البابُ الثّالِثُ - الفَصلُ الرّابِعْ في فَضلِ زِيارة مَولانا أمير المؤمنين ع

317 5 0
                                    

في فَضلِ زِيارة مَولانا أميرُ المؤمِنين (عليه السلام) وَكيفيّتها وفيه عدّة مطالب :

المطلب الاوّل : في فضل زيارته (عليه السلام

) :

روى الشّيخ الطّوسي (رحمه الله) بسند صحيح عن محمّد بن مُسلم عن الصّادق صلوات الله وسلامه عليه قال : ما خلق الله خلقاً اكثر من الملائكة، وانّه لينزل كلّ يوم سبعون ألف

ملك فيأتون البيت المعمُور، فيطوفون به فاذا هم طافوا به طافوا بالكعبة، فاذا طافوا بها أتوا قبر النّبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فسلّموا عليه، ثمّ أتوا قبر أمير المؤمنين (عليه السلام) فسلّموا عليه، ثمّ أتوا قبر الحسين (عليه السلام) فسلّموا عليه، ثمّ عرجُوا وينزل مثلهم أبداً الى يوم القيامة، ثمّ قال : مَن زار امير المؤمنين (عليه السلام) عارفاً بحقّه أي وهو يعترف بامامته وَوجوب طاعته وانّه الخليفة للنّبي (صلى الله عليه وآله وسلم) حقّاً غير متجبّر ولا متكبّر، كتب الله له أجر مائة ألف شهيد، وغفر الله له ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر، وبعث من الامنين، وهوّن عليه الحساب، واستقبله الملائكة، فاذا انصرف الى منزله فان مرض عادُوه، وإن مات تبعوه بالاستغفار الى قبره .

وروى السّيد عبد الكريم بن طاووس (رحمه الله) في فرحة الغرّي عنه (عليه السلام) قال : مَن زار امير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه ماشياً كتب الله له بكلّ خطوة حجّة وعمرة، فإن رجع ماشياً كتب الله له بكلّ خطوة حجّتين وعمرتين .

وروي عنه (عليه السلام) ايضاً انّه قال لابن مارد : يا ابن مارد مَن زار

جدّي عارفاً بحقّه كتب الله له بكلّ خطوة حجّة مقبُولة وعمرة مبرورة ، يا ابن مارد والله ما يطعم الله النّار قدماً غبرت في زيارة امير المؤمنين (عليه السلام)ماشياً كان أو راكباً، يا ابن مارد اكتب هذا الحديث بماء الذّهب

.

وروي ايضاً عنه (عليه السلام) قال : نحن نقول بظهر الكوفة قبر لا يلُوذ به ذو عاهة الّا شفاه الله .

أقول : يظهر من أحاديث معتبرة انّ الله تعالى قد جعل قبور امير المؤمنين (عليه السلام) وأولاده الطّاهرين صلوات الله عليهم اجمعين معاقل الخائفين، وملاجيء المضطرّين، واماناً لاهل الارض، ما زارها مغموم

الّا وفرّج الله عنه، وما تمسح بها سقيم الّا وشفى، وما التجأ اليها أحد الّا أمن

.

روى السّيد عبد الكريم بن طاووس عن محمّد بن عليّ الشيباني قال : خرجت أنا وأبي وعمّي حسين ليلاً متخفين الى الغريّ لزيارة امير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه، وكان ذلك سنة مائتين وبضع وستّين وكنت طفلاً صغيراً

،

فلمّا وصلنا الى القبر الشّريف وكان يومئذ قبراً حوله حجارة سود ولا بناء عنده، فبينا نحن عنده بعضنا يقرأ وبعضنا يصلّي وبعضنا يزور، واذا نحن بأسد مقبل نحونا، فلمّا قرب منّا قدر رمح تباعدنا عن القبر الشّريف، فجاء الاسد فجَعل يمرّغ ذراعَيه على القبر، فمضى رجل منّا فشاهده فعاد فاعلمنا فزال الرّعب عنّا، فجئناه جميعاً فشاهدناه يمرّغ ذراعه على القبر وفيهِ جراح فلم يزل يمرّغه ساعة ثمّ انزاح عن القبر ومضى، فعدنا الى ما كنّا عليه لاتمام الزّيارة والصّلاة وقراءة القرآن .

مفاتيح الجنانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن