الجزء السابع والاخير

54 16 15
                                    

#لم اذهب لدفن ولدي ولم ارغب في رؤية التراب يهال على وجهه الصغير . يالله لم يغير الموت من جمال وجهه .

ذهب ابي واخوتي لدفنة وبقيت انا في منزل والدي .
صار همي مركزاً على كيفية انقاذ زوجتي فلا طائل لي من الجلوس والبكاء فهؤلاء مجرمين ولا اظنهم سيتهاونون بهذه المدة .
في اليوم التالي ذهبنا انا وابي واحد اخوتي واخذنا قروض ربوية لحين بيع بيتي وبيت والدي وبعت انا وباع اهلي كل شي له قيمة ويمكن التخلي عنه وبذلك امكننا تدبير المبلغ المطلوب .

بقي لنا انتظار الاتصال من الطرف الخاطف للاتفاق على موعد التسليم وفعلاً تم بهدوء فلا رغبة لي بخسارة شخص اخرمن عائلتي بتهور مني .
رجعت زوجتي متعبة مريضة مكسورة القلب على طفلنا .ليس لها بيت تعيش فية فمنزلنا سيأخذة الدائنون عما قريب بحكم انه لن يباع بسهولة.
لكنها فاجئتني عندما طلبت مني....
لقد طلبت مني الطلاق فهي لن تستطيع العيش معي لان كل ما بي يذكرها بولدها .
انا اعطيتها الحق بما تريد فلا استطيع ان احملها ما لا تقدر .حظر اخوها واخذها لبيتهم .انفصلنا بكل هدوء حتى انها لم تطلب شي .

ولان المصائب لا تأتي فرادى . امي المسكينة اصيبت بمرض وعندما نقلناها للمستشفى طلب منا مبلغ كبير من المال لاجراء عملية والا سنخسرها .
الان انا ابحث عن اي عمل احاول ان ابدء من جديد .لم اترك مكان الا وبحثت فية .وعندما احصل على عمل اما يكون غير مناسب او قليل الاجرة لكني مضطر فأبقى مجبراً.لحين الحصول على عمل افضل منه ولو بقليل .
بقيت هكذا لمدة شهر بعد انفصالي عن زوجتي . وفي يوم وردني اتصال من مجهول يخبرني انه يعرف من نصب عليك واخذ منك الفدية ويعرف ايضاً من قتل الطفل .واذا كان لي رغبة في معرفتة .فما عليك سوى الاتصال.

بالتأكيد لم يكن الامر مجاني لذلك تركت انا الموضوع فربما يكون عملية نصب جديدة لا تختلف عن سابقتها .لكنه اقسم انه صادق بما يقول وانه يقول الحقيقة .لم اصدقة
اتفق معي انه سيعطيني دلائل بسيطة وسأحكم بنفسي . لم اقبل ايضاً .اتفقنا انه اذا قص علي كل شي فسيحصل مني على ما يريد . واستمرينا انا وهو في مفاوضات واتصالات وشد وجذب فترة طويلة ولاوقات كثيرة دفعتني حتى ترك العمل او البحث عن عمل .صراحة لانه اشعل بي نار الانتقام واججها للثأر لطفلي ولحالي .
وتم الاتفاق وباح ما عندة .وياليتة لم يقل ....
لقد قال ان من خطف زوجتي وابني هم انفسهم اهل زوجتي
او بالاحرى من نصب علي وسرقني هم زوجتي واهلها
وان من قتل الطفل هو اخ زوجتي او طليقتي الاكبر .
فهم عصابة محترفة لهم باع طويل بالاجرام والخطف .
وان الفكرة كلها وطريقة تنفيذها هي من زوجتي واخيها الاكبر.
لانها سئمت الحياة معي وارادت الخروج بشي تعويضاً على السنتين التي عاشتهما في كنفي. فكان لابد من رسم خطة محكمة تنطلي علي بسهولة
اما الطفل فقد قتلة اخ زوجتي لانة في نظرة سيكون عائقاً امامة وامام اختة لتنفيذ عمليات مشابهه في المستقبل .فجرى الاتفاق على التخلص منه .
اخبرني المتصل اني اذا لم اصدق ما يقول فعلي ان اسئل في منطقة اهل زوجتي القديمة وكيف هي سمعتهم الاجرامية قبل الفرار منها للبحث عن مكان لا يعرفهم فيه احد واعطاني عنوان سكنهم السابق كان وقع كلماته المتلاحقة علي كالرصاص، وفقدت كل احساس بما حولي .
واكتشفت مقدار النفاق والخسة التي يظهرها البشر لخداع الاخرين.
صار لزاما ً علي ان اثأر لولدي ولنفسي ولكرامتي واهلي يجب ان اقتل هؤلاء واخلص الناس من شرهم فمادامو على قيد الحياة لم يسلم المجتمع من الاذية وبما اني خسرت كلش شي فأعتقد ان الله اختارني لهذة المهمة .لكن لا .
لماذا لا اخبر الشرطة بما قال الشاهد واكيد سوف تقف معي هذه المرة.اقمت دعوة وتم استجوابهم ولقلة الادلة وانكار الشاهد تم غلق الدعوة .
اخيراً اشتريت بما املك سلاحاً بسيطاً ولاني ساواجه عصابة متمرسة احتجت الى مساعدة من اشخاص متمرسين .ومن غيرهم اكيد رفاق المقبرة .سأعود أليهم وانتظرهم واطلب منهم المساعدة .سأغريهم بما يريدون .فهم الاكثر ملائمة لهذه المهمة .
بقيت انتظرهم خمسة ايام متتالية ليل ونهار اجول المقابر وحدي بلا رفيق ولا معين فقط سلاح بسيط ومصباح يدوي .حتى تعبت في احدى الليالي بعد ان ذهب من الليل اكثر من نصفة وتوسدت احد القبور وجعلتة فراشاً لي .وانا انظر للسماء متفكراً بما جرى لي ومعيداً كل الاحداث التي مرت بي محاولاً قضاء الوقت .واضعاً يدي تحت راسي واذا احد الاشخاص واقف فوق رأسي يكلمني بدون ان يبدأ السلام
:هل انت مجرم مطارد
_ قلت كلا بعد ان وقفت
: هل انت تائه
_ كلا
:يبدو انك اعتزلت الناس مبكراً
_لم اعتزلهم
: اذاً ماذا تفعل في المقابر لوحدك
_ ابحث عن من يساعدني
: طلبك غريب تريد مساعدة من الاموات
_ بل منكم اريد المساعدة
: من تقصد بكلمة منكم
_ اقصدك انت واصدقائك وقصصت له ما جرى لي واني اعرفهم جيداً وهم الوحيدون القادرون على مساعدتي
: قال لي انهم ليس كما اعتقد وهم ليسوا لصوص او قطاع طرق وليسوا مجرمين بل هم اناس اجبرتهم ظروف معينة على ترك الحياة التي يعيشون ومجاورت الاموات بأرادتهم .
اخبرتة لا استطيع إلا ان اثأر لولدي ولنفسي
قال لي هل تعرف الحسين حفيد نبي الاسلام
قلت له اعرفة جيداً
قال هل تعرف ان اخر من قتل من ولدة وصحبة قبل قتلة هو ولدة عبدالله وكان رضيع يقال له ستة اشهر .كان عطشاناً ويبكي ولم يكن في صدر امه لبن اذ جف صدرها من شددت العطش فأخذة ابوة الحسين الى المعسكر علهم يسقوة شربة ماء ولما رفضو طلب منهم ان يأخذو الرضيع ويسقوة بأيديهم ان كانو يخافون ان يصل الماء لابيه ايضاً رفضوا .ساد الهرج والمرج معسكر اعداء الحسين وخاف قادت الجيش انقلاب الامر عليهم فأمر قائدهم شخص ماهر بالرماية يقال له حرملة ابن كاهل ان يقطع نزاع القوم ويقتل الرضيع .وفعلا رمى حرملة الطفل بسهم مثلث قتلة وهو بين يدي والدة .ومات شهيداً مظلوماً .هل تعرف ماذا قال الحسين
_ ماذا قال
قال الحسين "" هون علي  ما نزل بي انه بعين الله ""

وانت يا ولدي يجب ان تعرف ان ما نزل بك هو بعين الله وان الله سوف يجازيك خيراً بعد صبرك
اوضحت اني اريد ان اعرف قصة الجثة المكفنة ومن قتلها
اخبرني ان الجثة المكفة كانت لاحد الاشخاص الذين يدنسون القبور ويزعجون الاموات فهناك عصابة يقودها من رأيتة تأخذ الجثث المدفونة حديثاً وعندما راقبناة وامسكنا به ضربناة وحاولنا اخافة وفي وقتها خرجت انت حسبناك من العصابة فضربناك معة .
رجعت الى بيت والدي واخبرت اهلي بكل شي وبعد فترة سمعت ان العصابة تم الايقاع بها واعترفت بكل جرائمها ومن ضمنها قتل ولدي وهم الان ينتظرون المحاكمة .....
انتهى

#الاجزاء السابقة منشورة على الصفحة الشخصية

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: Jan 13, 2019 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

المقبرة Where stories live. Discover now