قلت  بحزم ...

-لن تسافري ... ابقي هنا في منزلك وأنا سأبحث عن آخر , هذا المنزل لم يعد ملكي , أنا لا استحقه بعد هجري له مدة أربع سنوات ...

ثم خرجت من هناك , متجاهلاً كلماتها ...

 مشيت مدةً طويلة أجوب الشوارع  و أتأمل البنيان و غبت طويلا ًعنها ...

توقفت عند مقهى صغير , تذكرته فور رؤيتي لذلك المقعد المهترئ ,  و تلك الطاولة صدأة الأقدام ...

لطالما جلست عليهما  بعد انتهائي من محاضراتي ...

قادني الحنين إلى تلك الأيام , لأجلس عليهما , فعادت ذكرياتي التي حبستها في صندوق و تعرض أمامي ...

هذا المقعد وهذه الطاولة , كانا شاهدين على كلمات الغزل التي لطالما نطق بها ثغري , وأنا أراقب أديل من بعيد ...

كنت أجلس هنا يومياً , لأراها وهي تمر من هذا الطريق ...

 اه لتلك الأيام لو تعود ...

 آه لو يعود أخي للحياة من جديد ...

لماذا يا أخي فعلت هذا بي؟

 لما تزوجت حب حياتي , ثم تركتها في أول الطريق ؟

بدأ عقلي يترجم ما فعلته منذ قليل , وضميري عاد للتعذيب , و صوتٌ بداخلي بدأ يلوم ...

يا لك من كريه تدعي حبك لشقيقك , بينما أنت تفكر بزوجته  , أجبني  أتبقيها في المنزل لتبقى إلى قربها ؟

 اكشف نواياك السيئه , و تكلم بصدق , أنت لا تفكر سوى بنفسك  يا كريه ...

استفزني ذلك الصوت , فصرخت و بقلبي ألف آهة ...

 و ماذا في هذا , أنا حبها , بل اعشقها  ...

 ألا تعلم كم تعذبت بسببها ...

 ألا تعلم كم عشت في أوهام لأجلها ... 

ألم تكن شاهداً على أحلامي , و قد كان يزورني خيالها ...

 دعك مني فأنا الأن لا أفكر إلا بها , وشبح أخي كفيل بتعذيبي ...

عدت إلى المنزل منهكاً , بعد جلسة الحساب تلك بين عقلي وقلبي ...

استقبلتني أديل زوجة أخي المتوفى بالطعام على المنضدة , ولسبب ما شعرت بغصة في حلقي فرفضت تناوله ...

 أظن أن ضميري من منعي من تناوله , و حرم علي النظر إلى عينيها ...

صعدت إلى غرفتي في الأعلى أريد أخذ حقيبتي و الخروج من هنا نهائياً ...

أخذتها وقد كانت موضوعة على السرير , فتعلقت مقلتاي بالنافذة ... نافذة حبي ...

اقتربت منها ... صحيح على هذه النافذة كنت أراقبها ...

 كانت نافذتها بالجهة المقابله , و أنا كنت أنظر لخيالها من خلف الستائر ...

 ضغطت يدي على حافة النافذة , نعم و من خلالها أيضا شهدت على زواجهما ...

 عاد قلبي يؤلمني ...

 هبطت بحقيبتي السلالم , وقفت أمامها وقلت ...

-لن تسافري , ستبقين في هذا المنزل , و أنا سأبحث عن غيره , لا تقلقي لشيء أنا من سأتكفل برعايتك ...

بعد تلك الكلمات التي قلتها , أو بالأحرى الأوامر التي أعطيتها , بدأنا حياتنا من جديد ...

نقلت عملي إلى هنا  , أتواصل مع من بالشركة من بعيد , ادبر أموري في هذا المنزل الجديد , أتأقلم مع جو اليابان بعد غيابٍ طويل ...

وفي يومٍ ما صديقتي وذراعي اليمنى في العمل قدِمت إلى هنا لسبب ما , استقبلتها فكانت المفاجأة ...

-ماذا تفعل , ومن تخدع , كيف تفعل هذا , إن تلك المرأة زوجة أخيك المتوفى , و لا يحق لك رؤيتها كل حين , استيقظ من أحلامك , ولا تدع الأوهام تأسرك ...

كلمات صديقتي صفعتني بل بدت كالملح الذي أحرق جرحي , أنا بدأت اتوهم , بل حتى بدأت أظن أنها زوجتي متناسياً أخي ...

 يومياً كنت أزورها بحجة الاطمئنان عليها , و لكن في نيتي شيءٌ آخر , و قد مر شهر على هذه الحال ...

-لورينا ... أريد الزواج منها ...


سرقتِ قلبي|  ©2015Where stories live. Discover now