7 | كابوسٌ سيء.

Start from the beginning
                                    

أراد الطبيب التحدث معه لعله يهدأ لكنه بدا كمن فقد سمعه وعقله.

لم تنجح أي طريقةٍ معه فأُجبر الأطباء على تقليص خياراتهم وتخديره كي لا يصاب بمكروهٍ لهول الصدمة التي تعرض لها.


في ليلةٍ وضحاها فقد والدته، وأي فقدٍ سيكون أكثر وجعًا من ذلك ؟















إستعاد حواسه تدريجيًا وكادت السعادة تغزو قلبه عندما وجد أنه على مشارف الإفاقة وأن كل ما مضى كان كابوسٌ كما تمنى.

رائحة المعقمات لم ترأف بحال شابٍ فقد أمه وصفعته الحياة بحقيقة رحيلها للأبد مما جعل من دموعه الإنهمار قبل فتحه لعينيه حتى.


رافضٌ للحقيقة الموجعة تمنى لو أنه فقد عقله قبل رحيلها، ود أن يمحي كل شعورٍ مؤلم من ذاكرته ويرحل تاركًا كل شيء. لكن ما كان عليه في النهاية سوى تقبل الأمر والمضي خلاله.







أعتقد هيونجين أن ذلك سيكون أسوء ما يحدث لهذا اليوم، لكن عند عودتهم إلى المنزل تفاجأ بخلو منزل الجيران من أي شيء يدل على تواجدهم هنا سابقًا.


كسر ظهر هيونجين للمرة الثانية عندما أحرق هاتف صديقه ولم يجب عليه برسالةٍ حتى. لا يمكن لقلبه أن يصمد أمام كل هذه المصائب وهو الذي دومًا كان يحتضنه ويتقاسمها معه.


لكن الأن وبعد رحيل من كان يستند عليهما من قد يخبره أن كل شيء سيكون على ما يرام ؟












في عزاء والدته كان يقف وحيدًا، بالرغم من كونه بجانب زوج والدته وأخته الغير شقيقة ... عائلته السابقة إن أردنا الدقة، العائلة التي لم يشعر بالإنتماء لها من قبل مطلقًا رغم حبها له.


شعور الخذلان والحزن إتخذ من قلبه موطنًا، فضحك الشامتين وبكى المقربين بينما تخبط هو بين الإثنين، أيضحك على نفسه مما حل بها أم يبكي لفاجعةٍ تعرض لها ؟






حتى أسوء كوابيسه لم تتضمن رحيلهما بهذه السرعة وتلك الطريقة المفاجئة.


وعلى عكس ما إعتاد من إحتضان صديقه له وتربيت والدته على رأسه عند حزنه، كان هذه المرة وحيدًا لا أحد يخفف عنه فكلٌ إنشغل بنفسه.


وكأن الحياة تعاقبه على صمته وصموده حتى الأن لتقام جلسةٌ أخرى في المحكمة يُقرَر فيها من يكفله وهو إبن السابعة عشر عامًا، ليخيروه بين زوج والدته الذي لم يتقبله رغم عطفه أو الخائن ناكث الوعد الذي تبعثرت مشاعره مجددًا بعد رؤيته ؟












" الوعود لا تعطى لتنكث هان جيسونغ، وعدتك أن لا أتركك حتى الموت وقد رحلت برغبتك. تعازي لنفسي التي دفنت صديقًا وأمًا في ذات اليوم "
خاطب الصورة التي يمسك بها بين يديه ثم مزقها تاركًا إياها تتبعثر محلقةً مع الرياح.










إختار هيونجين والده من أجل أمريَن لا ثالث لهما، دايجو ليست موطنه ومطلقًا لن تكون فلم يولد هنا سوى والدته وصديقه المتوفيَن.

أما الثاني فلم يرغب أن يكون عبء على زوج والدته ولا بالبقاء مع شخصٍ غريب عنه، لكن والده مجبر على الإنفاق عليه كونه إبنه وقد قرر إستغلال ذلك ليجعله نادمًا على كل ما فعله بحقهما، وعلى جعله يلتقي بجيسونغ.







••••••••••••••••••

إنتهى

شكرًا للقراءة

ك: 190406
ن : 190609

by your side | إلى جانبكWhere stories live. Discover now