[الفصل الرابع عشر]

Začít od začátku
                                    

ـ مـــلاذ.

صاحت رقية بنفاذ صبر لتجلس ابنتها على الكُرسي بمضض وتبدأ بشرب الشاي وتناول الفطائر التي اعدتها لها والدتها بسرعة.. ابتسمت فاطمة عند رؤيتها لهما وتذكرت موقف مُماثل لها مع والدتها عندما كانت تدرس في الثانوية العامة، قامت بمسح دمعة خائنة قفزت من محجريها حتى لا يراها أحد.

ـ السلام عليكم..

ـ وعليكم السلام زوجة أخي..

اجابتها ملاذ أولا واضعة كأسها الفارغ على الطاولة لتهم بالمغادرة لكن قبل ذلك قامت بتقبيل جبين والدتها ثم أمسكت كتفي فاطمة قائلة بحماس:" أنا الأن في عجلة من أمري لكن فلتعلمي بأنك ِلن تتخلصي من أسئلتي عند عودتي من الجامعة ". ثم خرجت بسرعة تاركة اياها في حيرة من أمرها.

ـ دعكِ من هذه الفتاة الحمقاء وقولي لي هل شعرتي بالراحة في منزلنا؟.

أومأت فاطمة لها لتبتسم رقية وتربت على كتفها بحنو، بدت لها سعيدة جدا حتى ترقرق الدمع في مُقلتيها لتقول لها بعد أن جففت دموعها:" لا أكاد أُصدق أن ابني الصغير قد تزوج الأن وجلب لي عروسا جميلة مثلك ِأفخر بها أمام الجميع".

شعرت فاطمة بالخجل من مديحها لها ولم تعلم ما عليها قوله في هذه اللحظة لكن دخول مازن أنقذها إذ قطع حديث والدته بقوله:

ـ ابني الصغير! ذلك العجوز شارف على بلوغ الثلاثين لذا توقفي عن تدليله هكذا.

رمقته رقية بحدة ليُقلّب عينيه بضجر ثم اتجه إلى الثلاجة لكنها منعته قبل أن يفتحها بضربه على يده..

ـ ما مشكلتكم معي هذا الصباح؟! قبل قليل ضربني أبي والأن أنتِ يا أمي، أنتم تشعروني وكأنني وحش!.

ـ الوحوش أفضل منك لأنها لا تلتهم الطعام بنفس شراهتك، ابتعد عن الثلاجة بسرعة و
اجلس على مائدة الافطار بأدب.

جلس مازن بملل وغمغم ببعض الكلمات لكنه تذكر شيئا ما ليقول فجأة:" لقد تذكرت الأن سبب قدومي إلى هنا.. لقد طلب مني يوسف جلب الحليب له".

تذكرت فاطمة أمر زوجها لتُسرع في أخذه إليه تحت أنظار رُقية التي لم تتوقف عن الابتسام ومسح دموعها بين الفينة والأخرى.

ـ أنا أُريد أن أعرف ما هي المناسبة التي تجعلكِ تبكين الأن؟ إنه مجرد زواج يا أمي، مجرد زو.. لم يكد يكمل حديثه إلا وقد تلقّى كتفه ضربة بالممسحة مما جعله يصمت مجبرا.

نظر يوسف إلى نفسه في المرأة بينما يُسرّح شعره ليُحاول اخفاء الابتسامة التي احتلت ثغره للمرة العاشرة.

ـ تلك الحمقاء لا تعرف كيف تكذب!.

تحدث مع نفسه لتستحضر ذاكرته موقفه معها هذا الصباح، وقتها كان نائما بعد أن أدى صلاة الفجر ليشعر بأصابع ناعمة تُداعب خده الأيسر فما كان منه إلا أن فتح عينيه ليُقابل حدقتيها السوداويتين اللتين اتسعتا عندما سألها بمكر عمّا تفعله؟.. ابعدت يدها بسرعة مُجيبة اياه بتلعثم واضح:" كانت هُنالك ذُبابة في خدك أردتُ ابعادها ".

 كيـاﻥ [قصة شاب مُسلم] Kde žijí příběhy. Začni objevovat