وتألق القلب

Start from the beginning
                                    

نعم  قانونيا  ربما لم يعد لدييغو أي حق عليها لكنها تشعر بأنه يمتلكها جسدا وروحا ,لايمكنها ابدا ان تمنح رجلا آخر هذا الحب الممزوج بالشغف 

أيقظها دوي الرعد من نوم عميق  ارتعشت ثم نهضت خائفة لوجودها في هذه الغرفة الحقيرة المظلمة من جديد سمعت طرقات على الباب فتقدمت وهمست بصوت يرتجف وهي تشعل النور :
- من ,من هنا ؟
- - دييغو 
- ألقت نظرة خاطفة الى الغرفة آملة ان تجد وسيلة للهرب حينذاك شاهدت حشرات صغيرة تسرع بالأنسحاب من السقف وجدران الغرفة وتختبئ في ثقوب الخشب والجص 
ارتعبت لهذا المنظر وصرخت بأعلى صوتها  وفي الحال سمعت ضربة قوية وصوت الخشب المتحطم 
دخل دييغو من الباب وسألها :
- لورا حبيبتي , ماذا جرى ؟
- فأشارت لورا باصبعها الى الحشرات ذات القرون الطويلة المنتشرة هنا وهناك 
- جذبها نحوه واخفى وجهها بصدره وقال بصوت هادئ وهو يداعب شعرها :
- - هذا لاشئ  ياحبيبتي  هذه الحشرات الصغيرة غير مؤذية 
هدهدها لحظة ليهدئ من خوفها , ثم ابعدها عنه بلطف وسألها :
- هل انت مطمئنة الآن ؟
- اشارت له برأسها ايجابا
- سألها وهو يشير الى حقيبتها الحمراء :
- أهذا كل ما لديك من امتعه ؟
- نعم  لم اكن احتاج الى اكثر من هذا 
حمل الحقيبة وقال :
- تعالي 
كان صاحب الفندق ينتظرهما في المدخل فقال :
- اني آسف ياسنيور راميرز  لم اكن اعرف ان السنيورا هي زوجتك
- كيف تجرأت على تأجير مثل هذا الكوخ القذر! أحب ان اعرف كم طلبت أجرة لمثل هذا المأجور ؟
أطلعت لورا دييغو على المبلغ الذي دفعته فحدج دييغو صاحب الفندق بغضب وقال :
- عليك أعادة ثلاثة ارباع المبلغ الذي قبضته  في الحال والباقي يكفي لتصليح الباب الذي خلعته الآن  انك تفقد سمعتك بطريقة ذليلة 
راح الرجل يعتذرشارحا وضعه ولما أعاد المبلغ  اخذ دييغو لورا بذراعها وخرجا معا الى الشارع حيث تنتظرهما سيارة المرسيدس 
صعدا الى السيارة وأقلع بها دييغو سالكا اتجاه وسط اكابلوكو  ران صمت ثقيل  أخيرا سألته لورا بصوت خفيض من دون ان تجرؤ على النظر اليه:
- كيف توصلت الى اكتشاف مكان وجودي ؟
- لم يكن ذلك سحرا  صحيح انك تركت السيارة في المطار لتوهميني أنك غادرت البلاد  ولكنني لم انخدع بذلك  اني اعرفك جيدا وأعرف انك لن تغادري أكابلوكو قبل ان تعرفي أين دفن والدك  لقد بحثت عنك في كل فنادق المدينة ابتداء من الفنادق الفخمة  ولما وصلت الى هنا , قرأت اسم والدتك على سجلات فندق روزاريو 
- اسم والدتي ؟ كيف عرفت ان هذا الأسم هو اسم زالدتي ؟ لم اذكره امامك أبدأ 
- قرأته على مقبرتها عندما كانوا يدفنون والدك الى جانبها 
أطلقت زفرة ممزقة 
- لورا حبيبتي , هل تذكرين كل شئ ؟
همست بعدما أزاحت وجهها عنه حتى لايرى الدموع في عينيها :
- نعم
ثم أضافت بصوت متقلب :
- اني سعيدة لأن والدي دفن قرب والدتي ,شكرا على ذلك
سألها بحيوية :
- لماذا تشكرينني على هذا فقط ؟ الم افعل كل ما بوسعي لأعالجك وأهتم بك بعد الحادث الذي افقدك الذاكرة ؟
أطلقت ضحكة صفراء وقالت :
- حتى اليوم لم اكن اصدق المثل الذي يقول " ان الجهل هو سلام الحياة " لم تقل لي شيئا يا دييغو ولم تعلمني بموت والدي  ولا اذكر ما تبقى من احداث عندما يجهل المرء سوء حظه  فلا يتألم من ذلك أليس هذا صحيحا؟
قاطعها بلهجة ساخطة :
- كفى يالورا ! سنستأنف هذا الحديث في المنزل 
المنزل ؟ اين منزلها ؟ انها لاتذكر شيئا عن فيلا جاسينتا ولا عن مسكنها الفخم في مكسيكو قبل وفاة والدها كان منزلها الحقيقي هو يخته  فماذا حل باليخت ؟  

غضب العاشقWhere stories live. Discover now