الحادي و الأربعون & أنا و زوجي و زوجته & صابرين شعبان

Start from the beginning
                                    

***
كانت تحجز نفسها في غرفتها و لا تخرج منها،  منذ رحل ليلة أمس، جاءت ملك في الصباح الباكر لتجلس معها بعد أن هاتفتها والدتها لتجعلها تعلم منها ما حدث  بينها و بين زوجها، و لكنها لم تقل شيء سألتها ملك و هى في غرفتها بعيداً عن الأولاد في الخارج الذين تركتهم يصدعون رأس والدتها " لم عدتي لهنا، هل تشاجرت مع زوج الاثنين"
نظرت إليها أماني بحدة، فضحكت ملك بخفة قائلة " ماذا أليس كذلك، و أنت تعرفين تشعريني و كأنك تفاجأت بالأمر الأن"
فكرت أماني بمرارة نعم بالطبع تفاجأت بهذا الأن و قد أصبح لديه طفلاً، المرة الماضية اقنعت نفسها أنه فعل لعدم قدرته على العيش معها بشكل طبيعي و لكن بعد أن شفيت، و علاقتهم الشغوفة و قربهم من بعضهما أكثر من ذي قبل لم تظن أنه كان يفعل عندما كان يذهب إليها، لقد كان يحادثها بالهاتف كثيرا حتى ظنت أنه يشعر بالملل هناك، و لكن أي ملل هذا و قد أصبح الطفل على الطريق، قالت ملك تقاطع شرودها " أخبريني لم أنت هنا"
أجابت أماني بلامبالاة  " أتيت لأجلس مع أمي قليلاً"
سألتها بشك " حقا"
مطت أماني شفتيها ببرود  فقالت ملك و هى تنهض من على الفراش "هيا لنعد الغداء فقد جعت كثيرا"
رن هاتفها فأمسكت به و هى تقول لملك " حسنا سأتي خلفك"
خرجت ملك فنظرت للهاتف بغضب، لم يطلبها الأن، ماذا يريد منها تجاهلت إجابته  حتى صمت الرنين ليعود من جديد، فتحت الهاتف لتجيب بحدة " نعم ماذا تريد"
قال فخار بحزن مصطنع " لا شيء أمنيتي فقط أردت تذكيرك بموعدنا أنتظريني في السابعة  في غرفتك اتفقنا "
أغلق الهاتف قبل أن تجيبه، فاستشاطت غضبا ، هل  يظن حقا أنها ستذهب معه لمكان، يحلم بذلك،  نهضت لتخرج من  الغرفة لتعد الغداء مع ملك متجاهلة  حديثه مؤكدة لنفسها أنها لن تفعل و لن تدلف لغرفتها اليوم نكاية به.. مر الوقت بين حديثها مع ملك و لعبها مع الأولاد، قرب موعد رحيل ملك و عودتها للمنزل، أتى بسام ليأخذها و الأولاد  فجلس مع أماني و مديحة بينما يستعد الأولاد و زوجته، سألها بنبرة هادئة " كيف حالك مع زوجك هل أنتما بخير"
ردت أماني باقتضاب " نعم نحن بخير"
قال بسام بمكر " لقد رأيت فخار اليوم، تحدثنا قليلاً و أخبرني أنك غاضبة لعدم سفركم"
ردت ببرود لعلمها أن زوج شقيقتها يعرف شيء بدوره و لا يريد الحديث أمام والدتها " نعم بالفعل تشاجرنا لعدم السفر فهو لديه زوجة أخرى يجب أن يهتم بها و لا يتركها وحدها في المنزل  و نحن مسافران"
قالت مديحة غاضبة" لا أفهم لم تظلين معه، لم لا تطلبين الطلاق  و أنا سأزوجك رجل برقبته الوقح ابن سميحة زوج الاثنين"
قال بسام بجدية " أمي، نحن نعلم ظروف زيجة فخار ذلك الوقت و أماني تقبلت الأمر بأنه عليه أن يصلح خطأه مع تلك الفتاة، ليس من العدل أن نجعله يتركها فقط كونها تحسنت و أصبحت بخير، هل لو كان الوضع مختلف و أماني هى الزوجة الثانية  سترضين أن يتركها"
نهضت مديحة غاضبة و قالت " أنا سأذهب لغرفتي لست في مجال سماع هذا الهراء فالحديث يثير أعصابي ، هذا ما ينقصني مدافع آخر عن ذلك الوغد "
بعد ذهابها قال بسام بهدوء" علمت بحمل زوجته، أخبرني "
نظرت إليه بقهر و عيونها تدمع، فقال بسام برفق" عزيزتي، أريد أن أحادثك بجدية و لأخر مرة صدقيني لن أتحدث معك ثانياً و لكن ما أود قوله هو إذا كنت تحبينه أماني عودي دون أن تعذبيه و تعذبي نفسك معه بابتعادك عنه، أما إذا صممت على الطلاق فلا داعي لتخفي الأمر عن أمك و ملك، و أنا واثق أنهم سيدعمونك و يكونون بجانبك فلا داعي لتطيلي الألم ، و لكن ما أحب أن أخبرك به هو أنك وافقت على هذا الوضع من البداية فلم التذمر الأن، كان يمكن أن تتقبلي الأمر و تدعيه يمر كما مر وقت اكتشفت زواجه بها "
قالت بحرقة" ستنجب له طفلاً هل تعلم ماذا يعني هذا "
قال بسام باسما" يعني أنك غبية هذا هو "
عنفته بحدة" تريد أن أخبرك زوجتك أنك تسبني "
رد بلامبالاة" أخبريها  و لكني معي حق هذه المرة، ماذا بها زوجته حامل، أنت تقبلت زواجهم منذ زمن و هذا شيء طبيعي ليحدث فما الذي جد من وجهة نظرك "
ردت أماني باكية" الذي جد هو أني تأكدت بأنه له حياة أخرى منفصلة عني امرأة أخرى يحبها ، الذي جد أنه سيكون له عائلة معها، ستعطيه ما لم أستطع أنا أعطاءه إليه، ماذا سيكون وضعي بينهما هل أظل معه شفقة، لا شكرا له لا أريد هذا الوضح "
قال بسام بصبر" و هل بعد هذا الوقت لم تكوني قد تأكدت من  وجودها في حياته، ثم  هل أجزمت أنك لن تنجبي أنت أيضاً "
ردت غاضبة" أنا لن أنتظر لأعرف "
قال بسام ببرود" حسنا أخبري أمك أنك ستطلبين الطلاق و هى ستصدق و تساعدك و ستبحث لك عن  زوج أيضاً أحد أبناء صديقاتها في النادي يكون مدلل و تلفينه على أصبعك الصغير و ربما تنجبين منه أطفال يملئون حياتك صخبا و أنسي فخار هذا هو الحل الوحيد، أتركيه للأخرى على طبق من ذهب، ستنجب له عشرات الأطفال و يكون لها كاملا، و أنا واثق أن فخار لن يتزوج عليها فلم يعد هناك سبب لفعلته  و أنت يا عزيزتي ظلي مع والدتك و أنصتي لحديثها و ستعيشين حياة هادئة بعد أن تزوجك من رجل مطيع  و بذلك يكون كلاكما سعيدين "
خرجت ملك قبل أن تجيب بشيء فقال بسام باسما"  إذا كنت تريدين أن أخبرهم بدلاً عنك لا أمانع "
سألته ملك باهتمام" تخبرنا ماذا، هل حدث شيء في النصف الساعة التي تغيبتها في الداخل "
نهضت أماني و قالت بحدة" لا شكرا لك و لا تحشر أنفك فيما يخصني، و لا أحد منكم لا شأن لكم بي"
تركتهم و ذهبت لغرفتها  فسألته ملك بقلق" ما الذي حدث هل تخفيان عني شيئاً "
رد بسام بسخرية " عنك أنت يا عزيزتي، أنت تعرفين البيضة متي تفقس "
ردت ملك بمكر و علمت أن زوجها حقا يعلم شيء عن ما يحدث مع أماني" إلا هذه البيضة صدقني "
ضحك بسام بخفة" حسنا أنتظري و سترين الصوص الصغير قريبا بعينك"
جاء الأولاد بصخبهم  يريدون الذهاب فقال بسام بملل " هيا ألقى التحية على والدتك لنرحل من هنا "
قالت ملك بمكر " لن يمر حديثك مرور كرام أرح نفسك و لكن معك حق لنعود للمنزل قبل بدء التحقيق عن البيضة و الذي باضتها"

أنا و زوجي و زوجته ( 1)  علاقات متشابكة Where stories live. Discover now