الحادي و الأربعون & أنا و زوجي و زوجته & صابرين شعبان

12.2K 420 148
                                    

الفصل الحادي و الأربعون

أستلقى  جوارها على الفراش بعد أن عاد  من عند أماني، كانت كما تركها تستمع لشيء ما من هاتفها، مد يده يأخذ أحد السماعات من أذنها و يضعها في أذنه بعد أن  أستقام قليلاً ليقترب منها، ليجدها تستمع  لأحد القصائد التي كان يكتبها لها و هو بعيد، نزع السماعة من أذنه و أستند على يده يرميها بنظرات حنونه، تململت يقين تحت نظراته فسألته بتوتر " ماذا بك تنظر إلي هكذا"
أجابها فخار باسما " أحبك"
رفعت حاجبها ساخرة و سألته لتداري خفقان قلبها من كلمته التي طال الوقت و لم تسمعه يرددها عليها كما كان يفعل "ماذا فعلت مع زوجتك يا ترى لتعود إلي و تكون عاطفي هكذا"
أجابها بلامبالاة " لا شيء هام، و لكن لو أردت أن تعلمي أخبرتك "
قالت بجدية " أخبرني إذن "
قال فخار باسما " لم تخبر خالتي عن شيء"
سألته بتعجب "  غريب ظننت أنها ستخبر الجميع بذلك أن السارقة عادت تحمل طفلا لذلك تركتك "
مد يده يلمس وجنتها برقة مجيب" أحلى سارقة و أجمل سارقة و  أرقهم على الأطلاق "
أبعدت يده مازحة" ماذا بك اليوم، هل تناولت ماء بارد أسكرك"
ضحك فخار بخفة"  هل هذا لأني أخبر زوجتي أنها جميلة أكون سكيرا "
ردت بارتباك" لا و لكن لست متعودة على نوباتك العاطفة أكثر من نوباتك العصبية"
سألها بحزن و قد أرتسم على الحزن على ملامحه " هل أنا سيء لهذا الحد"
ردت بلامبالاة "  أحياناً "
اعتدل على الفراش ليضع رأسه على ساقيها قائلا برقة"  عاقبيني  على أفعالي إذن "
سألته بسخرية " كيف "
رد بصدق" كل ما تفعلينه سأرتضى به و لو كان قتلي فأنا أستحق "
سألته يقين بحزن و عيناها تلمع بالدموع " مازالت تريدني في حياتك "
قال يجيبها برقة  و هو يرفع راحته يلمس وجنتها برفق " سؤال خاطئ يا عزيزتي، ليس هكذا تسألين "
سألته بائسة" كيف إذن"
عاد لينهض و عيناه تحتوي ملامحها الحزينة" مازلت تحبني، هكذا تسألين "
سألت بحزن " و هل أحببتني من الأساس"
" و هل أركض خلفك كالمخبول كلما هربت و تركتني تسلية و أمضاء الوقت  للترفيه مثلا"  قالها بسخرية
أرادت أن تقف قليلاً فقد تعبت من الجلوس على الفراش، سألها باهتمام و هى تحاول النهوض  بتعب " ماذا تفعلين "
قالت يقين بتعب" أريد الخروج من الفراش تعبت من المكوث عليه طوال اليوم "
نهض مسرعا و قال بحزم" أنتظري "
استدار نحوها و وقف أمامها قائلا" لأين تريدين الذهاب"
قالت بصوت هادئ " فقط أقف قليلاً تعبت من الفراش"
ساعدها فخار على النهوض و لف ذراعه حول خصرها لتستند عليه سائلاً " هل أنت متعبة هكذا "
هزت رأسها نافية و قالت" يمكنك تركي لن أقع، سأسير في الغرفة قليلاً "
أجابها برفض " أبدا سأظل معك دوما و جوارك "
رفعت عيناها ترمقه بحزن " لست فرح بوجوده صحيح " سألته بقهر  و هى كانت تنتظر لأشهر أن يبدى ردة فعل على الخبر
سألها  بجدية " تريدين الصدق، أم أكذب عليك"
أجابته بحزن و قد علمت جوابه " الصدق بالطبع و لكن يمكنني أن أعفيك من الجواب إذا أحببت "
رد فخار  بلامبالاة" لا بل أريد جوابك"
نظرت إليه بحزن قبل أن تستدير لتعود للفراش، سألها باهتمام " تعبت "
أجابته يقين بفتور" قليلاً، سأجلس على حافة الفراش حتى إذا أردت أن أنهض لا أجد صعوبة"
قال فخار بمكر" لدي حل أفضل  "
حملها فور انتهاء عبارته مضيفا" هكذا أفضل، تبتعدين عن الفراش و تكونين خارجه"
قالت بخجل " لا أنزلني سأؤلم يديك فقد زاد وزني"
أجابها بمرح و هو يسير في الغرفة ذهابا و إيابا" ستكونين خفيفة على قلبي حتى لو تخطيت المائة "
لفت ذراعيها حول عنقه حتى  تقلل من حملها عليه " لن تقول هذا عندما تؤلمك يديك "
أجابها بنزق" هل هى يدي أم يديك "
صمتت يقين و استسلمت للأمر، خرج من الغرفة ليسير بها في أنحاء الشقة  قائلا " لو كنت ترتدين ملابس لائقة كنت أخرجتك إلى الخارج  "
قالت بلامبالاة " لا بأس  هنا جيد"
قال فخار بعد قليل " وقت أخبرتني أمي أنك حامل، لم أظن أنه أنت لقد ظننتها تتحدث عن أماني، فهى لم تخبرني أو تلمح لي أنها تعرف بوجودك، كنت أبحث عنك في كل مكان، عند أبيك،  عند أكمل و أبلغت الشرطة، غير بحثي في الطرق و أنا أقود السيارة، كان كل ما يهمني هو أن أجدك لأخبرك  أني أسف، أسف على كل ألم تسببت لك به، أسف لكوني زوج سيء لم أعرف أني كنت أجرحك بحديثي مع زوجتي  أمامك، أسف  لكوني عاملتك بطريقة سيئة بدلاً من التفاهم بهدوء معك و تفهم حالتك النفسية، كنت  أحبك جبرا ليس عقابا كما كنت تظنين بل يأسا كونك لم تعودي تحبيني و أنا أراك مصممة على تركي، وجدتها طريقة ربما لتصلك مشاعري عندما ألمسك بهذا الشغف و الحب عندها تصدقين أني بالفعل أحبك و لست مشفق عليك كما تظنين أو أصحح خطأ ، شعور أنك ستفقد شخص تحبه أو أنك خسرت محبته شعور سيء لم أستطع التعامل معه بتعقل،  و أنت تخبريني أنك لا تريديني و أنك ستتركينني جعل كل تعقل يرحل مع فكرة ابتعادك عني،  لم أهتم أنك ربما تكوني غاضبة من شيء ، كل ما فكرت به هو أنك لم تعودي تحبيني، تركتك يوم واحد عقابا بعد معاملتي السيئة لك لأفكر فيما سأفعل معك و كيف سأعيدك إلي،  و لكن اختفاءك جعلني أجن لا أعرف ماذا أفعل و أين أبحث كنت يائس من إيجادك هذه المرة لأني أعرف أنها مختلفة و أني فقدت حبك لي، كل مرة تهربين أفقد جزء من تعقلي في التعامل معك  تثيرين جنوني أكثر من المرة الماضية ، لذلك عندما أخبرتني أمي  أنك حامل و بعد تصحيح خطأي باعتقادي أنها أماني لم أفكر في شيء غير أنها تعرف مكانك، و هذا كان بالنسبة لي سعادة أكثر من معرفتي بقدومه لأني كنت مصمم هذه المرة أني لن أسمح لك بالذهاب بعد الأن حتى لو جعلتك تقتصين مني بكل الطرق التي تريدينها و لكن ما يهم هو أنك لا تتركيني مجددا، بعد حديثنا و هدأت تذكرت أماني و معرفتها بحملك و ردة فعلها لأفقد مجدداً فرصة إظهار مشاعري نحوه ، و بعد ما حدث الأن و ذهاب أماني كما توقعت منذ علمت عنه  و ذهابي إليها و علمي أنها لم تخبر خالتي كونها بالفعل ليست واثقة من أنها تريد أن تتركني شعرت بالأمل بأنها ربما تتقبلنا جميعا معا أنا و أنت و هو ، و الأن أستطيع أن أخبرك عن شعوري نحو مجيئه هو أني فرح، فرح للغاية  بل في قمة سعادتي، لذلك لا تشكي ثانية أني لا أريده أو لست فرح بمجيئه أو أني لا أحبك يا حمقاء يا غبية يا ذات عقل من الحجر  لا يلين "
أنهى حديثه بنزق و صوت عال و توقف عن السير ينظر إليها بغضب مصطنع، كانت عيناها تلمع بالفرح و خالية من الدموع على غير توقعه، فقال بشك" أنت لا تبكين "
قالت باسمة بفرح" لقد حذرتني أن لا أبكي مجدداً و إلا علقتني في سقف الغرفة نسيت "
عقد حاجبيه قائلا" أليس هذا تحذيري لك إن هربت مجدداً، لقد قلت لك ستصابين بالجفاف يا حمقاء "
سألته بمرح " تريديني أن أبكي إذن"
رد ضاحكا بخفة " نعم، حتى أصالحك"
سألته يقين برقة "  و كيف هذا"
رد فخار مهمها" همم ربما قبلتك لترضي "
أخفضت رأسها و أسندته على صدره قائلة " لست غاضبة منك فلا تفعل "
تمتم فخار بحزن مصطنع" خسارة فقد اشتقت لمشاكستي الهاربة"
رفعت رأسها و قالت باسمة" لن أفعلها مجدداً، لن تستطيع التخلص مني و لو أردت"
قال مازحا" خسارة فقد تعودت على لعبة الهاربة و المطارد "
سألته بشك " هل كنت تفضل لو أماني من أنجبت أولا "
رد بلامبالاة" لا، أنت، هى، لا فرق  و لكن ترين ردة فعلها و هى معها حق فهى لم تسامحني للأن على زواجي بك "
قالت يقين بصدق" و لن تسامحك أبدا و لكنها ربما تعايشت مع الأمر أو تجاهلته بعد عودتها إليك "
سألها بحزن" هل تظنين أنها ستقبل العودة  إلي "
أجابته بصدق" لو كانت تحبك حقا ستعود أطمئن "
قال بتمني" أتمنى ذلك أن تكون مازالت تحبني بالفعل بعد كل تصرفاتي و زلاتي معها  كما فعلت  معك أنت أيضاً "
قالت يقين باسمة" أنا سامحتك منذ زمن فأنت لم تخطئ معي بقدر خطأي مع نفسي و مع الجميع، أحاول أن أتقبل ما حدث من أجله، لا أريد أن يأتي في جو متوتر و محيط مليئ بالكراهية"
سألها بجدية" تريدين العودة لشقتك "
هزت رأسها نافية" لا أنا أثق بك بأنك ستعيد الأمور لنصابها معنا جميعا"
ضحك فخار بمرح" حبيبتي تثقين بي أكثر من ثقتي بنفسي "
قالت بصدق" هل تعلم لماذا، لأني أعرف أنك حقا تريد سعادة الجميع  و ليس سعادتك أنت ، لقد علمت هذا مؤخرا و إلا ما تمسكت بي و بها بعد كل تصرفاتنا معك "
تنهد بتعب قائلا" أتمنى ذلك حقا فلا أريد أن تضيع حياتكم معي في الكراهية و الحزن "
قالت تطمئنه" لا تخف لن يحدث"
عاد للسير بها في أرجاء الشقة فسألته" ألم تتعب بعد"
هز رأسه نافيا" لا، هل مللت من البقاء بين ذراعي مشاكستي "
قالت باسمة" لا و لكن تعبت من أجلك هيا أجلسني على الأريكة قليلاً "
اتجه بها للأريكة و بدلاً من وضعها عليها جلس و أجلسها على ساقيه محتويا إياها، قال بمزاج " تعلمين اشتقت لكاميراتك الخفية  لقد كانت تلتقط أفضل المشاهد و تقتنص اللحظات المفضلة لدي  "
ضحكت يقين بخجل " خسارة ليست هنا لكنت  التقطت صورتك و أنت تحملني و تدور بي كالبائع الذي يعرض بضاعته على المارة في الطرقات"
أجابها بمرح " ليست هذه البضاعة هذه خاصة بي فقط "
وضعت رأسها على صدره قائلة" و ستظل لك  للأبد لا تخف "
سألها فخار بمكر" هل الطبيبة قالت حالتك لا تسمح بأن.... "
رفعت رأسها بحدة تنظر إليه بوجه محترق" أصمت لا تكمل "
ضحك فخار بخفة قبل أن يقول بصدق" اشتقت إليك حقا"
لمعت عيناها فرحا فرفع وجهها بيده ليمتلك شفتيها بحرارة..

أنا و زوجي و زوجته ( 1)  علاقات متشابكة Opowieści tętniące życiem. Odkryj je teraz