((الفصل السابع))

4.3K 120 2
                                    

  *عدسة مكبرة*
((الفصل السابع))
اخبر اللواء جمال المحقق سابين عن مكان إتمام المهمة في لندن ، وما ان سمعت ذلك فأصدرت غضبها وعدم موافقتها كان في هذا لحضور آسر أيضا يقنعها بعد ان شعر ان تلك الفتاة بها صفات كثيرة ذلك اقناع والده عن ان تلك الفتاة ستكون السبب في ارجاع حمزة الى حياته المرحة السابقة ...
حاول كل من آسر واللواء في اقناعها عن طريقة خدمة بلدها لكنها باغتتهم قائلة :
انا حياتي كلها برا مصر ،واظن ده سبب كويس امتنع عن المهمة !
حاول آسر استخدام ما يجعلها توافق وتخضع قائلا :
طب وده يصح اما تسيبي المهمة بعد ما اتحاديتي حمزة في انك هتدخلي المهمة دي !
-موافقة !
قالتها سابين بهدوء متعجل وبرود أعصاب جعل جمال وآسر يبتسما بانتصار لم هو قادم أيضا ومن بعد ذلك علمت سابين رفض حمزة للسفرية واتمام المهمة بتلك الطريقة فكان لابد عليها التصرف لكن بطريقتها الفظة حتى علمت عنوان منزله بسهولة واتت اليه تطلع الى الفيلا بهدوء ساخر ..استقامت بخشونة وطرقت الباب منتظرة قدومه .. كان يجلس حمزة في الصالة يقرأ كتابا حتى سمع صوت جرس الباب فتقدم متسائلا وفتح الباب بنفسه ليتفاجأ به تقول بصوتها المستفز:
صباح الخير يا سيادة المحقق سفرية لندن مش هتستنى كتير فياريت تنجز!
رفع احدى حاجبيه بسخرية وحنق من اسلوبها وأشار بيده بنبرة ثاقبة :
حد قالك اني اهطل يا بتاع انتِ ولا ايه
ضيقت سابين عنيها من حديثه اللاذع وقالت كأنها تعيد كلامه معلنة عن شزرها :
بتاع ؟!!
ثم هتفت كأنها لم تسمع كلامته :
يلا خصلنا وحضر حاجتك هستناك في الصالة انا مش فاضية للدلع ده ..
في تلك الاثنا أتت من عملها متعبة حتى لمحت تلك الفتاة فضيقت عينها متعجبة وهرولت مسرعة بغضب مما جعل حمزة يرتاب ويخشى ما سيحدث قائلا :
كملت !
أتت سلمى بغضب ووقفت بجانب سابين دون ان تنظر لها بل كانت عيناها مصوبة نحو حمزة بحنق فنظرت لها سابين من فوق الى تحت واضعة يدها في خصرها حتى قالت لها بصوتها العالي :
نعم ؟؟!
سمعت ذلك الصوت المألوف فنظرت اليها شزرا تريد فتكها وما لبثت ان رأتها حتى شهقت بصوت عالي وكادت ان تنطق اسم فرح حتى منعها حمزة بأن كمم فمها وادخلها الى الداخل ثم قال بعجالة :
استنيني في عربيتك لحد ما اجهز !
تركها سريعا واغلق الباب في وجهها حتى غضبت بشدة وزفرت بضيق وقالت :
متخلف !
ثم استدارت وذهبت نحو سيارتها تسمع الأغاني وتددن ..
بينما في الداخل اخذ حمزة يحذر وينهر سلمى بشدة :
عارفة لو قولتي بس حرف واحد هعمل فيكي ايه ،انا عامل حساب العشرة وخليتك عايشة هنا في ركن لوحدك فممكن في أي ثانية اطردك من هنا !
هزت رأسها بخوف فهي أصبحت تهابه بعد حادثة فرح وركضت مسرعة الى فوق حيث ركنها البعيد عن ركنه اما هو فجهز امتعته مسرعا واتى اليها وهو يخشى ما يمكن ان تفعله به اكثر من ذلك وجدها تددن بعض الأغاني باستمتاع فحن الى لاحظته القديمة واخذ يحسدها على ما تشعر به من سعادة ، وعندما رأته لم تعطي له ادنى اهتمام بل تحركت بالسيارة حتى يلحقها هو بسيارته متنفخا ....
وصلت هي أولا تبعها هو حتى انتهوا من كل ما هو مطلوب وركبا الطائرة ، كان حمزة مرتبكا ويلهث بينه وبين نفسه لانها بقربه يشعر به وكأنها حبيبته يريد ان يبكي ويضمها لكنه يعلم انها مختلفة تماما عنه بل هي تشبه كثيرا نظر من جانب عينه ليجدها شاردة من النافذة وواضعة لسماعة اذنها وبحركة لا ارادية امسكت بيده بشدة فتعجب وارتعش بدنه فلاحظ انها متوتر فعلم انه من اقلاع الطائرة وبينما هدأ الجو ازاحت يدها سريعا موبخه نفسها عن ما تفعله من حركات فنظرت اليه فوجدته ينظر لها بغرابة فتأففت بضيق قائلة :
عادي بخاف لما الطيارة تطلع عندك مانع ؟
حرك راسه نفيا غير مكترثا فعادت تنظر الى النافذة بشرود ، حتى وصلت الطائرة الى لندن وأوصلهم المساعد للعملية فأتى بهم الى شقة فاخرة فتعجبا سويا فسأله حمزة :
هو احنا هناخد شقتين !
أجابه المساعد بهدوء :
شقة واحدة
زمجرت سابين باعتراض :
انت بتقول ايه هو انت فاكر اننا اتنين متجوزين وجايين نقضي شهر العسل ؟
-يوة بظبط كده !
نظر له حمزة باستفهام مدهوش بينما تبادلت سابين النظرات الساخرة ، فقالت بسخرية :
شكلك شارب حاجة صح ؟
تحامل المساعد وقال وهو يصعد نحو الشقة :
نطلع الأول وتفهموا كل حاجة
غصب عليهم بصعود فصعدوا بنفاذ صبر وجلسوا باهمال حتى قال المساعد فخري :
بصوا بقى المهمة دي مش لازم حد يعرف فيها شغلتكم الحقيقة انت متعود على كده يا حمزة ولازم تمثل انك هنا بغرض شهر العسل اما بالنسبة للمهنة فاحنا عملنالكم وظائف مختلفة تباشروا بيها من حيث قدرتكم طبعا وبالنسبة للموضوع الجواز فانتوا دلوقتي متجوزين رسمي وده بأمر من اللواء جمال وتقدروا بعد المهمة ما تخلص تطلقوا ، في ورق مهم عشان الخطوات الجاية ودولقتي اسبكم تتفقوا هتعلموا ايه
تركهم في وسط الذهول جعلهم غير قادرين على الكلام !
حتى بدأت سابين بالحديث سريعا :
هنبدأ امتى
تعجب من كلامتها تلك وقال بغضب :
انتِ موافقة على الكلام ده ؟!
-ايوة هي كده كده خربانة ، وانت فاكر اننا هنتجوز بجد ولا هبصلك حتى ، احنا عايزين نخلص على الراجل اللي هنا ده وكل واحد في حاله
تنفخ حمزة واشعل سيجارة ثم قال :
مستحيل أعيش انا وانتِ في مكان واحد !
نظرت سابين حولها وهتفت قائلة بضجر :
في ركن بعيد هناك وهنا واحد كل واحد ياخد ركن ومشفش وشك الا برا احنا عايزين نخلص من المهمة دي على الخير العملية مش سهلة ولازم نتعرف على الراجل ده بسرعة !
-انتِ هتقبلي بالوضع ده عادي
قالت بمضض بتأفف :
انا مش فاضية لكلامك ده يا سيادة المحقق ، خليك فاكر اننا في الشغل ومتصدقش اوي حكاية متجوزين دي ، انا هاخد الركن البعيد ده عشان بحب الهدوء وانت اتصرف بقى البيت بيتك !
تركته ينفجر بداخله ثم قرر الاتصال بجمال حتى ينقذه من تلك الورطة التي وقع بها فاصح به قائلا :
انت عارف اني مقدرش أعيش معاها ثانية واحدة بتعذبني ليه
-دي غير فرح الشكل واحد لكن الطبع لأ اعتبرها حد تاني
-بسهولة دي اقدر اعمل كده ، انت عارف العذاب اللي انا فيه ازاي
-لو كنت اعرف انها شبهها مكنتش جبتها بس دي اشطر حد ممكن تقابله ويساعدك وانت فكر في شغلك وبس يا حمزة وابعد عن أي شيء يفكرك بفرح حتى لو كانت الشبيه دي !
-انا ندمان اني في يوم حبيت
-بكرة تحب تاني وتعيش الحياه كده يابني ، ودلوقتي التفت لشغلك واقرأ التعليمات اللي هتعملها انت وسابين عشان الجاي خطر اوي !
لم يكن هناك أي اختيار غير الموافقة على العيش مع تلك الشبيه التي تعذبه وتذكره بأغلى شيء على قلبه ولكنه قرر التركيز فيما هو قادم حتى خرجت سابين مرتدية ملابس اكثر اريحية فكانت ترتدي فستانا ما بعد الركبة بقليل في غاية الرقة جعل حمزة يتعجب من ان تلك الرقة في تلك الانثى اللاذعة لم يهتم كما ظن وقال بصوت جاد :
دلوقتي خلينا نركز في اللي جايين فيه عشان نخلص هاتي الورق ده عشان نشوف هنعمل ايه
قالت بكل استفزاز وبرود :
اما اكل بقى عشان جعانة يلا اطلب اكل لاني مش رايقة اطبخ !
سألها ساخر بتعجب :
وانتِ بتعرفي تطبخي أصلا ؟
تحاملت سخريته وقالت بغرور :
انا اعرف اعمل أي حاجة متستهونش بيا كتير ، يلا انجز واطلب اكل ومش هتفرق ايه اطلب أي حاجة خيلنا نخبص بقى !
لا يعلم كيف سيعيش معاها بعد ذلك فهي حقا ذو طباع مختلفة للغاية عن فرح جعله يفكر كيف لو كانت فرح ذات ذلك الطباع !
.....
اما في مكان بعيد اخر أيضا بلندن ..
جلس ذلك الرجل الوسيم يرب سيجارته فاتى اليه احد الرجال وقال برسمية مرتبكة :
كله تمام يا باشا البضاعة يسري بيه استلمها وتمنها وصل !
ابتسم بهدوء وهو ينفث دخان سيجارته وقال :
جميل ! ،دلوقتي فتحوا عنيكوا كويس عشان العيون علينا كتير ، واكد الحجز بتاع حفلة بكرة وخليهم يظبطوا القعدة كويس ، عزت باشا هيجي وده راجل مهم
-امرك يا باشا نؤمرني بحاجة تاني
اجابه بحدة صارمة :
امشي !
انصاع لأمره بهدوء بينما سلط ذلك الرجل عينه وقال :
قريب هلاقيكي واشوف حكايتك ايه !!
.......................
في مكتب جمال ،،
اخذ جمال يفكر مع آسر كيف ستصبح الأمور بعد ذلك فقال آسر بتخمين :
حمزة مش سهل يا بابا ولا البنت دي ، وقرب حمزة منها خطر
نظر له بحنق وقال :
اتنيل ! ، انت عارف ان البنت دي هترجع حمزة كويس
-الحكايات دي مش بنشوفها غير في المسلسلات الهندي بس
ضربه على رقبته بخقة وقال :
بس يالا وروح شوف شغلك خليني افكر هعمل ايه بعد كده !
..................
اتفق حمزة وسابين عن كيفية مسار الخطة بعد ذلك حيث قال حمزة بتركيز :
كويس اوي كده بكرة هيكون في الحفلة مع راجل تقيل اوي فلازم نظهر في الصورة ونهتم بتفاصيله
أجاب وكأن الامر سهل لديها :
بسيطة جدا ، دلوقتي هروح ارتاح بقى عشان افوق لاني طبقت !
لم يكترث وتركته وذهبت للنوم بينما جلس يدرس الموضوع جيد حتى تعب وقرر النوم واثناء سيره الى غرفته سمع صوت صريخ اتٍ من غرفتها ففزع على الفور وفتح باب الغرفة فوجدها تصرخ في حالة فزع فهرع اليها وضمها الى صدره قائلا بخوف حقيقي :
متخفيش يا فرح متخفيش يا حبيبتي انا جنبك !  

*عدسة مكبرة*...للكاتبة دينا عادلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن