فصل الاول
مرة أخرى يتنفس نسمة الحرية ، ولكن الجو غبار خانق و حر لا يطاق .. وفي انتظاره وجد بدلته الزرقاء و حذاءه المطاط ، وسواهما لم يجد في انتظاره أحدا.. ها هي الدنيا تعود ، و ها هو باب السجن الأصم يبتعد منطويا على الأسرار اليائسة ..
وهو واحد ،خسر الكثير ، حتى الأعوام الغالية خسر منها أربعة غدرا ، و سيقف عما قريب أمام الجميع متحديا ..
آن للغضب أن يفجر و أن يحرق ، و للخونة أن ييأسوا حتى الموت ، وللخيانة أن تكفر عن سحنتها الشائهة ..
نبوية عليش ، كيف انقلب الاسمان اسما واحدا؟. أنتما تعملان لهذا اليوم ألف حساب ، و قديما ظننتما أن باب السجن لن يفتح و لعلكما تترقبان في حذر . لن أقع في الفخ ، و لكنى سأنقض في الوقت المناسب كالقدر ،و سناء..ماذا تعرف الصغيرة عن أبيها ؟؟!
لا شيء،كالطريق و المارة و الجو المنصهر . طوال أربعة أعوام لم تغب عن باله، و تدرجت في النمو و هي صورة غامضة ، و الخيانة ذكرى كريهة بائدة ؟ استعن بكل ما أوتيت من دهاء ، و لتكن ضربتك قوية كصبرك الطويل وراء الجدران ..
ترى بأي وجه يلقاك عليش؟ كيف تتلاقى العينان ؟ أنسيت يا عليش كيف كنت تتمسح في ساقي كالكلب ؟ ألم أعلمك الوقوف على القدمين؟
و من الذي جعل من جامع الأعقاب رجلا؟ و لم تنس وحدك يا عليش و لكنها نسيت أيضا ، تلك المرأة النابتة في طينة نتنة اسمها الخيانة..
و من خلال هذا الكدر المنتشر لا يبسم إلا وجهك يا سناء ،و عما قريب سأخبر مدى حظي من لقياك، عندما أقطع هذا الشارع ذا
البواكي العابسة ، طريق الملاهي البائدة.
وهذه العطفة الغريبة عطفة الصيرفي ،الذكرى المظلمة ، حيث سرق السارق ، وفي غمضة عين انطوى ، الويل للخونة ...
YOU ARE READING
اللص و الكلاب(مختصر)
Mystery / Thrillerهذه رواية هي مختصر لرواية اللص و الكلاب مع بعض التعديلات و الاضافات البسيطة التي اضطرت ان اضيفها بسبب الاختصار .. وهي احدى روايات التي كتبها الكاتب الغني عن التعريف( نجيب محفوض) و هي رواية فلسفية نقدية واقعية يناقش فيها الكاتب .....