كأنني حبيبته.

نمشي في الطريق المعاكس لبيتي كي نصل إلى أجمل مكان في هذا الحي البائس

" خمارة أبو الياس "

الكنيسة أيضاً لا بأس بها

لكن هناك نطيع ربنا، أما هنا لا.

رغم أني لن أبلغ ال١٨ سوى بعد أشهر ، لكن تسمح لي ام إلياس أن اشرب دون علم اهلي و تقول مبررة "ازا ما شربت هوّن راح تشرب من ورى أهلك!، ما بتفرُّق! قول لأمك تروّقنا.."

*

شبح إبتسامته إختفى كأنه تذكر شيئاً "أمبارح ويّن كنت؟" سأل من حيث لا أدري، و أجهل نيته خلف معرفة الإجابة

اه لو تعلم!

كنت مع شخص يسألني 'أين كنت' ، كأني النبي إيليا بذاته، و كأنه إنتظرني سنين ليضع لي وردة فوق أذني.

قطبت حاجبي بخفة لا إرادية "ليه؟"

عاود الإبتسام و إطمئن جسدي "شو لقيت جار و صاحب جديد؟" يعاود السؤال ، ثم يجيب نفسه

"يلا هيّك ما راح تصير تتراجني إنزل من بيروت لشوف خِلقَتك" يقول ساخراً كالعادة و يطلق ضحكته وهو يضرب كفيه كأنها نكتة الشهر.

أطلب منك و لا أتراجاك، لأنك صديقي الوحيد أيها الغجري، لأني لم أشرب و أدخن سوى برفقتك.

لأنك مثال تمردي و حريتي على أهلي.

معك أشعر بأني إيليا الراشد، لا المراهق.

"أه هو جار..." كان ردي الوحيد، لا أعرف من و ما هو يا الياس حقاً ، لكن جبرت نفسي أن اضحك.

*
*
*

***

Oops! This image does not follow our content guidelines. To continue publishing, please remove it or upload a different image.
إيليا - (بدون عزرا) - Elijah Where stories live. Discover now