الفصل الثالِث عَشر

Start from the beginning
                                    

" فـالتتفضلّوا بـتناولِ كُل ما حُضِّر لكُم. "
ما إن أذن لـهُم حتّى إنقضـّوا كـالكلاب المسعورةِ على ضـحايـاهُم.

• • •

تـهامسـاتٍ وعلاماتِ تعجُبٍ نبعت من قَصر الحدود تَحديدًا جناحُ الأميرُ السابِق بيون بيكهيون.

هي رَفعت حاجبيـها إعتراضًا على ما طلبـُه منها ، ولحمـقِها هي لم تعي مطلبُها جيدًا ،
ماذا يَقصدُ برغبته أن تُلقي عليه إعتذارًا كما تَفعلُ القطط؟

هل يُريدُها أن تَلعق خَدّيه و إصبعيه مثلًا!

" كـيف؟ "
سألتـه مُتَرِدده بـنبرةٍ أقربُ ما يُذكر عنها أنّها مُضطرِبة ، تَميلُ الى التَلعثمُ لولا أنّه لم يَكُن واضِحًا بين أحرُفِها.

كان يُدقق النَظر بـالـرجفةِ التي أصابـت عيناها ، فأبعَدت نظرُه عنه وباتت تَُطالعُ أسفَلها بـشكلٍ عشوائي.

إبـتسَم العابثُ بمشاعِر قَلبُها الضئيلُ وهو يُراقبُ علاماتِ تَوتُرِها ، أصار يـهوى إرباك نَفسِها بـخباثةٍ مَكنية ؟

ذِراعُه التي تُحيطُ خصرِها شَدّ عليـه نَحوه حـتى صـار الفرقُ بين فاهِه و أذُنِها إنـشٍ واحِد ، أو رُبما أقـل!

" بـالمواءِ النادم متوسلُ السماح تَرنَّمي . "
هَمس على قُربٍ شديد مِن طَبلة أذُنِها قارِعًا عليـها رَجفةِ همسـاته الـمُغريّة.

أنهَت المسافةُ بيـن جفنـيها مُبتلعةً ما بـحلقها ، رَغم كونِه قد جـفّ من أحاديـثه.

" لا أقدرُ على المواء كـالقطط. "
أسرَعت تَنفي مُبرِرةً بكذبةٍ لا مَدخل لها بـعقله.

" أحَقًّا لا تَقدرين؟ "
سألُها يُبعدها عنه قليلًا لـيُناظِر وَجهها و ملامِح السُخريةِ والعَجبةُ مُختلطتان قَد تلبسـاه في آنٍ واحِد.

أومأت له رغم مَعرفتِها بأنّه قد سَمعها مِرارًا وتِكرارًا تموء.

" كـفاكِ كذِبًا يا قِطة ،
و اطربيني. "
ضَغط على خَصرِها بـنوعٍ مِن التَهديد لتإن ألمـًا.

أسرَعت تُفسِر موقِفها رافِعةً مِن صوتِها
" لا أعلمُ كـيف! "

" وكـيف لا تَعلمين؟ "
يُجاريـها الحَديثُ وهو حَقًا كارِهٌ لـمدى الكَذِب بين كلماتِها.

ضَغط على أسنانه ليس وكأنها تَغزُ السَيف في أمعائه ، هي فَقط لا تُلبّي أيًّا من طلباته ، صفعتُه سابِقًا ، و الآن تَطلبُ مِنه طَلبًا وتَلومه على شِروطه.

القِطَّة || The CatWhere stories live. Discover now