الفصل الرابع والعشرون

5.8K 212 8
                                    


ظلت تسير وهى شاردة قلبها ينزف من الألم وحالتها مزرية ودموعها ما زالت تسير على وجنتيها بلا هوادة , بعد فترة وجدت نفسها على الطريق السريع والسيارات تأتى وتذهب ولم يتوقف أحد حتى ليسألها هل أنت بخير , ولكن صبرا يا فتاة فما زال القدر يخبأ لكى الكثير , رفعت وجهها الى السماء وقالت برجاء وروح محطمة بنبرة منخفضة : يا رب ... يا رب

فى نفس الوقت كان حازم يقود سيارته وبجانبه صديقه كرم متجهين لمقابلة شخص ما , لفت انتباهه فتاة تقف وحيدة فى حالة مزرية مثيرة للشفقة وعلى الفور بطأ من سرعة السيارة حينما وجدها تتهاوى على الأرض فاقدة للوعى أوقف السيارة واتجه ناحيتها بملامح مبهمة وفور أن رأى ملامحها نظر لها بدهشة كبيرة ولكنه لم ينطق سوى بكلمة واحدة : شمس !!!

أفاق من دهشته وعلى الفور حملها وأدخلها الى سيارته منطلقا بها الى المشفى الخاص به وما زال على دهشته , بعد فترة وصل بها الى المشفى وحملها مرة أخرى الى المشفى ودخل الى حجرة فارغة ووضعها بحذر على الفراش ثم نادى طبيب لكى يرى حالتها

وبعد فترة انتهى الطبيب من فحصها بعدما شخص حالتها بانخفاض شديد فى ضغط الدم بالإضافة لتعرضها لصدمة وأنها على ما يبدو تعرضت للضرب , كل ذلك لم يهمه فى شيئ فما زال شاردا فى الشبه الكبير بينها وبين حبيبته الراحلة شمس , دقائق ووجد صديقه كرم يدلف للحجرة بعدما أنهى اجراءات دخول رحمة

كرم بضيق : ممكن تقولى بقه ايه الى بيحصل وليه وشك قلب لما شفت البنت دى

حازم بغموض : انت مش واخد بالك انها شبه شمس

كرم : لا ياراجل لهو انت أصلا كنت بتخلى حد يشوفها ولا يلمح طيفها عشان عايزنى أخد بالى ان البنت دى شبه شمس , دا انت كان فاضل تكة وتحطها فى صندوق قزاز

حازم بنظرة نارية : انت مش ملاحظ انك عكيت فى الكلام وأنا ساكت من بدرى

كرم بابتسامة مستفزة : أنا قلت الحقيقة وبعدين انت أصلا بتموت فيا ومتقدرش تستغنى عنى , وبعدين يا صاحبى موضوع شمس دا عدى عليه كتير .. انسى عشان تعرف تعيش

حازم بغضب : أنسى ... أنسى ايه يا كرم .. أنسى انى شفت أدهم.. أعز صديق ليا بيقتل حببتى قدام عنيا عايزنى أنسى شكلها وهى مدبوحة قدامى .. أنسى نظرة الوجع والحسرة الى فى عنيها ... أنسى ايه ولا ايه يا كرم .. هاااا رد عليا

لم يستطع كرم التفوه بكلمة واحدة فهو خير من يعلم كم عانى صديقه من تلك الحادثة وكم من المرات انهار أمام عينيه رافضا فكرة أن حبيبته تركته ورحلت للأبد , توجه نحوه بخطوات بطيئة وربت على كتفه بخفة وحنو قائلا فى خفوت : بس انت عارف ومتأكد ان أدهم مش هو الى قتلها وان فى لبس فى الحكاية كلها لأن محدش فينا أصلا كان شاف شمس غيرك بسبب غيرتك عليها

متهمة مع وقف التنفيذDonde viven las historias. Descúbrelo ahora