8 | الحقيقة التي لن تتغير.

ابدأ من البداية
                                    

هذه الليلة قرر والد هيونجين ألا تشرق شمس الغد قبل أن يصنع حديث صغير مع إبنه الوحيد في يوم مولده.





كان يجلس على الأرض في غرفة المعيشة خلف الطاولة وأمامه قالب حلوى يحمل ثلاثُ شموع.



مضى الوقت ببطء شديد وتعدت الساعة الثانية صباحًا ولم يعد هيونجين للمنزل بعد.




قاوم النوم كثيرًا لكنه غلبه وأرخى رأسه بجانب قالب الكعكة والحزن إحتل قلبه.. مالذي كان يتوقعه الأن ؟




بالتأكيد إبنه منشغلٌ بالإحتفال مع اصدقاءه وزملاءه وربما حتى حبيبته، هو لا يعلم أي شيء عن حياته.





دخل هيونجين المنزل في الثالثة صباحًا ويديه محملة بالهدايا واليد الأخرى تحوي عبوة عصير كبيرة أعطاه إياها رئيسه في العمل.


ترك العصير في الثلاجة وكان سيتوجه إلى غرفته مباشرة لكنه إستغرب الأضواء الصادرة من غرفة المعيشة فسار نحوها بهدوء.


توقف مكانه بصدمة عندما وجد والده ينام بجانب قالب كعك فإقترب ليقرأ ما كُتِب.





' عيد ميلاد سعيد هيونجين، أتمنى أن نكون أقرب لبعضنا ببلوغك عامك الواحد والعشرون '



إقترب أكثر حتى جلس بجانب والده النائم وأخذ ينقل عينيه بينه وبين الكعكة، لماذا يشعر بقلبه يؤلمه الأن ؟




بضع لحظات حتى بدأت ملامح والد هيونجين بالتعكر ثم فتح عينيه وما إن رأى هيونجين يجلس بجانبه إستقام بجلوسه ورسم إبتسامة كبيرة، لن يكون هيونجين هنا ما لم يتقبل الأمر بالطبع !




" عيد ميلاد سعيد .. بُني "
قالها ويا للصدمة التي إستحلته عندما ألقى هيونجين جسده بين يديه جاعلًا من رأسه يستقر على كتف والده.




عقد والد هيونجين حاجبيه ثم إبتسم وأحاطه بذراعيه رغم علمه بأن إبنه ليس بكامل وعيه فرائحة الكحول كانت واضحة.. لكنه أراد هذا العناق بشدة ولو لفترةٍ قصيرة حتى مع كونه نصف واعٍ.




تمسك هيونجين بقميص والده كغريقٍ وجد سترة النجاة بعد صراعه الطويل مع المياه، كأنه الأمل الأخير ولا وجود لغدٍ يرحمه.



إنهمرت دموعه بعد سنين طويلة إحتفظ بها داخل عينيه رافضًا رفع راية الإستسلام في معركةٍ هو خاسرها، لكنه هُزِم في نهاية المطاف. 



" أبـي "
تمتم بصوتٍ متحشرج، لم يدرك والد هيونجين أن عينيه ذرفت الدموع مع إبنه فالمشاعر التي إجتاحته تلك اللحظة حجبته عن العالم بأسره.







" أنا لم أعُد أُطيق ذلك أبي .. "
قال هيونجين بنبرةٍ مكتومة باعثًا الأمل في قلب والده، هل صفح عنه وسامحه أخيرًا ؟
" لا أستطيع رؤيتك والبقاء معك أكثر من ذلك، أنا أكرهك جدًا أبي وهذه الحقيقة التي لن تتغير حتى لو تبعثرت مشاعري. أنا اواصل التفكير أنك شتتنا ونكثت بوعدك لي "






تجمدت ملامح والده وتوقفت يده عن تمسيد شعر إبنه الذي صرح عما بداخله بلا إهتمامٍ لمشاعره، الثمل لا يقول سوى الحقيقة وذلك ما زاد قلبه وجعًا.





" لم أتخلى عنك صدقني ! لقد منعتني من القدوم وحرمتني من رؤيتك حتى في الصور .. لم يكن ذنبي يا هيونجين لم يكـ .. "
أبعده والده وأمسك كتفيه يهزه بغضب.







" توقف عن قول الهراء وصنع الأكاذيب ! أنت من خنتها ودمرتنا بيديك، لا مُلام سواك في هذه القصة لذلك لا تتجرأ على توجيه أصابع الإتهام إلى أمي "
صرخ هيونجين ودفع جسده للخلف عبر قدميه ليخفض رأسه شادًا شعره ببعض القوة.






" صحيح كنت مخطئ لكنني الفائز بحضانتك منذ البداية.. لقد قامت والدتك بتقديم الرشوة لتحصل هي عليك وتبعدنا عن بعضنا البعض ! هاهي قد أُرسِلت إلى الجحيم بعدما حققت مبتغاها وزرعت الكره في قلبك "
لم يتحمل كبت الأمر في قلبه أكثر فصرخ هو كذلك على إبنه الذي رفع رأسه بنظراته الحادة الثاقبة والتي لا تُنبئ بخير مطلقًا.








" لا تقلق ليست حقيرة لتأخذ مقعدك في الجحيم أيها الوغد "
أعماه غضبه فلم يدرك أنه شتم كلًا من والديه.. بل وقد صُعِق من نفسه عندما وجد والده مطروحًا على الأرض ويده على وجنته مكان اللكمة التي وجهها نحوه.







" أنت .. "
قهقه والده بغير تصديق وحدق به، مهما بلغ كرهه وغضبه من غير الصحيح أن يصل الأمر إلى هذا الحد !






توقف هيونجين عند الباب معطيًا ظهره لوالده خجِل من مواجهته بعد فعلته هذه وأردف بنبرةٍ خانقة
" من يدير ظهره لي فهو ميتٌ، وأنت قد رحلت منذ خمسة عشر سنة يا أبي. فلننسى بعضنا لربما نستطيع العيش مجددًا "
أخفض رأسه للحظات ثم سار بعد أن تمتم بـ
" الوداع "








" هيونجين ! توقف مكانك أيها الفتى "
رفع والده صوته بالصراخ وحاول اللحاق بإبنه حالما سمع صوت قفل الباب يغلق.










في الواحد والعشرون من مارس لعام الفين وسبعة عشر أعلن هيونجين أن والده لم يعد على قيد الحياة، كجيسونغ فقط.










••••••••••••••••••

إنتهى.



شكرًا للقراءة ♡.

ك: 190430
ن : 190616

by your side | إلى جانبكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن