part.7

7.2K 185 4
                                    

#سلسلة_حكايات_وبنعيشها
#الحكاية_الاولي
#الخائنه {الفصل السابع}
*جلست علا فوق مائدة الإفطار تنتظر شقيقها وزوجته النكديه وهي تتابع التلفاز.... وبعد قليل حضر باسل واقترب منها وطبع قبله فوق راسها يهمس لها وهو يجلس على رأس الطاولة.
_عامله ايه ياحبيبتي؟ بتتفرجي على ايه ؟
*ابتسامه بهدوء ابتسامة اضاءت وجهها بالكامل أمامه... نظرت باتجاه لتجده مغمض العينين متكئ براسه علي يده لتغمغم بصوت هادئ:
_انا بخير ياحبيبي الحمد لله....سيبك من اللي بتفرج عليه وقولي كنت بتتخانق معاها ليه؟ شوفتكم شباك اوضتي باسل على فكره انت مش طبيعي حساك في حاجه انت بخير ياحبيبي.
*اعتدل بجلسته وهو يتكئ بمرفقيه علي الطاولة وينظر لها.
_متقلقيش يالولو هو ارهاق شغل مفيش غيرة اما بالنسبة لسما فأنا خلاص زهقت من العيشة والخناق معاها بيقت انسانه لا تطاق.
*ابتسمت مرة اخري بعد ان ربتت علي كتفه بحنيه اخت تعشق اخيها.... تلتفت بجسدها تقل بصوت مسموع:
_مديحه فين الفطار جعنا...
*نظرت بتجاه شقيقها مرة اخري ووجدته ينظر بعينيه يمينا ويسارا ليقول بغضب متسائلا بعد ان رفع يده ينظر لساعه يده التي تخطت الحادية عشر:
_الهانم منزلتيش طبعا...هي يهمها جوزها يتأخر عن شغله ولا لاه المهم نفسها.
* بطرف شفتيها ظهرت ابتسامه سخريه ثم همست من بين اسنانها المصتكين من سؤاله:
_ من وقت ما سبتها ودخلت مكتبك وهي واقفه بره ساعه بتتكلم في التليفون .
*اشار بيده بعدم اهتمام وتابع الحلقة الأجنبية على احد القنوات الفضائية حتى تنتهي مديحه من وضع الإفطار:
*بحديقة المنزل وفوق الارجوحة كانت تجلس تضع بساقها طلاء اظافرها وهي تضع داخل اذنيها سماعات الأذن وتتحدث مع صديقتها التي تشبهها كثيرا بما تفعله وجدت ابيها يتصل بها على الخط الاخر.
فزفرت انفاسها قبل ان تجيبه حتي تحدثت بالأخير معه:
_ازيك يا بابي عامل ايه ياحبيبي؟
*من طرف الاخر تحدث وهو يقف بشرفه مكتبه المطلة علي اهرامات الجيزة .
_سما حبيتي ازيك وازي باسل عاملين ايه؟
*بسخريه من سؤاله المعتاد الذي يعلم اجابته من قبل ان تجيبه أجابت:
_احنا كويسين جدا لدرجه لا تتخيلها وكله بسبب الحقيره إلا ريحه جايه عليه..... وكالعادة يابابا مفيش جديد اظاهر ان الست ديه شغلت عقل جوزي خلاص.
*رفع حاجبيه يقل سريعا:
_يابنتي ياحبيبتي بطلي اوهامك دي الرجل كويس معاكي ده مش حرمك من حاجه اللي بتطلبيه بيكون عندك عاوزة ايه تانيه؟
*نزعت السماعات و التقطت الهاتف بين يدها واعتدلت بجلستها تقل بنبرة غاضبه:
_يعني مش حرمني من حاجه يخوني يا بابا هو كان يطول يتحوز وحدة زي.... هو ميعرفش انا بنت مين يعني.
*مرر سالم أصابعه فوق وجه.
_وانتي متنسيش باسل ابن مين ومن عيله مين ده اي عيله تتمني تناسبهم بلاش الغرور ده بقي وعيشي مع جوزك بسلام.
سمع زفرة انفاسها عبر الهاتف لكنه لم يهتم ليكمل حديثه معها بعد ان شعر بان الحديث مع ابنته عن زوجها لن ينتهي الا بمشادة كلامية بينهم :
_المهم ياسما عاوزك يابنتي تكلمي مع اختك....اختك دماغها ناشفة جدا.
*قاطعته سريعا وهي تعدل من خصلات شعرها.
_وليه اتكلم معاها حضرتك مشوفتش امبارح استقبالها ليا وكأنها شافت عفريت بنتك ومراتك مش بيحبوني وبعدين خير لو عايزه تسافر يابابا خلاص سبها انا مش فاهمه انتوا خايفين ليه عليها كده.
*رفع حاجبيه واندهش من حديثها....ولكنه اكمل مضطر:
_يعني ايه نسيبها يابنتي اختك من قبل فرحك واحنا مشفنهاش كفياها غربه بقي...... وبعدين الموضوع اللي عوزك تكلميها فيه مش عن سفر اطمني هي خلاص وعدتني انا وامها انها مش حتسافر وحتلغي الفكرة من راسها وتكمل دراستها هنا.
*لوت الأخرى شفتيها بعنف وهمست بصوت غير مسموع:
_طبعا لازم تغير فكرتها مش شافت حبيب القلب....
*قاطع همستها ابيها مرة اخري وقال لها
_بتقولي حاجه ياسما .
_لا ياحبيبي مش بقول حاجه كمل كلامك كنت بتقول ايه.
_كنت عاوزك تقنعيها يابنتي توافق علي العريس اللي اتقدملها ده شاب ابن عيله وحسب ونسب والله ميتخيرش عن باسل... جوزك.... شاب من عيلة بيشتغل طيار.
*وقفت متجمدة عن ما تفعله واتسعت عينيها مما سمعته وشعرت بنيران تحرقها لا هي لا تريدها متزوجه أو لها حبيب تريدها دائما تعيسة حزينه مقهورة كلما راتها مع باسل تعتلي ذراعه.
_ايه عريس.... .بتتكلم بجد يابابا.
*ضحكت بغل وأكملت :
.لا ياحبيبي انا اجيلها مخصوص واتكلم معاها طبعا... ولا يهمك.
*ابتسم ابيها براحة قائلا :
_تمام ياحبيبتي في انتظارك.
*اغلقت هاتفها سريعا مع والدها والغل والحقد يخرجان من بؤبؤ عيناها كتنين ينفث نارا.... ولكنها فكرت قليلا وبرغم غلها انتابها شعور بالفرح... عندما تخيلت باسل يسمع الخبر ويتعذب.
*انتفضت لتركض إلى الداخل وهي ترسم فوق شفتيها ابتسامة صفراء لاذعه...
ولكن رنين هاتفها اوقفها مره اخري وجعلها ترتبك بشده حينما قرأت اسمه يزين الشاشة...
*أجابت بهدوء.....فافجاءها صوته يهمس بنعاس :
_وحشاني يا حلوه ...طول الليل بحلم بيكي في حضني.
*تبدلت أحوالها وكأنها أصبحت أخرى عاشقه.....شعرت بمذاق شفتيه فوق جسدها واحساسها بالنشوة يغزوها انها تحبه وتشتاق إليه بقوه:
__رامز ارجوك انا....
_انتي هتيجي النهارده هستناكي....بس على شرط.
*أمرها بغرور وهو يعلم جيدا انها ستأتي على جناح السرعة...وكم توقع ضعفها سريعا حينما همست :
_شرط ايه...
*تحرك من فوق الفراش وهو ينظر لنائمة بجنبه فأتحرك بحرص من جنبها وخرج إلى صاله منزله وهمس وهو يفتح المبرد ويرتشف الماء البارد ليسقط فوق جسده العاري...مسح فمه بظهر يده وقال بإغواء شديد:
_قميص نوم احمر...طول عمري بموت في اللون الأحمر عليكي...
*قالت له وهي ترتجف :
_مش جايه يا رامز اسفه..
*ضحك بصخب عالي وغرور وقال بصوت يتخلله نبرة تهديد مبطن :
_هتيجي يا سما...هتيجي والا اجيلك انا يا مزتي....متتاخريش.
*أغلق رامز الهاتف في وجهها دون أن يستمع إلى ردها....لتقل بخفوت :
_لازم اروح اشوف عايز مني ايه.
• وبعدها دخلت سما الي غرفه الطعام وهي تنوي إفساد صباح زوجها وقهرته:
***********************
*على مائدة الطعام جلس باسل وبجانبه شقيقته التي تسكب له الطعام بابتسامتها المعهودة وبجانبه من طرف الاخر تجلس سما التي وجدها تتافاف بغضب كعادتها ما جعلهم ينظرون إليها:
_اوووف احنا مش حنجيب سفرجي بقى...بدل وجع القلب ده والست مديحة.
*توقف باسل عن تناول الطعام وقبل ان يتفوه بشي قاطعته شقيقته تقل ساخرة:
_وسفرجي ليه بقي هو انتي متعرفيش تحطي الاكل في طبقك لازم اللي يساعدك...احنا متعودين على كده من ايام ماما الله يرحمها.
*لوت سما شفتيها وقالت بأسلوبها الجاف:
_علي فكرة سفرجي عمرة ماكان بس عشان يحط الاكل في الاطباق كل العائلات الكلاس لازم يكون عندها سفرجي يا آنسة علا.
*ضحكه علا بصخب.... مماجعل باسل ينظر لها بغضب لتضع يدها فوق فمها سريعا وهي مازالت تضحك....لتكمل سما حديثها وهي تمد يدها تلمس يد زوجها بلمسات اغواء مصطنعة وهمهمت بخفوت وهي تناظره :
_وبعدين انا قولت يكون سفرجي واحد مطلبتش كمان مديره للبيت ولا ايه رائيك يابيبي.
*تلك المرة استوقف حديثها باسل الذي شعر بتلك المشادة بينهم وهو في غنى عنها:
_اعتقد ياسما انتي لما طلبتي طباخ مقولتيش لا وقولت اوك برغم أن كلنا متعودين علي الاكل من ايد مديحه بس اتحججتي بانها متعرفش تعمل الاكل الغربي بتاعك يبقا خلاص ملوش لازمه كل وجع الدماغ ده في ستات بتعمل أكل بتها بنفسها على فكره.
*دمدمت سما بمكر وهي ترمقه بنظرات مكشوفة :
_زي حلا مثلا؟
*مط باسل شفتيه وابتسم ببرود شديد إليها وهو يقل :
_مثلا...
*تهجم وجهها بالغضب وشعرت انه ينوي حرق اعصابها قبل أن تحرق هي قلبه....نظرت إلى علا التي مازالت تضحك وقالت بنعومة:
_بالمناسبة حبيبي انا النهارده رايحه البيت عند بابا.
*رفع باسل ملعقة الطعام إلى فمه وهمس دون اهتمام :
_خير مش من عادتك تروحي عند باباكي كتير.
*رفعت راسها تنظر إلى علا وهي تتحدث بانتصار تلك المرة:
_ يظهر أن علا متعرفش والا كنت انت كمان عرفت مش صحبتك اقصد اختي حلا جالها عريس.
*توقف عن مضع الطعام الذي توقف في منتصف فمه وهو يشعر بالاختناق....
لتكمل بعد ان انصب اهتمامه علي حديثها ينظر لها تارة ولشقيقته تارة اخري بعد شعورة بقبضه اعتصرت قلبه.
_والله فرحتلها جدا عقبالك انتي كمان يالولو.
*قطبت علا حاجبيه بغضب شديد وهي تنظر لها وتعلم جيدا ماترمي إليه سما حتى تهقر قلب شقيقها الذي أصبحت نظراته تشتعل بالغضب العارم وانفاسه تسارعت بقوة وقد أصبح وجهه شاحب يحاكي الأموات:
وقبل ان تنطق بحرف وجدته يقوم من علي طاوله طعام وهو يهمس من بين اسنانه المصتكه:
_الحمد لله...تسلم ايدك يامديحه.
*طرقت علا بقوة فوق الطاولة وصاحت فيها :
_انتي انسانه بشعة...و معندكيش دم.
*ثم تحركت بمقعدها خلف اخيها سريعا وهي تهتف باسمه...في حين وقفت سما تعقد ذراعيها أمام صدرها وقالت بغل :
_ولسه انتم شوفتوا مني حاجه!
******************************
_باسل....باسل استنى حبيبي ارجوك.
*هتفت علا وهي تقف بمقعدها المتحرك أعلى درج باب المنزل...اقترب منها باسل وهو يمسح وجهه المتصبب بالعرق وقال بخفوت :
_كنتي عارفه يا علا؟
*لاحظت هذا الشرر المتصاعد من عيناه وهي خائفة من هذا التحول إلى تلك الدرجة المرعبة وهمست :
_باسل ارجوك افهم انت وحلا خلاص كل حاجه بينكم انتهت وسما بتحول...
*صرخ صرخة ارعبتها وهو يشدد فوق ذراعها بتشنج :
_لا يا علا لا... حلا بتاعتي انا محديش هيقدر يأخذها مني ابدا انتي فاهمه انا خلاص هطلق سما مش قادر اعيش معاها وانتي عرفه كده كويس مش هقدر اكمل حياتي المزيفة معاها....انا وهي مش لبعض من الاول.
*تدافعت الكلمات إلى لسانها بضيق وهدرت علا:
_انت السبب...انت الا عملت كده في نفسك وفي حلا متبقاش اناني وسبها تعيش حياتها زيك.
*مسح وجهه المتخصب وهتف قائلا بسخط :
_انا مش عايش يا علا.... انا ميت انا راجل بقلب ميت.
*ثم تركها ورحل وهو ينوي إنهاء تلك المهزلة بقرب وقت قبل أن تضيع حلا من بين يده مره اخري ويفقدها للأبد:
**************************
*خرجت من باب المصعد تقف امام باب شقته اخذت نفسا عميقا ثم فتحت حقيبة يدها تخرج منها قنينة العطر الخاص بها تضع بعض قطرات منها فوق جيدها وهي تدمدم لنفسها :
_اهدي ياسما.
*طرقت فرق باب شقته بقوة برغم شعورها بالتوتر والرعشة التي تزداد بجسدها لقد مر ثلاث سنوات بعد آخر لقاء جمعها بحبيها كانت تتمني بهم رؤيته ولو دقيقه واحدة رغم زوجها من باسل....الذي هو حلم كل فتاه....ولكن قلبها الخائن لم يعشق سوا شخص واحد وهو رامز الأسيوطي :
*دمدمت وهي تقل بلسان حالها :
_سما ادخلي شوفي هو عاوز ايه وانهي كل حاجه انتي وخده قرارك إياك تضعفي اوعي تهدمي كل اللي بنيتيه في السنين دي كلها.
*لحظات وسمعت صوت خطواته فوق الأرضية الخشبية قبل ان يفتح لها مما جعل خفقات قلبها تزداد بقوة ابتلعت ريقها وهي تستعد للقائه اخيرا
والانتقام منه.... وفي اقل من ثواني معدودة كان يقف امامها عاري الصدر مبتسم الوجه بوماسه لم يفقدها بل إنه ازداد جاذبية طاغية فوق جاذبيته المهلكة ليجعلها تزدراء غصه بحلقها وهي تري ذلك المتجسد في رجل شيطاني وسيم مثير....قلبها يكاد أن ينصهر منها وليس قلبها فقط بل معدتها التي شعرت بانقباضها حينما تمتم بصوت مغوي:
_سمسمتي اخيرا...اتفضلي يا حلوة.
*كلماته الهادئة رغم انها قليله الا انها مثيرة ايضا مثله جعلت رجفه تسري بكامل جسدها ووجهها الذي اصبح يتخضب بالاحمرار :
لتجده يتنحي جانبا متيحا لها الدخول خطوات بسيطة وسمعت خلفها الباب يغلق مرة اخري مما جعلها تلتقط انفاسها الضائعة :
*اقترب منها يقل وهو يمد يده ترحيبا بها وقد اختصر المسافات بينهما ليطبع قبلته الساخنة فوق وجنتها هامسا بصوت شيطاني :
_وحشتيني يا حلوة.
*ابتعدت عنه سريعا و دلفت لداخل ليهمس خلفها وهو يستنشق بقوة عبير عطرها:
_برفانك الاول كان مثير اكتر وكنت بحبه. بس مش مشكلة انتي ديما جميله ومثيرة حبيبتي استحاله انسى اخر مرة كنتي في سريرة كنتي شعلة نار....مش قادر انساكي ابدا.
*تمتمت بتلعثم واضح :
_ررا...م...ز....ارج...وك.
* لم يهتم فقد آثارها وانتهى الأمر....مد يده سريعا يحاوط خصرها الا انها ابتعدت عنه وحاولت التماسك امامه وهي تردد بداخلها :
_سما اوعي تضعفي....سما اوعي تضعفي.
*تمتمت بنفس التلعثم مما جعله يقف امامها يبتسم بطرف فمه و يده بجيوب سرواله القطني:
_ررررامز من فضلك انا ست متجوزه مينفعش اللي بتعمله ده......انا جيت بس اشوف انت عاوز ايه مني وحمشي على طول.
*ضحك وهو يعرف جيدا انها وقعت بفخه مرة اخري وانها تحاول أن تصده عنها بقوة تصطنعها ولكنها مازالت تعشقه وتتمنى قربه :
ابتعد عنها وجلس علي الأريكة بمنتصف البهو ثم مد يده يشير لها بالجلوس بالمقعد امامه.......لكنها عارضته تقل بنبرة اظهرتها غاضبه الا انه تجاهلها.
متعمد:
_رامز اتكلم قول عاوز ايه بالضبط مني وايه نظام تهديدك ده:
*وضعت يدها اليمني بخصرها واشارت بالأخرى له:
_ويكون في علمك محدش حيصدقك أو يصدق اي كلمة ممكن تقولها.
*وقف سريعا امامها والتقت عيناهم المليئة بالتحدي.. والاثارة...والغرور. والكره أيضا لتجده يهمس وهو يرفع يده يزيح خصلات شعرها عن نصف وجهها :
_مش انا ياسما اللي تتكلمي معاه كدة ولا نسيتي مين هو رامز.
*لم تستطع اجابته ووقفت تنظر بداخل عينيه لتشهق عندم جذبها بيده التي حاوطت خصرها بقوة يدفعها بداخل صدره والاخري تحاوط عنقها وانقض عليها بقبله قويه مثيرة جامحه وهو يتذوق رحيق شفتيها الذي ابتعد عنهما لثلاث سنوات:
*في محاولة فاشلة حاولت دفعه بكل قوتها الضعيفة أمامه والفرار من بين جحيم نشوته
ولكنها بالأخير استسلمت امام قبلاته المهلكة و رفعت يدها تحاوط عنقه تتيح له شفتيها التي انفرجت سريعا له:
*انحني بجسده القوى يحملها بين ذراعيه وهم مازالوا يتبادلون القبلات الشهية....
ابتعد عن شفتيها حتي يلتقط كل منهما انفاسه ليغمغم هامسا وهو يحاوط وجهها وجبهته تلتصق بجبهتها :
_وحشتيني ياسمسمتي قوي.... ..وحشني كل حته فيكي عمري ما نسيت جسمك المثير اللي ديما كنت بتمتع بيه وحدي كان ليا انا بس.
*اغمضت عينيها وهي تستمع بكلماته الساحرة التي لم تسمعها من زوجها الذي كان يهذي في أحلامه باسم حلا فقط:
_رامز....انا...
*وضع انامله فوق شفتيها يهمس :
_اششششش.
*وبلمح البصر كانت تغوص بجسدها فوق فراشه واصابعه الخبيرة تجردها من ملابسها....وبعض وقت أصبحت فيه تلقب فيه بالخائنة بعد أن ممارسة الحب المحرم مع من كان حبيبها وجدها تعتلي صدره برأسها وتهمس مبتسمة وهي تداعب
صدره الصلب :
_انا كنت عايشه في الجحيم قبلك... عمري ما حسيت بمتعة الحب إلا وأنا معاك انت وبس حبيبي....انا ليك وهفضل طول عمري ليك انت وبس يارامز.
*****************************
*بأعصاب مشدودة متوهجة بالنيران راقب تحركاتها من وقت خروجها من منزلها حتى وصولها جامعة القاهرة....وقف باسل أمام بوابه الجامعة وبالتحديد أمام موقف السيارات حيث صفت حلا سيارتها و دلفت إلى داخل الجامعة مر أكثر من ساعتان وهو مازال جالس يطرق بأصابعه فوق عجلة القيادة حتى لمحها تخرج متجه الي سيارتها....
*سريعا خرج من سيارته يهرول عليها بخطوات واسعة غاضبة وبصوته الاجش نادها:
_حلا....
*التفت مستغربه تنظر خلفها واعتلت وجهها الدهشة حينما رمقته يقف أمامها بطوله الفارع و
جسده العريض في ملابسه الرسمية التي تخص العمل حلة سوداء أنيقة وقميص ناصع البياض وربطة عنق فضية تكاد تكون محلولة من حول عنقه
بعنف....همهمت وهي تقترب منه :
_باسل...انت بتعمل ايه هنا؟
*نزع نظارته الشمسية الأنيقة من فوق عيناه الساحرة ونظر إليها بتمعن شديد وهو يتفحصها بالكامل كانت جميلة...ناعمة....شديدة الرقة تعالت
دقات قلبه وود أن يجذبها إلى صدره حتى يسحقها بين اضلعه القوية....قال بصوت جامد متحجر:
_ميهمش بعمل ايه هنا المهم عايز اتكلم معاكي ضروري يا حلا من فضلك.
*استدرت وتقدمت من باب سيارتها الأمامي تفتحه وهي لا تعايره اي اهتمام ولكنه بغضب أغلق باب السيارة وصاح فيها :
_بقولك لازم نتكلم.....سمعاني ؟
_لا مش لازم نتكلم ولا هنتكلم من الأساس لأن خلاص مفيش ما بينا اي كلام يا استاذ باسل ممكن تسبني امشي وياريت تبطل تراقبني.
_هتفت فيه بقسوة وعيناه تنفث بالنيران.....لم يهتم ولم يبدي اي اهتمام لما تفوهت به قال بتصميم حاد:
_في عريس متقدملك....الكلام ده صحيح خلاص يا حلا قررتي تمحي حبي من قلبك بسهولة كده انا عمري ما نسيتك وعمري ما فكرت غير فيكي انتي وبس انا بح.....
*أشارت بكفها في وجهه أن يصمت وقالت بضعف شديد وهي ترمقه بنظراتها المبهمة :
_انت اناني....مش بتحب غير نفسك وبس يعني عايز تتجوز وتحب وتعيش حياتك وانا مليش الحق اني اعمل زيك المفروض أفضل جارية من جواري باسل بيه تحت أمره وقت ما يروح يتجوز تستناه ووقت ما يحب يرجع تبقى وجبة جاهزة دليفري.
*حرك راسه بيأس وبصوت مهزوز همس :
_قولتلك انا اتجوزت سما ليه؟ انا عمري ما حبيتها يا حلا عمري....محبيتش ولا هحب حد غيرك ارجوكي صدقيني حبيبتي.
*امسك بذراعها بعد أن شعر بضعف قوتها أمامه واستسلامها ولو للحظات أمام نظرات عشقه التي
يخصها بها هي...هي فقط ولكنها تمكنت بطريقة ما من نزع الاضطراب من صوتها وهي تبعد يده عنها بقوة:
_ابعد ايدك عني يا باسل من فضلك مش عايزه مشاكل...قدام الجامعة من فضلك.
_حلا من فضلك لازم نتكلم... تعالي اركبي معايا.
*الطريقة التي خرج بها اسمها من بين شفتيه جعلتها ترغب في البكاء فوق صدره ولكنها رفعت رأسها بعناد ودمدمت :
_لا...لا قولتلك ابعد عني وأخرج بقا من حياتي ارجوك....
_لا لا مش هخرج انتي ملكي...بتاعتي انا يا حلا محديش هيقدر يأخذك مني ابدا واعملي حسابك العريس ده مش هيقرب منك ابدا.
*عقدة ذراعيها أمام صدرها وابتسمت بسخريه قائله :
_والله هتعمل ايه يا جوز اختي...انت ملكش تدخل في حياتي لأنك باختصار خرجت منها...
*جذبها من ذراعها وقد بدا بعض المارين في التجمع فقالت بصوت غاضب وهي تهدر من بين أسنانها:
_باسل انت اتجننت سيب ايدي الناس اتلمت علينا.
*صاح فيها وهو يقترب منها ويهتف أمام شفتيها المرتجفتان :
_انا هطلق سما...انا وهي عمرنا ماكنا لبعض خلاص انتهينا.
_هطلقها...انت بتقول ايه؟
*غمغمت بذهول....فقال وهو يخفف قبضة يده عن ذراعها :
_زي ما سمعتي انا اتجوزت من سما عشان أصلح غلطة ارتكبتها في حقك وحق نفسي قبل حقها هي
غلطة هي كانت السبب فيها بأساليبها الرخيصة يا حلا....اختك حبيت تبعدنا عن بعض ونجحت بس
مش هسمح ليها تفرقنا تاني ابدا.
*اخيرا أطلقت العنان لدموعها وتناست أمر من حولها وهمست وهي تنظر له بعشق واضح :
_باسل عشان خاطري افهم قصتنا انتهت من زمان حاول تعيش حياتك وتسبني اعيش حياتي انا كمان صدقني الدنيا كلها هتقف قصدنا...
*لاحت فوق شفتيه شبح ابتسامه تشع بالأمل والتفاؤل وهمس :
_مش عايز من الدنيا ديه كلها غيرك يا حلايا...
*وبعد وقت قصير كانت تقف بجانبه في مكانهم الخاص الذي لن ينساه كل منهم.
*اختنق الهواء بينهما وكأن الأوكسجين قد نفذ من العالم كله...لاحظ توهج وجهها وارتفاع وانخفاض صدرها كانت متوترة للغاية يعرفها جيدا حينما تقرض شفتيها الناعمة التي تذوق رحيقهم من قبل في قبلة شغوفة...
*كان يصارع حاله حتى لا يلمسها يضمها الس صدره يبكي مثل طفل بائس فقد أمه....همست
وهي تتلاشى نظراته:
_مش عارفه وفقتك ازاي وجيت معاك هنا؟
*أجابها بثقة تعكس ضعف قلبه :
_علشان مشتاقة زي لمكانا....اول مكان كان شاهد على حبنا فاكره يا حلا اول مره قولتلك بحبك فيها
كانت فين؟
*التفتت إلى إحدى الطاولات المطالة على مياه النيل وقالت مبتسمة :
_هنا...كان الجو برد جدا وكنت بردان ويومها حطيت عليا الجاكيت بتاعك.
*اكمل وهو يفرك لحيته السوداء ويبتسم هو الآخر :
_وقولتلك بحبك يا حلا...فتحتي عيونك ع الآخر ودموعك نزلت لوحدها وقولتلي...
*همس كلا منهم مع الآخر بنفس الوقت :
_اخيرا يا باسل قولتها...
*التفت إليها يلمس كفها ولكنها سحبته برقة ودمدمت باسمه في خفوت جعل قلبه ينشق إلى شطرين من رقة نعومتها :
_حلا خلاص مفيش فايده انا وانتي لازم نكون لبعض حبيبتي...انا عارف اني جرحتك وجوزي من سماء وجعك بس صدقيني هي السبب.
*أومأت برأسها وقالت :
_عارفه....طول عمرها سما بتسرق الا في أيدي من واحنا صغيرين دايما شايفه انا ماما سرقت بابا من طنط الهام مامتها فأحبيت تعمل كده معايا وتسرقك مني...بس يا باسل مين هيوافق على كده
سما مش هتسكت والكل هيفكر اني خاينه سرقت جوز اختي.
*برقت عيناه المظلمة بريق رجولي خطير يخطف القلب حينما نظر لها وهمهم وانامله تلمس وجهها ببطء شديد:
_ارفضي العريس يا حلا....انتي ملكي ومحديش يقدر يأخذك مني تاني هعمل المستحيل علشان نكون مع بعض المهم اوعديني تكون ليا.
*زمت شفتيها وهي تنظر في وجهه الوسيم تفكر ثم قالت وعيونها تتفحصه وتشبع منه :
_خايفه ليكون الا بنعمله غلط وتكون خيانة لسما خايفه من عقاب ربنا قبل عقاب بابا وماما والناس الا حولينا....خايفة متقدرش تعمل حاجه ياباسل ونرجع تاني للنقطة الصفر.
*رفع كفها يلثمه بشفتيه الخشنة يهمس :
_طول منا جنبك متخافيش...كفايه بعد يا حلا مش عارف اعيش نفسي ارتاح وانا معاكي حبيبتي.
*ابتسمت برقة له وهزت رأسها موافقة تقل:
_هرفض....بس ارجوك متبعديش عني تاني حبيبي محتاجلك.
*انحني يقبل جبهتها وهو يقل :
_عمري ياحلايا....عمري ماهبعد.
****************************
*كانت تجلس سما علي الاريكه واضعه ساق فوق الأخرى و تجلس امامها زوجه ابيها كما تطلق دائما عليها....التفتت براسها تنظر حولها ثم غمغمت بطريقة ساخرة كعادتها:
_ بلدي قوي الديكور الجديد ده يا طنط....ياتري ده زوقك ولا ذوق بنتك... اقصد حلا.
*رسمت ناديه ابتسامة شديده الهدوء إلى سما التي تتعامل معاها بكل غل وحقد وكره تكنه لها....برغم تعامل نادية معاها بكل حب كأنها ابنتها التي لم تدلها:
_ايوه يا حبيبت قلبي ده ذوقي علي قدي بقا ذوق عواجيز.
*اشارت الاخري دون اهتمام وهمهمت بغرور :
_امال فين بنتك حلا هانم هي ايه مش عاوزة تقابلني زي كل مرة لسه بتحقد عليا..... ياريت تفهميها أن مش ذنبي ان باسل اخترني وهي لا
زي ما بابا اختارك وساب ماما عشانك.
*وقفت نادية مختنقة من أسلوب سما المستفز ونفت سريعا وهي تقول:
_الكلام ده مش صح يا سما ميصحيش تقولي عن اختك كده وبعدين حلا هترفض تشوفك ليه جوازك من باسل ملوش اي علاقة بحلا.
*انتفضت سما أمامها تقف ووقفت وتمتمت من بين اسنانها بصوت :
_انتي عارفه كل حاجه وعارفه أن بنتك كان عيناها من جوزي زيك تمامَ....لما خطفتي بابا من أمي واتجوزتيه بعد ماكنتي حتت موظفه كحينه في شركته.....وبنتك زيك خطفت رجاله.
*لم تشعر ناديه بحالها الا وهي تنزل فوق وجهها بصفعة قويه افتقدت سما التوازن وجعلتها تترنح
من قوتها وصاحت فيها ناديه بحنق شديد من
سما التي تعدت حدود الأدب :
_انا استحملتك كتير بس لحد كده ولا اقفى عند حدودك واعرفي اني مرات ابوكي يعني في مقام امك استحملت انا وبنتي اهاناتك علشان ابوكي بس توصل انك تتهمي اختك بشكل ده يبقا لا.
*صاحت سما فيها وهي تقترب منها ويدها تمسد
خدها المتورم من شدة الصفعة :
_انتي بتضربيني طيب يا ناديه هانم اما طربتها فوق دماغك انتي وبنتك وخليت بابا ذات نفسه
يطردكم من هنا مبقاش انا سما.
*حملت سما حقيبتها وركضت من أمام ناديه التي تنفست بصعوبة وجلست في مقعدها تلتقط أنفاسها وهي تهدر :
_مش ممكن البنت ديه شيطانه....شيطانه.
وبسيارتها كانت تقود بأقصى سرعتها حتى توقفت أمام شركة ابيها.... ولكل غضب صعدت إلى مكتب والدها وعيناها تنفث بالشرار والنيران التي تهب بداخلها تحرقها فتحت باب مكتب والدها الذي توقف منتصب وسألها بقلق :
_سما... مالك يابنتي؟
*مسحت دموع مصطنعة وهروت تبكي فوق صدر والدها وهي تتشبث بجاكيت حلته وغمغمت بصوت باكي اصطنعته :
_بابا انا عرفت مين هي البنت الا شغله باسل.
****************************

(الخائنه )بقلم [ اماني رامي] فكرة(سارة سعد) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن