الفصل الخامس والثلاثون

23.2K 462 4
                                    

الفصل الخامس والثلاثون
ليال طلعت علي مضض شديد " طيب ان ما وريتك "
نزل عادل ونمر بعد ما غير وقعدو علي السفرة
عادل بإستغراب : ايه ده امال فين ليال نادتني وراحت فين
نمر : معرفش هي قالت غير وتعال وطلعت
عادل لسه هينادي علي الخدامة تناديها  جت ليال : انا جيت اتاخرت عليك يابابا
عادل بابتسامة : لا يا حبيبتي تعالي لسه مبدأناش
نمر بدأ بهدؤ وبيبص يشوفها بثقة شرق في الاكل : كح كح كح كح " ولسه بيبصلها ومش ميستوعب انها تعانده للدرجادي  وتلبس اخو اللبس اللي لسه مغيراه مع اختلاف الالوان فقط "
عادل بخوف : ايه يا ابني سلامتك الف سلامة
ليال قعدت وبإبتسامة مدتله كوباية ماية : سلامتك
عادل بإستغراب : ايه ارتحت شوية
نمر بشر: اه الحمد لله " انتي بتعانديني  البت دي مجنونة اللي يشوفها يفكر اني هموت عليها  بس كده عيب ميصحش "
ليال بتبصله بنفس ابتسامة الثقة اللي علي وشها
نمر بعد دقيقتين قام : الحمد لله
عادل بإستغراب : انت لحقت كلت
نمر بغضب خفي : اه الحمد لله شبعت
وطلع علي فوق
عادل : ماله ده
ليال رفعت كتافها : معرفش
///////////////////////////
في المستشفي
في ممر
خديجة وهي ساندة راسها علي كتف محمود ودموعها بتنزل من غير توقف : قلتلك اللي هيحصل مصدقتنيش
محمود ولافف ايده وحاضن كتافها : متعمليش في نفسك كده الدكتور طمنا الحمد لله حتي لو امل بسيط بس الامل طبعا في وجه الله والامل موجود ولا تقنطوا من رحمة الله
خديجة ببكاء : ونعم بالله بس صعب يا محمود والله صعب انا مش عارفة هنقلها ازاي
محمود بتنهيدة : خلود بنت قوية وهتتقبل الخبر برضا ان شاء الله
خديجة بسخرية : خلود ٢٤ سنة يا محمود انت متخيل يعني ايه ٢٤ سنة يعني عيلة لسه ومستقبلها ضاع
محمود : المستقبل قدامها يا خديجة متقوليش كده  انتي لازم تبقي متماسكة اكتر من كده عشان انتي الوحيدة اللي هتصدق كلامها وتثق فيه
خديجة بسخرية : اضحك عليها يعني
محمود : لا طبعا بس هوني عليها وقوليلها ان كل حاجة لها علاج
فجأة مهاب بنحنحة : احم احم مساء الخير
محمود قام استغرب رجوع مهاب تاني  ومعاه بنته علي ايده خاصة انه مشي لما الموضوع كبر واحترم خصوصيتهم : مساء النور اهلا وسهلا
مهاب بإحراج : انا اسف جدا علي رجوعي في الوقت ده بس قلت لفريدة ان ميس خلود قامت صممت الا تيجي  يا تري هي صاحية دلوقتي
خديجة : ايوا صاحية من شوية
مهاب بتوتر : ممكن نقابلها ولو تعبانة ياريت تعرفينا ومنضغطش عليها ونيجي بكرة ان شاء الله انا بس جيت عشان بنتي مرضتش تنام وازعجتني الا لازم تيجي
فريدة بتافف : كفاية كلام بقي عاوزة اشوف ماما خلود
خديجة بصدمة : مين
محمود ببلاهة : ها
مهاب بخجل من بنته رغم انه منبه عليها  متقلش ماما خلود : اسف جدا والله اسف بس فريدة بتحب انسة خلود جدا ولان والدتها متوفية وانسة خلود قالت لها ان برده والدتها متوفية وهي من يومها حصل موقف ومن وقتها مبتقولش الا ماما خلود انا بعتذر جدا
محمود  بتدارك لموقف مهاب ومدي خجله : لالا ابدا محصلش حاجة يا فندم  ادخلي يا خديجة شوفي خلود
خديجة : اوك
دخلت خديجة نبهت عمتها لانها هي الوحيدة اللي جوة وفريد ووالده وعمه مشيوا وطلعت تاني : اتفضلوا
دخل مهاب بعد خديجة ومحمود
مهاب بيبص في اي مكان الا سرير خلود : مساء الخير يا فندم الف سلامة عليها اسف علي الازعاج
زينب : ولا يهمك حضرتك  الله يسلمك يارب
غريدة بدموع اوشكت علي النزول : بابا نزلني
مهاب نزلها 
راحت فريدة جري لخلود لقيتها مفتحة عنيها نص فتحة مسكت ايدها اللي فيها حقنة المحلول وببكاء : ماما خلود انت سمعاني
زينب انصدمت من الكلمة فمحمود شاور لها فمعلقتش
مهاب راح جري لفريدة  وشال ايدها : فريدة يابابا هتعوريها
فريدة رجعت ايدها تاني بالراحة : خلاص بالراحة اهو انا كده بوجعك
خلود حاولت تبتسم بوجع وشاورت بايدها لا
مهاب : الف سلامة عليكي انا مديونلك بعمري وجميلك عمري في حياتي ما هنساه ربنا يقومك بالسلامة
خلود هزت راسها بالراحة جدا
مهاب  لفريدة وهو بيحاول يسيطر علي  نفسه بعد ما شافها : يلا يا بابا عشان نسيبها ترتاح
فريدة  : بابا خليني ابوسها طيب
مهاب حمل بنته وقربها منها وباستها علي خدها
خلود ابتسمت لها
مهاب استاذن وخرج وبيشتم نفسه انه وافق بنته وراح  وشافها ومقدرش يشيل صورتها وتعبها من باله
////////////////////////////
نرجع لبيت عادل
ليال خلصت اكل وشالت الاطباق وعملت قهوة لعادل وطلعت اوضتها
دخلت اوضتها وقفلت الباب
نمر بسخرية وهو قاعد علي كنبة  في اوضتها وحاطط رجل علي رجل : اتاخرتي
ليال بشهقة : ايه ده
نمر قام لها بغضب شديد  ومسكها من دراعها :  اقسم بالله هترمي كلامي تاني علي الارض وتنفذي اللي في دماغك لاوريكي وش تاني فخلينا حلوين مع بعض كده  وكل واحد يعرف اللي ليه واللي عليه
ليال بغضب  وبتفك في ايده : سيب يدي وجعتني انت اتجننت
نمر بسخرية : لا لسه بس اوعدك جناني هيطلع عليكي لو مسمعتيش الكلام
ليال بعصبية : انت مستحيل تكون بني ادم طبيعي يا استاذ ده بابا عارف يعني ايه بابا وطول عمري بقعد قدامه كده وعمر جمال ما قالي حاجة واتعودت علي كده طول الاربع سنين من وفاته لدلوقتي مش هتيجي انت بقي قعدت معانا يومين عاوز تغيرني فيهم
نمر : لا اقعد لو ساعتين وامشي كلامي انا مليش دعوة ابوكي ولا لا لكن عادل قبل كل حاجة اخويا وانتي مراتي انا شايفها كده وخلاص مات الكلام فهمتي ونتر ايديها
ليال بعصبية : لا مفهمتش وانا مش مراتك ومن فضلك بقي الموضوع زاد وبوخ اوي وانا الغلطانة اني بقيت بطبيعتي واقعد كده قدامك عادي
نمر بسخرية : لا يا شيخة امال كنت هتقعدي ازاي
ليال بسخرية : كنت هبقي هبلة اوي لو بعد اللي حصل واقعد قدامك زي زمان صح هبقي انا متخلفة وده اللي فكرت فيه بس كنت حمارة وغلطانة لما صدقتك لما قلتلي  انسي اللي فات لو سمحت يا نمر التزم بكلامك واعتبرني مش موجودة وبلاش اسلوب الزوج الغيور ده لان مكانه مش بينا خالص
نمر بغضب : انتي ياللي مبتفهميش انتي مراتي ملهاش دعوة بغيرة وغيره دي مبادئ وانا عمري ما كنت اتخيل انك بتقعدي قدام عادل بالقرف ده
ليال بإستفزاز : واديك عرفت انت مالك بقي دخلك ايه  اعتبرني مش موجودة يا اخي
نمر ورجع شدها من دراعها تاني وبغضب شديد : انتي قاصدة تنرفزيني صح  لان لو كلامك ده مقصود يبقي ليلتك سودا اكيد
ليال بعصبية " لانه شادد كتفها لفوق قريب منه وهي قصيرة  فشده تعبها ووجعها جدا " : سيب ايدي يا بني ادم انت وجعتني
نمر فضل باصص لعنيها شوية غمض عينه وسايب ايدها  وبهدؤ : انا اخر مرة هلفت نظرك يا ليال واحب اقولك ان مش من مصلحتك تعانديني  وشاور علي الارض : كل ما تعانديني هيبقي مصير هدومك كده انتي فاهمة
ليال بصدمة راحت شافت الهدوم اللي كانت لبساها قبل شوية متقطعين : انت مجنون والله العظيم مجنون
نمر : اعتبريني مجنون عادي وعشان تبقي عارفة كنت ناوي اقطع دول عليكي بس رجعت في كلامي وقلت اكتفي بلفت نظرك المرة دي ماشي
ليال صرخت بغيظ وعصبية : اطلع برة بررررة
نمر لف واداها ضهره وابتسم انه نرفذها
//////////////////////////
في بيت محمود الغنيمي
تاج قابلت خالها وشافت حالته وشكله زي ما يمكون معيط ودخل اوضته علطول وبترن علي مامتها مبتردش وجدتها نامت من بدري
فنزلت المطبخ ولابسة الاسدال احتياطي لاي ظرف حرمت تخرج من اوضتها بلبس البيت
نزلت وسامعة صوت بكاء في الصالة الصغيرة
دخلت انصدمت من المنظر لقيت فريد قاعد علي كرسي وحاطط راسه بين ايديه وعمال يعيط
تاج بصدمة جريت عليه : فررد فيه ايه مالك
فريد حاول يمسك نفسه ومقدرش استمر في بكائه
تاج ببداية دموع وميلت عليه شوية : الله يخليك يا فريد قلي في ايه متوقعش قلبي والنبي خالي كمان جاي فيه حاجة بس معرفتش اساله الله يخليك قولي في ايه
فريد  لقي نفسه بيلف ايده علي وسطها وهي واقفة قصاده وهو قاعد ودفن راسه في بطنها وزاد في العياط
تاج انصدمت من تصرفه ووقفت مبلمة بس برده اتاكدت كده ان في حاجة
فريد بصوت يقطع القلب : اااااااااااه
تاج بدموع وتوتر من الموقف اللي هي فيه : طيب اهدي الله يخليك وقولي مالك ايه اللي حصل 
فريد ببكاء  وبيشد عليها جامد : هموووت
تاج مقدرتش تمسك نفسها عيطت هي كمان ولقيت نفسها بتمسح علي شعره بايد وبتطبطب علي كتفه بالايد التانية : اوووش اهدي طيب اهدي وبدأت تقرا قرإن
بعد حوالي خمس دقايق علي نفس الوضع فريد هدي شوية وتداركت خلود نفسها وشالت ايدها بسرعة  وبخجل شديد " ايه اللي بتعمليه ده يا حمارة "
فريد شدها اكتر وبهمس وراسه علي بطنها :  كملي
تاج بتوتر : حصل ايه طمني هو الموضوع يخص خلود متقلقنيش والنبي بس انا لما زرتها كانت كويسة ولولا ان هي وماما اصروا عليا ارجع كنت بيت معاها
فريد رفع راسه والدموع مغرقة وشه تاج انصدمت من شكله وبخضة : طمني في ايه
فريد دموعه رجعت تنزل تاني وشدها قعدت جنبه وهو ماسك ايدها ورفع عينه ليها وبدموع : خلود مش هتقدر تمشي تاني
تاج بصدمة شدت ايدها منه :  بتهزر
فريد بإبتسامة يأس : للاسف لا
تاج بصرخة  قامت من جنبه: انت كداب ايوا والله كداب انا كنت عندها والدكتور جه وقال كويسة
فريد مسك ايدها ورجع قعدها جنبه تاني وبدموع : وقالنا هتبقي كويسة بس مش دلوقتي خالص
تاج بعدم استيعاب : لالالالا انت بتكدب عليا يا فريد وببكاء لالا بتكدب والله بتكدب انت بتشوفني بحبها ولا لا
فريد قام اخدها في حضنه والاتنين بيعيطوا
تاج بترفس وبتضربه : كداب والله انت كداب عشان بنخرج سوا وهي بتوديني كل مكان انت متدايق
فريد بدموع وبيشدها اكتر وبيحاول يسيطر علي نوبة جنونها : بس اسكتي والنبي خلاص اسكتي انا مش مستحمل
تاج انهارت  ومعاها فريد من صدمة هتقلب حياة خلود
/////////////////
في بيت محمد الغنيمي
سعاد بدموع : لا حول ولا قوة الا بالله احنا كنا هناك محدش قالنا حاجة
محمد : لان احنا معرفناش علطول
سعاد : الحمد لله علي كل شئ ربنا يقومها بالف سلامة يارب
محمد بتنهيدة : يارب  المشكلة ازاي هنبلغ خلود
سعاد بدموع : يا حبيبتي يا خلود هي قوية وشديدة بس ده خبر يخلي الجبل يبرك لا حول ولا قوة الا بالله
محمد : ابقي قولي لمريم بقي انتي بطريقتك
سعاد : استغفرك ربي واتوب اليك يارب الطف بينا يارب
محمد : يارب يارب يا سعاد يارب
////////////////////
الصبح ليال صحيت علي الحمام علطول  ترجع
ليال خارجة دايخة : اه  اكيد من التكييف كان عالي  وريحت علي السرير  : ااااه  " مش حالة دي بقالي كام يوم كل يوم اقول مش هفتحه ومبقدرش انام غير بيه "
الخدامة خبطت عليها : ايوا
الخدامة : عادل بيه بعتني اشوف حضرتك اتاخرتي ليه
ليال بتعب : قوليله اني نازلة ربع ساعة بس
الخدامة : اوك
ليال كعادتها بقالها كام يوم قامت بتعب اخدت شاور ولبست
ليال بتعب : لالا انا النهاردة التعب زايد عليا مش هقدر اروح الشغل
هنزل اقول لبابا
ليال تحاملت علي نفسها ونزلت  لقيت عادل ونمر علي السفرة ولابسين
ليال قعدت معاهم : صباح الخير
عادل ونمر : صباح النور
عادل لليال بإستغراب  لانه شايفها بشميز وبنطلون من غير حجاب : مكملتيش لبسك ليه
ليال بتعب : والله يابابا حاسة نفسي تعبانة شوية بعلي التكييف باللي من الحر واصحي الصبح تعبانة
عادل : سلامتك يا حبيبتي الف سلامة
ليال بإبتسامة : الله يسلمك يا حبيبي
نمر طول الوقت باصص لها : انتي وشك متغير اوي متاكدة انك كويسة
ليال : ايوا الحمد لله
عادل : طيب افطري معانا
ليال بقرف واضح : لالا يابابا مش قادرة خالص والله وقامت من السفرة راحت للصالون
ليال قعدت علي كنبة وبضيق : محدش بيشوف شغله في البيت ده هو لازم نبقي بنزعق ونشخط عشان يشوفو شغلهم نمر من امبارح قالع ده هنا ومحدش كلف خاطره يشيله  ومسكت الجاكت  وبترفعه علي ايد الكرسي جنبها شمت ريحته  ولا ارادي فضلت حطاه علي منخيرها " الله ريحته جميلة " وفجاة حست ان ميل للقئ عندها خف ومبقتش عاوزة ترجع  وبإستغراب " الله اشمعني يعني  الترجيع راح دلوقتي يمكن عشان البرفيوم بتاعه خفيف  وريحته حلوة " وفجأة رمته وقامت زي المقروصة " مستحيل لالالا مستحيل يكون صح انا اكيد اتجننت "
" النهاردة كام في الشهر  وطلعت اوضتها في ثانية مسكت التليفون وشافت التاريخ  وبصدمة ويكاد يغمي عليها " لالالا مستحيل لا "
" بس ليه اتاخرت وليه الترجيع وانا طول عمري بنام علي التكييف
وليه ريحته هو بالذات وانا مش قابلة اي حاجة واحب ريحته لالالا انا مجنونة مستحيل لا لا فوقي يا ليال ده اكيد مجرد اسباب واتجمعت مع بعضها مستحيل يبقي صح "
وبسرعة البرق خلصت لبسها ونزلت جري لقيت عادل ونمر مشيوا  وراحت علي اقرب صيدلية جابت اللي هي عوزاه ورجعت
في اوضتها قاعدة ومغمضة عنيها وماسكة الجهاز في ايدها وقابضة عليه جامد ومش قادرة تفتح تبصله " لالا جمدي قلبك اكيد دي كلها تهيئات "
اخدت نفس وفتحت عنيها وقامت ومسكت ايدها اللي فيها الجهاز بايدها التانيه وبدأت تاخد شهيق وزفير وفتحت ايدها بالراحة  وهي بتبص علي الجهاز وفي لحظة رمته علي الارض وجريت بعيد عنه زي ما يكون هيعمل فيها حاجة  قعدت علي الارض بتهز راسها " لالالالالا مستحيل لا اكيد الجهاز ده بيخربط اكيد " وبدأت دموعها تنزل وبقت في هستريا ومش علي لسانها غير كلمة لا

نيران تملكي بقلم fatma Ahmed" قطرة حياه"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن