الفصل الثالث

20.3K 901 38
                                    

قبضت بـ يدها على الصندوق خلفها تستمد منه القوة وهو يرمقها بـ تلك النظرات المُرعبة فـ عضت على شِفاها السُفلى..لتهبط عيناه إلى شفتيها فـ قد جذبته فعلتها لتشتعل عيناه بـ بريق عابث أضفى على هيئته خطرًا لا يُقارن بـ عبثه

مال إليها فـ أغمضت عيناها بـ خوف لتهرب قهقه خافتة من بين شفتيه وهو يردف

-راح فين لسانك!..القُطة كلته شكلها؟...

رفعت كفها المهزوز لتدفعه من صدره..ولكن ما أن وضعت كفيها الصغيرين حتى إستشعرت إرتجافة جسده تحتها..فـ أبعدت يدها فورًا وقالت بـ تلعثم

-الناس تقول عليا إيه!..كدا عيب ومش رجولة على فكرة...

إرتفع حاجبه المشقوق بـ تهكم وهو يرى نبرتها الضعيفة التي تتحدث بها..فـ يبتسم بـ تسلية أكبر ليدنو حتى بات على مسافة خطيرة وهمس بـ خُبث

-وافقي
-إتسعت عيناها ثم سألت بـ إرتجاف:على إيه!
-أبويا وأُختك...

ثوان وإشتعلت عيناها بـ غضب جعله يرتد إلى الخلف بـ دهشة..حتى وهى بـ موضع ضعف ظهر بريق الغضب بـ عينيها الجاذبتين لعيناه لتهدر هي بـ حدة

-دا بعينك أنت وأبوك...

رفع كفه ينوي صفعها ولكنه سيطر على إنفعالاته وأكتفى بـ زمجرة هربت من بين شفتيه

-إحترمي نفسك يا قطة..أنتِ بين إيديا
-هدرت بـ نفس النبرة الشرسة:هتعمل إيه يعني!
-رد عليها بـ خبث:أغتصبك مثلًا...

بهت لونها مع إتساع عينيها بـ كلماته التي رددها وكأنه يُخبرها الطقس..لتتجمد بـ مكانها غير قادرة على الحراك..أما هو تابع حالتها بـ تسلية أكثر..تلك القصيرة تُفضي نهكة مرحة إلى حياته العابثة

هي وهو والصمت ثالثهما حتى نطق بـ شيئٍ لم يتوقع أن يهتف به بـ حياته

-عندي عرض مُقابل إن أبويا يبعد عن أُختك
-غمغمت بـ رفض:أنا فـ غنى عنه...

إبتعد عنها فجأة وقال بـ فتور

-على راحتك..كدا كدا أبويا هياخد اللي عاوزه...

تقدمت منه هي هذه المرة ثم أشارت إلى وجهه بـ سبابتها قائلة بـ تحدي

-على جثتي
-إبتسم بـ إتساع هاتفًا:على راحتك يا قطقوطة...

إستدار عنها ورحل..وقبل أن يخرج نظر إليها من قوف كتفه ونظرة مُتهكمة إرتسمت على وجهه ثم خرج دون أن يتفوه بـ حرف..زفرت هي بـ إرتياح ما أن إبتعد عنها لتضرب على الزجاج هاتفة بـ غضب

-رجعي ومُتخلف..وحيواااان...

*************************************

مرت على تلك الحادثة ثلاثة أيام إعتفكت بهم بـ المنزل تجنبًا للقاؤه..إلا أن عودة شقيقتها إلى المنزل اليوم وهي تبكي بـ قهر جعلها تنتفض وتسألها بـ هلع

‎حارة الأعيان (قصه قصيره/ نوفيلا) الكاتبه اسراء على‎حيث تعيش القصص. اكتشف الآن