رواية ضربة حظ صعيدي

الخاتمة

بعد ثلاث سنوات جلست ناهد تجمع احفادها من حولهاومعها فوانيس رمضان بشكلها الحديث الذي اعتاد الاطفال عليه والأغاني التي لا تمت لرمضان بصلة وكل لحظة يرتفع صوتها قائلة عبود ابتعد عن سوسو لا تلعب مع البنات وقفت سارة بنت بتول وهي تشعر بالضيق من تصرفات جدتها وقالت بنبرة طفولية مدللة (نانا احنا نلعب مع بعض انت أش ليكي دعوة) اكمل ابن وليدحمزة مقاطعا لسارةانت خنيقة استدعتهما الجدة بصرامة قائلة يا دمية يا بنت الدمية اكمل ابن وليد باقي العبارة وتشبه القطن الذي تم تكريره اكتر مرة فاصبحت شديدة البياض والنعومة كامها.... ضحكت الجدة وسحبتها لحضنها وقالت انا احبك بشدة ولا تعيري انتباهك لهذا الببغاء فهو حاقد وهمست لنفسها أتمنى أن يكتمل حمل امك هذه المرة على خير فبعد ان مات طفلها الاول بسبب نقص وصول الغذاء للجنين وتأخر حملها بسبب الضعف العام فهاهي حامل مرة اخرى مثيرة لقلق وتوتر الجميع وخاصة زوجها ... استرجعت الجدة بعض الذكريات وهي شاردة و تضم حفيدتها اليها بشدة وتذكرت عندما عاد زوجها حسب قوله بعد ان تمالك اعصابه واحساسه بالتقصير تجاهها وتجاه اسرته وقرر اصلاح الوضع
واخبرها ان اكبر الخطأ يقع عليها لانه حبست نفسها في موقف حدث في الماضي من قام به لا يمتلك ضمير وإمتنعت عن
الحوار والفضفضة لاقرب الناس اليك وهي السبيل الوحيد للتفاهم افضل من ان تتركي الاخرين للتخمين وتحليلل تصرفاتك.....بالحوارستخلقي نوع من التفهم والمصداقية في التعامل بينك وبين الاخرين والتحرش بالاطفال اصبح امر كثير الحدوث ولوكل شخص تعرض لامر غير طبيعي واثر عليه تاثير سلبي مدى الحياة يكون ضعيف فالضربة التي لا تقتل الإنسان تقويه وتثبته ابنتك تأثرت بشدة بتصرفاتك الغير سوية ابدأي بها
وقصي عليها ما حدث لك وبرري جفائك معها فهي تخطت المرحلة السابقة بسلام وزوجها كفيل بتعويضها عن الحنان المفقود ولكنها ستحتاج لك في مواقف كثيرة مستقبلا فلا تحرميها منك ومن اللجؤ اليك مرة أخرى وأنت على قيد الحياة ....
وكانت النتيجة الحمد لله مريحة للنفسية فهي لا يمرعليها ساعة دون مكالمة تستمر لفترة طويلة من ابنتها او بالأحرى صديقتها المقربة تقص فيها ما حدث وسيحدث كم هي الحياة بسيطة وجميلة ان كنا نتعامل بالفة ومودة ونمتلك ثقافة الحوار والمشورة
.................................
نعم انا لا زلت امتلك نفس الافكار واسعي دائما للفصل بين احفادي حتى لا يجدوا الفرصة امامهم متاحة للخطأ وكم حاول حكيم تنبيهي ان موقفي مبالغ فيه ولكني لا استطيع السيطرة على تصرفاتي رغم اني اسمع نقد الاطفال لتصرفاتي والمقارنة بيني وبين منار الجميلة وصابرين شديدة الطيبة كما يقول الأطفال ورغم اني احمد الله على خروجي من القوقعة والافكار التي كنت احيط بها نفسي ولكني اسعي لتهذيب نفسي والاستماع الي صابرين والمزعجات بنات منار
ان احلى وامتع مراحل العمر هي هذه المرحلة حولك احفادك وابنائك وقارب العمر يتبختر بما يحمله من احبة وذكريات وامال للمستقبل الذي تراه مشرقاً
........................................
وسيم هو وسيم للغاية رغم سمرة بشرته يبتسم بحنان وعيونه سوداء لامعة نظرته مربكة يجلس بهدوء وثقة
كان ينتظر ان ترفع رأسها ويرى عينها التي يعشق فهو معجب بها وبرقتها منذ كانت في الثانوي وهو على اعتاب الشباب وعندما الحت امه في امر زواجه تسائل كم بلغت من العمر فوجد ان عمرها مناسب للغاية عندما دخلت تتوارى خلف اخيها وجلست في صمت ونظرت للورد وابسمت علمت انها تذكرت شئ وانتظر ان يسمع صوتها رغم محاولات اخيها وزوجته ولكن الموضوع باء بالفشل وها هو ينتظر لترفع رأسها وتخفضها بسرعة مصدومة من وجوده فهل سيتركها ويخرج مثلاً !!!؟؟؟
تنحنح وقال بصوت به بحة جذابة وحروف مفسرة
مرحبا ريم هل تبحثين عن شئ في الارض سقط منك
نظرت له باستنكار وفي نيتها ان ترد برد لاذع وقرأ هذا في ملامحها
فقال انت شفافة للغاية وارى انك ستخطئي وانا لا احب الخطأ ولا اتهاون فيه ..,,
سألت بسرعة وماهو رد فعلك عندما يخطئ احدهم قال بإبتسامة ماكرة اخذه في حضني واربت عليه وانصحه بعدم تكرار هذا الامر
نكست رأسها وهمست في سرها ما اوقحه لاااااا وقالوا انه اهتم بامه واخوته واعمال ابيه بعد وفاته ولم يملك الوقت للبنات والكلام الفارغ وها هو يبرع في ازعاجي وجذبي في اول لقاء
قال برقة لو اعلم ما تبحثين عنه لارحتك واحضرته
رفعت رأسها بتردد كي لا ترى عينيه وقالت ولما لا تبحث معي
قهقه ضاحكا ضحكة جذبتها وجعلها تنتبه لكم التعليقات التي ستتعرض لها بعد انصرافه فقالت ياربنا سأكون مادة دسمة يتسلون بها بسبب ضحكتك
قال برقة انت الان تخصيني ومن يتعرض لك فانا سأتكفل به
فكرت بسرعة أووه يهتم لامرها بعد ان انشغل الكل بشئونه واحمرت خجلا من تلميحاته
سألها مرة اخرى بحنان انا اعلم عنك كل شئ هل لديك اسئلة او طلبات ترغبي في معرفتها
هزت رأسها نفياً رغم انها تملك الكثير من الاسئلة
فبادر هو قائلا هل اهنئ نفسي بك ام اني سأطيل الانتظار مرة اخرى
بدأت بفرك يدها رغم محولتها للامتناع عن هذه الحركة منذ جلست وشعرت بنفسها تشتعل خجلا
مما جعله يتمادى ويقول انت تشبهين ثمرة الفراولة عندما تخجلين شديدة الرقة والبرائة .....اما نبرة صوتك فأمر اخر فهي كالسهام موجهة للقلب مباشرة ارأفي بحاي وامنحيني موافقتك لتكوني تحت رعايتي ومسئولتي
وقفت وهمت بالانصراف على صوته سأتصل بك قبل السحور فلقد طلبت نمرتك من اخيكي هزت راسها بدون شعور ووقفت خارج الباب تهف على وجهها عله يبرد تهمس لنفسها رائع بل اكثر من رائع
لتجد من يجذبها من يدها ويسحبها دون مقاومة منها فهي لم تتمالك اعصابها بعد
لتجد لميس تقول بحالمية انه جذاب للغاية ريم اعيريه لي بعض الوقت
رفعت نظرها باستنكار وقالت وما محل وليد من الاعراب
هتفت لميس وااااااو ريم تغار عليه من اول مرة تجلس معه وكانت تمثل انها رافضة ولا ترغب بالجواز
نظرت لهم بحنق وقالت سأنصرف لغرفتي فلا اعلم ما هذا الاهتمام المبالغ فيه
صرخت بتولل وهي تجلس مكانها امسكوها ستفر دون ان تعطينا التقرير
ضحكت لورا وقالت لبتول انت تتقمصين دور السلحفاة ولا زلت في الشهر الثالث لا اعلم ماذا يحب فيكي المغفل زوجك
في هذه الاثناء كانت لميس جذبت ريم ودفعتها على الكرسي وقالت تقرير مفصل سريعا مع ذكر ردود الافعال والتنهيدات والنظرات والاذي منه
قالت ريم بغضب وقحين لا فائدةة ترتجى منكم
.......................................
جلست على السرير تنظر للهاتف باستنكار ومستائة من اصرار المتصل على ازعاجها
فبعد ان اخبرت اباها بكل سذاجة انها صلت استخارة وتشعر بالارتياح يخبروه ان مصطفى يرغب رفي اتمام الزواج بعد العيد لتعترض وتبدأ في نوبة بكاء ووانه لو كان لديها ام لما قبلت بتزويجها هكذا بسرعة
امتدت اصابعها دون ارادة منها وقررت ان تتحدث مع المتصل (خطيبها الوقور )كما يدعون
مررت اصبعها على الشاشة ووضعت الهاتف على اذنها كاتمة لانفاسها المتلاحقة قدر الاستطاعة وتشعر بدموعها تتساقط وكانها حبات مطر منهمر
كان مصطفى في الجهة الاخر يقف في الشرفة ينظر للنجوم يحاول الاتصال بها من فترة بعد ان اخبره وليد انها تبكي وتتسائل عن سبب الاسراع في تزويجها وهي تتجاهل كل مكالماته ليفاجئ بها قررت ان ترحمه وردت على المكالمة وصوت تنفسها يصله يشعره بالتخبط ليقرر في النهاية ان يتحرر من الصمت ويقول
مرحبا ريم ما الامر حبيبتي سمعت انك تبكين
بدأت تشهق شهقات متلاحقة
دلك باصابعه بين عينيه يشعر بالاسف لم يتخيل في يوم ان تبكي بسببه انثى تنهد وقال بقهر رييييييم اخبريني ما تريده وسأنفذه ولو على رقبتي
ردت بنبرة متقطعة من اثر البكاء ابيييي قال ان الزفاف بعد العيد وانا ...وانا لم .......اتعرف عليك بصورة جيدة ولم اجهز بعد
تنهد بارتياح وكانها وافقت على موعد الزفاف
رد بمهادنة وقال نؤجل موعد الزفاف للوقت الذي تحدديه
اي موعد يناسبك!!؟؟
لم يستمر شعورها بالراحة لفترة كبيرة بعد موافقته عن الغاء الموعد المتفق عليه ليرمي بالكرة في ملعبها ويترك الامر لها بثلاث كلمات
اي موعد يناسبك؟؟
ردت سريعا بالموعد الذي خطر ببالها وهي تشعر بالراحة بعد عام
ابعد الهاتف عن اذنه ونظر له بغضب وهو يتوعدها ورد بانكسار.....الاطباء قالو اني امي لن تكمل بضع شهور وحالتها حرجة وكانت تتمنى ان ترى زفتي ولكن يبدوا ان الله لن يحقق امنيتها
ترقرقت عينها بالدموع وقالت انا اعلم انها متعبة ولكن ليس لهذه الدرجة
رد بنبرة حزينة للاسف هي متعبة للغاية والا ما فوتت رؤية عروس ابنها
ولكن بعد ان يأتي اخوتي البنات واعمامي لقرائة الفاتحة سأطلب من عمي ثروت ان تزوريها
ابتسمت وقالت ان شاء الله
قال بتردد ان العام الذي حددتيه بعيد بعيد للغاية ولكني موافق عليه لاني لن احتمل دموعك ولكن بشرط ان نعقد القران بعد العيد صمتت وهي تتنهد بشدة وتحاول ان تجد سبب للرفض او المماطلة لتسمعه يدعوها بحنان واهتمام
ريييم لا تقولي ان دموعك بدأت في التساقط
ابتسمت متعجبة من تأثرها بنبرة صوته واهتمامه الصادق وردت مبتسمة انا موافقة على عقد القران