الحلقة الثانية

8.7K 277 5
                                    


أنهت هنا عامها الجامعى الأول بتفوق كما تمنى فاروق كما أنه حظى  بنفس التفوق الذى اعتاد عليه وبدأت الإجازة الصيفية ليبدأ فاروق فورا عمله الصيفى بأحد المتاجر كما اعتاد منذ إلتحق بالجامعة، أما هنا فتقضى اجازتها كالعادة بممارسة الأعمال المنزلية لتساعد والدتها وتتحمل أعباء المنزل والحياة لتعتاد المسئولية كما تردد امها دائماً.
كان من الصعب أن يلتقيا أثناء الإجازة الصيفية سوى مرات قليلة أثناء تفقد النتيجة أو فى المرات القليلة التى غلب الشوق أحدهما فكانت تتوجه للمتجر الذى يعمل به وتتظاهر بتفقد المعروضات ليختلسا دقائق قليلة يروى كل منهما ظمأ عينيه من الاخر .كان الحديث عبر الهاتف أمرا غير محبب ل هنا لذا كان يرسل لها رسائل قصيرة من وقت لآخر غالبا لا تجيب عليها .
بدأت الدراسة مجددا وقد جمع فاروق مبلغا لا بأس به وحسب التوجيهات المسبقة من هنا فقد ادخر معظمه ولم يشترى أية ملابس جديدة لهذا العام فملابسه حالتها جيدة ولا بأس بها .
كان لقائهما الأول فى أول أيام الدراسة بعد غياب خمسة أسابيع كاملة لم تراها فيها عيناه فكان شوقه لها جارفا ليتفاجأ هو نفسه بما يتفوه به .
أسرعت خطاها نحو الجامعة فهى سترى فاروق اليوم وكم تمنت أن تجده ينتظرها كما كان يفعل فى العام الماضى لتتسع ابتسامتهما وقد حصلت على ما تمنت فها هو يقف بنفس المكان لكن يبدو من هيئته أنه ازداد قلقا .
اقبلت نحوه فورا ليبادرها قائلا : هنا اتأخرتى كدة ليه ؟؟
وبدون مقدمات تناول كفها بلهفة ليضمه بين كفيه فتسرع بجذب كفها وكأنها تعاقبه على هذا التجاوز لتشعر بإمتعاض ملامحه وهو يقول: أنا آسف والله مش قصدى حاجة اصلك وحشانى اوى
تهز رأسها بتفهم لتقبل اعتذاره دون أن تتمكن من التحدث وتسير خطوات ليستوقفها بلهفة : هنا .
تقف فورا وتنظر له بخجل ليقول بلا تردد : أنا بحبك اوى .
تسابقت دقات قلبها تعلن استسلامه بينما شحب وجهها للحظة ليحتقن فى اللحظة التالية و عينيها متعلقتان بوجهه وتأبيان إلا احتضان ملامحه التى نقشت داخلها ، ظلا للحظات ينظر كل منهما للآخر هو خائف من رد فعلها بشأن تصريحه المفاجئ وهى لا تصدق أنه اعترف للتو بحبه لها .
تحررت اخيرا من صدمتها لتتسلل ابتسامة خجلة إلى شفتيها فتشرق ابتسامته فورا فهى إذا لا ترفض حبه لتصدق الألسن على اعتاف الأعين المسبق ويعلن الحب استيلائه على قلبيهما ورفع راية الولاء للحب فقط.وكان هذا تصريحه الأول والأخير فلم يعترف لها بما يعتمل فى صدره مرة أخرى مطلقاً إلا بعد أعوام عديدة .
مر العام الأخير له وهو محاطا برعايتها الدائمة كما مر عامها الثاني وهى محاطة بحمايته الدائمة .
أنهى دراسته الجامعية  ليبدأ العمل بذلك المتجر مؤقتا حتى ظهور النتيجة النهائية ، وكالعادة كانت نتيجته ونتيجتها أيضاً .
هنا قرر بدأ حياته العملية ليتمكن من التقدم لخطبتها لكن عليه أولا تفقد موقفه من التجنيد ،لذا كان عليه الانتظار بضعة أشهر ولا بأس من الاستمرار فى العمل المؤقت بدلا من ملازمة المنزل .
مرت الأشهر سريعا وعادت هنا لدراستها الجامعية وبدأ فاروق العمل على أوراق تجنيده ليتم قبوله بالجيش ويتحتم عليه الالتحاق بالخدمة العسكرية لمدة عام .
إلتحق بوحدة التدريب التى قبع فيها خمسة وأربعين يوما كاملا دون أن يراها أو يستمع لصوتها لتأتى أولى إجازاته لتوجه فورا للقاءها قرب الجامعة وكم كانت تشتاق له وقد استشف شوقها من سعادتها التى طغت حين رؤيته .
كانت تتجه لخارج الجامعة لتجده ينتظرها بملابسه العسكرية وقد زادته الشمس سمرة كما قصر شعره كما ينص قانون العسكرية ورغم ذلك تراه جذابا للغاية .
اتجهت له فورا بخطوات سريعة: فاروق !!!  انت خدت إجازة اخيرا؟
ابتسم فورا فلهفتها عليه لم تخبت : أيوة اخيرا افرجوا عنى .
توقفت على بعد خطوتين منه بينما ظنت أنها ستفشل فى إيقاف تلك الخطوات التي تسرع إليه وكأنها ستقتحم ضلوعه لتستقر وتستكين بالقرب من ذلك القلب الذى اشقاها الشوق إليه.
ورغم لهفته وشوقه إليها إلا أنه أعادها للمنزل فى موعدها تماما فقط كحل عينيه برؤيتها وهذا يكفيه .
تهرول الايام كعادتها وتنهى هنا عامها الثالث بنفس التفوق، وها هو فاروق يكاد ينهى خدمته العسكرية.
أخيراً آن له أن يبدأ حياته العملية وبمجرد استلام شهادة العسكرية حتى بدأ بالفعل يبحث عن عمل ساعده تفوقه بالجامعة ليلتحق بمهنة محاسب في بنك كبير .فكانت سعادة هنا تفوق سعادته خاصة يوم تسلم العمل رسمياً.
بدأت هنا عامها الجامعى الأخير وقد استقر فاروق بعمله منذ شهرين ليقرر أن يتقدم لخطبتها ليطمئن قلبه .
عاد من عمله ليجد والديه وشقيقيه الأصغر يتناولون وجبة الغداء لتبتسم والدته فورا : حماتك بتحبك يا فاروق .
ليدق قلب فاروق فقد قرر سلفا التحدث إلى والديه بشأن خطبته ل هنا فقال بإبتسامة باهتة: وانا بحب بنتها .
ضحك احمد شقيقه الأوسط : سيدى يا سيدى هههههه.
بينما قال وليد شقيقه الأصغر: طبيت يا عم التقيل ولا ايه؟؟
نهرتهما والدتهما فورا : جرى ايه انت وهو ماكنتش كلمه قالها .كل واحد يخليه ف نفسه .
استشف فاروق غضب والدته فورا بينما إلتزم والده الصمت بهذا الشأن تماماً وهو يقول: تعالى اتغدا يا فاروق.
هز رأسه وهو يتجه لغرفته : حاضر هغير وأجى .
اتجه لغرفته بالفعل وهو متخوف من رد فعل والدته الذى لا يبشر بالخير.

لعنة الهيمنةWhere stories live. Discover now