الفصل الخامس:-أسدٌ خيالي.

Start from the beginning
                                    

ذهولٌ أصابَ الخمسة الآخرين حينما رأوا ذلكَ الأسد الهائج بحجمهِ الضخم والمهيب، وظهورهِ المفاجئ هكذا، فتسمروا في أماكنهم عاجزين عن فعل شيءٍ أمام حجمهِ الضخم. أصبحَ الواحد فيهم حجمه كحجم الدجاجة بالنسبة للإنسان البالغ أمام حجمِ هذا الأسد.

«يا إلهي ماذا سنفعل الآن؟»

قال روي متلعثمًا في كلامهِ من شدة ذهولهِ، ولم يتلقى ردًّا على سؤالهِ فقد جذب أنتباههم وأعاد لهم وعيهم صراخ يو وهي تحاول أن تحتمي من هجوم الأسد عليه بشراسة.

«يو!»

صدحَت أكي بعلوِ صوتها وجرت نَحوَ صديقتها مسرعة إلا أن هارونا قامت بسحبها والصراخ بوجهها قائلة:-

«سوف يقتلكما كلاكما!»

«بحقكِ! يجب أن نساعدها! أتريدين مني أن أشاهده وهو يقتلها؟»

زجرت أكي هارونا بقوةٍ مما جعل الأخرى ترد بنفس نبرة الصوت العالية التي تحدت بها أكي قائلة:-

«لن تستطيعي مساعدتها بمفردكِ!»

«بحقكما هذا ليس وقت الشِّجار أختي معرضة للخطر يجب أن ننقذها!»

صرخَ كين بأنفعالٍ تام وقد بدى القلق والغضب جليًا على تفاصيلِ وجههِ، وأخذَ يتقدم ويتراجع غير عالمًا بكيف سوف ينقذها من هذا الأسد الضّخم.

«توجهوا لهناك جميعًا وشتتوه حتى تخرج يو من بين كُلّ تلك الأغضان السّاقطة!»

قال جستو ما لديهِ صارخًا بقوة، وجرى نَحوَ الأسد الذي أخذَ يحاول ضرب يو وهي تجري هنا وهناك بصعوبةٍ بين الأغصان، ليلحق بهِ البقية ويتوزعون حولهُ ويأخذون برميِ كُلِّ ما يوجد أمامهم عليه حتى يجذبون أنتباههُ ويشتتونه عن يو.

«يا أحمق أنظر لي! أتخاف مواجهتي!»

زجرَ روي الأسد بأعلى صوتهِ وأمسك بحجارةٍ كبيرة ورماها عليهِ فوقعت على إحدى قوائمهِ. إلتفتَ الأسدُ نحوهُ بسرعةٍ وأخذَ يزمجرُ بصوتهِ ويتقدم نحوَ روي ببطئ.

خوفٌ تَملكَ الفتى مِنْ شكل الأسد وهو يتقدم نحوهُ، وكذا من النُّدب التي تملئ وجههُ، وبالأخص الندبة الكّبيرة على عينهِ اليُسرى، فلم يعرف ماذا يفعل حقًا وأرتبكَ كثيرًا. أتجه بقية الرفاق نَحوَ يو لكي يخرجوها مِنْ المنزل، وحينما رآهم روي بدأ يشتم الأسد ويثير غبضهُ أكثر حتى لا يلتفت للخلف ويهاجم رفاقهُ.

كانت شتائم روي نارٌ على حطبِ غضب الأسد ليشتعل لهيبهُ وينْقض على الفتى ضاربًا إياه بإحدى قوائمهِ الأمامية، جاعلًا إياهُ يطير في الهواء ويرتطم بأحد المنازل ويسقط أرضًا بقوة، وعاودَ الجري نحو الفتى بسرعةٍ كبيرة لكي يكررَ الهجوم، إلا أنّ جتسو تولاهُ بالضربِ بأحد الأغصان الطويلة التي تلقفها من الأرض وأخذَ يلعنهُ ليغير وجهتهُ الأسد بسرعةٍ نحو جتسو والأربعة الآخرون، الذي ما كان عليهم إلا أنّ يهربوا جريًا ويختبئون بالمنازل متفرقين عن بعضهم.

إلى العالم المَجهولWhere stories live. Discover now