فاطمة المشكاة

69 1 3
                                    


عزيزي القارئ عزيزتي القارئه

بعد ان عرفنا بتوفيق الله وتفضله فيما قد مرّ  بيانه في أول البحث من هم(مَثَلُ نور الله تعالى)، والذي هو عز وجل جلاله قالها بصريح البيان في سورة النور آية(٣٥)

(اللهُ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالأرْضِ"مَثَلُ نُورِهِ"كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ ‏الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ ‏مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لاَ شَرْقِيَّةٍ وَلاَ غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ ‏تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللهُ ‏الأمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ)

سورة النور الآية (٣٥)

وقد مر تفسيرها فيما سبق واتضح وتبين  إن آل محمد صلوات الله عليهم اجمعين هم الانوار التي أودعتها يد القدرة الالهية برحمتها الرحيميه في تلك المشكاة الحانية ، هي السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام والتي يوقد نورها من شجرة النبوة التي اصلها ثابت وفرعها في السماء، المستمدة بنورها من جلال نورالجلال المطلق والذي هو تبارك وتعالى شاء ان تكون تلك المشكاة"مَثَلُ نُورِهِ"

*(اللهُ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالأرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ...)

ولغوياً مِشْكَاةُ المِصْبَاحِ تأتي: بمعنى مَا يُحْمَلُ عَلَيْهِ أَوْ يُوضَعُ فِيهِ المِصْبَاحُ أَوِ القِنْدِيلُ.

وآل محمد صلوات الله عليهم أجمعين هم مرآة تجلي نور الجلال المطلق لله تعالى، والذي تحملة تلك المشكاة ليتجلى نوره فيها للخلائق، فيكون لها الامان من الظلمات كالنجوم عندما تكون اماناً لاهل السموات، مضيئاً بها سماء ظلمات ليالي القلوب الطالبة للهدى والرشاد في متاهات الطرقات!

فشائت الحكمة الالهية الرحيمية ان تكون تلك المشكاة وانوارها المتجلية من نور جلاله المطلق، النور المُرشد ، والسراج الوهاج الهادي للعباد في حندس الظلمات متى ماأوى الطالب للرشاد الى ذلك الكهف الحصين، وغياث المضطرالمستكين، العروة الوثقى وحبل الله المتين، الذي من تمسك به كان من الناجين المهتدين!

قال تعالى:

{إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا}
(سورةالكهف)

ان لنا في قصة اصحاب الكهف خير برهان واضح ودليل قطعي راجح، حتمي التحقق على ان الذي يطلب الهدى والرشاد بالصدق الحقيقي، والعزم القلبي النابع من الايمان الراسخ الممتزج بطمئنينة المحسن الظن بالله ،المتوكل عليه والمفوض الامر إليه سيأتيه الدليل الواضح والبيان الحكيم.

المشكاة بين عالم الحقيقة والنورWhere stories live. Discover now