الفصل 3 و 4 كتابة

1.1K 18 4
                                    


    الفصل الثالث


تأوهت ببطء وهي تشعر بصداع مؤلم في رأسها فتحت عيناها ببطء تنظر لسقف الغرفة ..... مضت لحظات حتى بدأت تتذكر ما حدث معها جلست برعب تتأمل ما حولها .... غرفة راقية بألوان زاهية وهي تستلقي على فراش وثير ... مازالت ترتدي نفس ثيابها زفرت ببطء ...
تذكرت كلمات ذلك الوقح فجأة شهقت ووضعت يدها على صدرها بخوف لقد صفعته ، صفعت أميرا شعرت بالرعب فهي تعتبر جريمة يعاقب عليها بشدة ، نهضت بإتجاه الباب تحاول فتحه تريد الهرب بعيدا لكنه مقفل .
إتجهت لتلك النافذة الوحيدة في الغرفة كانت مزودة بقضبان حديدة ، تنظر للخارج ، شهقت للمناظر غير المألوفة وأدركت أنها ليست في بيت جوليانو أو القصر ... أيقنت أنها سقطت بين يديه ولن يلومه أحد على معاقبتها فهي تعرف عقوبة اﻹعتداء على أمير .
إلتفتت وهي تنظر للباب بخوف وترى الأمير روبيرتو يظهر أمامها ، يدخل للغرفة مغلقا الباب ورائه و هو ينظر لها بتلك النظرة التي ترعبها .
نظر لها تقف عند النافذة وقد شحب وجهها و بكل كبرياء ورقي جلس على الأريكة مقابلها وضع قدمه على الآخرى وهو ما زال ينظر لها بتلك الطريقة التي تخيفها وهو يستلذ برؤية خوفها منه .
تمالكت أعصابها وهي تسأله بخوف لماذا أتيت بي إلى هنا ، أريد الذهاب أخي ينتظرني .
ضحك باستهزاء : لا تقلقي صغيرتي فأخيكي يظن أنك عدتي للمزرعة ، ولا أحد يعلم أنك بين يدي وفي قصري الخاص .
بخوف وتوسل : أرجوك دعني أذهب لن أخبر أحدا .
روبير هههه أتظنين أني أخشى أحدا صغيرتي وبلحظات كان قد وصل إليها وأمسك بذقنها بين أصابعه القوية وهو يقترب منها قائلا أنا سيدك أيتها اللعينة سأجعلكي تتوسلين الرحمة فلا أحد تجرأ على ضربي أتعرفين عقوبة الإعتداء على أمير لحسن حظك أني أريدك وإلا لكنتي الآن في السجن تجلدين ..
ترقرق الدمع في عينيها اللتان تتوسلانه العفو وإطلاق سراحها .
قاوم نفسه بالرغم من إعجابه بها إلا أنه مازال يشعر بالغضب يتملكه دفعها بقوة فوقعت عند قدميه باكية نظر لها من اليوم وصاعدا أنتي جاريتي هل تفهمين مكانك الطبيعي عند قدمي ستنفذين كل ما آمرك به وأيا تمرد منك صدقيني صغيرتي ستتمنين لو أنك لم تولدي ، أتفهمين أيتها الصغيرة .
تعالت شهقاتها ودموعها تجري على وجهها دون أن تستطيع التفوه بحرف ،
صرخ بها : هل فهمتي . هزت برأسها ومازالت على الأرض عند أقدامه وأجابته دون أن ترفع رأسها : حاضر سيدي .
نظر لها وإستدار خارجا بينما إستلقت على الأرض باكية تنادي شقيقها لينقذها من مصيرها الغامض بين يدي هذا الأمير .

♥♥♥♥♡♥♥♥♥

عند جوليانو وتوم بعد تناول العشاء وقد جلسا في المكتب
جو : أين ليا لم أراها اليوم على غير العادة ؟
توم : يبدو أنها لم تستطع البقاء لقد تركت رسالة بأنها عادت للمزرعة .
تنهد جو : أتعرف كم أنا بشوق للعودة مللت هذا المكان وأنا أشعر بعيون الملك تلاحقني في كل مكان .
توم : الحق معك لم يتبق سوى صنع القليل من الدواء وستنتهي مهمتك ، أتظن سموه سيسمح لك بالمغادرة والعودة للمزرعة .
تنهد جو : أشعر بالقلق أريد الإبتعاد عنه كلما رأيته أشعر بالخطر وبالتوتر من نظراته لا أعرف توم فقط أريد الإبتعاد .
نظر توم له بحزن : مشكلتك أنك منذ وقت قليل أصبحت بالسابعة عشرة وهو وصيك الوحيد بحكم أنه أقرب أقربائك كما أنه الملك عليك الصبر حتى تصل للثامنة عشرة من عمرك .
جو : تعبت توم أريد أن أتخلص من خوفي ومن عبء هذا التظاهر لا أعرف كيف سأصبر لتنتهي هذه السنة .
نظر توم لذلك الفتى بل لتلك الفتاة الحزينة التي يعتبرها شقيقته الثانية يشعر بالعجز عن التخفيف عنها يتمنى لو يبعدها من هنا ولكنه لا يستطيع معارضة الملك .
عند رومينا التي كانت تشعر بالوحدة بعد وفاة جدتها فهي لا تعرف أحدا فخلال السنين الماضية منعتها جدتها من الإقتراب من أحد حتى لم تتركها تذهب للمدرسة بل أحضرت لها أساتذة لتتلقى تعليمها بالمنزل تحت رعايتها .
قررت العودة لبلدها ما زال منزلهم موجود كما أنها تمتلك الكثير من المال ، وهذا ما فعلته كان المنزل مهجورا ، أصابها الذهول لما رأته فهو فخم وكبير وتساءلت من هم أعداء والدها ولماذا جعلوهم يتركو منزلهم ليعيشوا بعيدا ، تنهدت وتذكرت العنوان الذي تركته لها الجدة وهو لشخص أمين سيساعدها إن إحتاجت له ، وهذا ما فعلته كان رجلا أشيب طيب القلب ، أمن العمال لصيانة المنزل و أشرف على كل شيء ليصبح المنزل مهيئا للسكن خلال بضع أيام .
مرت بضع أيام قامت رومينا خلالها بمتابعة أعمالها فهي لديها زبائن من العائلات النبيلة تقوم بتصميم ملابسهم .
بالرغم من صغر سنها لكنها كانت ما تزال محافظة على أسلوبها بإرتداء الملابس وطريقة المكياج لتظهر أكبر سنا
وتخفي جمالها ، في هذا اليوم توجهت لأحد المنازل الخاصة بمستشار الملك وهناك حدث مالم تتوقعه والذي سيغير مصيرها .
عند الملك
إيريك : أخيرا سموك عرفناه هو كما توقعت أنت من قام بتسميم الجنود وكان يخطط للإنقلاب لدينا كل البراهين الآن للتخلص منه .
ليوناردو : أريده أن يعاني هو وكل عائلته سيطبق القانون عليه ضخذ هذا أمر تجريده من لقبه و سجنه إذهب الآن وخذ ما تريد من الجنود ستتولى أمره أريده عبرة لكل من يفكر بخيانتي .
إيريك يبتسم بإثارة : لا تقلق سأقوم بواجبه جيدا ولكن أيا سجن تريد أن أستضيفه به.
لوناردو : طبعا سجن الجزيرة هو وكل من يخصه لديك كل الصلاحيات عزيزي لا ترحم أحدا منهم .
ضحكا معا فإيريك رغم صغره إلا أنه ملقب بسيد الحرب لقسوته ومهاراته العالية في القتال فهو لا يرحم أبدا ولا يمكن زعزعة ولائه للملك .
بعد ساعة إقتحم إيريك بصحبة فرقته الخاصة مقر المستشار حيث تعالت الصرخات والتوسلات ، خلال لحظات تم خلالها إستسلام الحرس الخاص فهي أوامر الملك كما تم القبض على المستشار و عائلته إبتسم إيريك بتشفي
وهو يقول : أنت متهم بخيانة المملكة وتسميم جنود الملك والتآمر .
بأمر الملك ستسجن في سجن قلعة الجزيرة أنت وعائلتك كما تم تجريدك من أموالك ولقبك وسيتم تطبيق القانون وتجريمك بتهمة الخيانة العظمى.
نظر لجنوده هيا خذوهم أتته عدة أصوات من خلفه إلتفت وقد أصابته الدهشة وهو يرى ذلك المشهد
فأمامه ثلاث جنود يحاولون السيطرة على إحدى الفتيات وهي تقاومهم بشدة وتصرخ : دعوني أريد الذهاب ... إبتعدوا لا يحق لكم .
صرخ بصرامة : كفى .
جمدت لسماع ذلك الصوت الرجولي يأمرها بالصمت بتلك النبرة المخيفة إقترب بخفة منها يتأملها : لماذا تصرخين أنتم جميعا أسرى هل فهمتي .
صرخت بحدة : كلا أنا لا دخل لي لما لا تفهمون ، لست منهم ، أريد الذهاب .
فاجأها بصفعة قوية رمتها أرضا ، صرخ بجنوده هيا خذوها من أمامي سأنظر في أمرها لاحقا .
سحبوها وهي ترفس وتقاوم وسيل من الإهانات ينطلق من فمها ... حسنا سيرى لاحقا ماذا سيفعل بأمرها .
صرخ : روبنسون أودعهم سجن الجزيرة أريد إستقبالا لائقا للمستشار سآتي بعد يومين هل فهمت .
تعالت أصوات البكاء وطلب الرحمة خصوصا من النساء وقد تم تقيدهم وسحبهم إلى الخارج .
جلست رومينا في تلك العربة مقيدة بإحكام وقد كممو فمها ، وهي تندب حظها وتتمنى لو أنها بقت بعيدا كما أوصتها جدتها ، إنهمرت دموعها وهي تنقل للمجهول ولا تعرف كيف ستنقذ نفسها .
عند جوليانو
نظر جوليانو للملك وهو جالس أمامه .
ليو : لما طلبت لقائي جوليانو هل هناك مايزعجك أخبرني .
جو : سموك لقد إنتهت مهمتي وأريد أن أعود لمنزلي .
نظر ليو بصمت : آسف عزيزي لكنك ستبقى هنا فأنا أحتاجك سترافقني في رحلة هامة لي كما أنك ستلتقي ببعض العلماء وتستفيد من خبراتهم .
شحب وجه جوليانو وقد شعر بالخوف فهو لا يريد البقاء بقربه تكلم بنبرة مرتشعة : أرجوك سموك إعفني من الذهاب .
لم يخفى على ليو تقلب جو وتوتره الذي يدهشه فكأنه يهرب من ملاقاته أو البقاء بقربه فكر بهدوء هل هو غير طبيعي أم أن هناك ما يخفيه .
ليو : هذا أمر أيها الأمير سنغادر خلال يومين كن جاهزا للرحيل .
تردد جو قبل أن يقول وقد علم أنه لا مفر : أمرك سموك ، إنحنى له وغادر بسرعة .
تاركا ليو غارقا بتحليلاته وأفكاره الغريبة .
غادر جو بسرعة القصر بإتجاه دار إقامته وقد سئم من كل هذه القيود التي تكبله يريد حريته . يتمنى أن يطير بعيدا ليسترجع هويته الحقيقية وينعم بالسلام الذي لم يشعر به طوال سنواته 17 .

♥♥♥♥♡♥♥♥♥

دخل روبير في صباح اليوم التالي إلى غرفة رومينا التي كانت متكورة على الأريكة تضم ساقيها لصدرها وتغط بالنوم ، إقترب بهدوء يتأملها .
رئيسة خدمه قد أخبرته أنها رفضت تناول أي طعام .
ندم على تسرعه مع أنه مازال يشعر بالغضب لتجرأها عليه إقترب من النافذة يفكر كيف سيتعامل مع هذه القطة الشرسة التي تفاجأه بردة فعلها وشجاعتها تنهد وهو يفكر أن يعيدها لأخيها ويتقرب منها بطريقة أخرى فهي تمتلك لقبا ومكانة رفيعة لقربها من الأمير الثالث للملكة ، فجأة شهق من الألم إلتفت مترنحا ليراها خلفه وقد شحب وجهها سقط على ركبتيه ممسكا برأسه يتأوه من الألم ، ثوان وكانت غادرت الغرفة تريد الهرب ضاعت في متاهات هذا القصر حتى إستطاعت الخروج ، ركضت عبر الحديقة إلا أن حارسين ضخمين ظهرا لها وهما يصوبان مسدسيهما عليها ، تسمرت مكانها وقد علمت أن العقاب سيكون كبيرا ، سحباها من ذراعيها وإزداد خوفها وهم يبتعدون عن القصر بعد فترة وصلا إلى بناء قديم دفعاها إليه ثم أجلساها على كرسي وخرجا بعد أن قيداها وكمما فمها بخرقة متسخة أصابتها بالغثيان .
مرت عدة ساعات كان قلقها يجعلها تشعر وكأن النار تشتعل بداخلها .
حتى رأته يدخل أمامها وقد ربط رأسه بضمادة طبية ، حمدت ربها أنها لم تقتله لم تعرف كيف تجرأت وضربته بتلك المزهرية ، نظرت لعينيه وشهقت فقد تلاشى لونهما الجميل وبدتا غامقتين وكأن السواد قد غمرهما .
نظرته أصابتها بالقشعريرة لم تستطع الكلام وتلك الربطة القذرة تكمم فمها هزت رأسها ، إلا أنه نظر لها بإحتقار : لقد جنيتي على نفسك أيتها اللعينة من الآن أنت في الجحيم الذي صنعته بيديكي ، كنت سأدعك تعودين لأهلك ولكن إنسي من اليوم أنتي ملكي أفعل بكي ما أشاء فهذا من حقي وفق القانون فإنتظري ستقبلين قدمي كي أعفو عنك ، أنهى صراخه وكلماته الغاضبة التي أطلقها ثم إلتفت وغادر دون أن ينظر نحوها .
بكت بحرارة وندم لتسرعها لكنها كانت خائفة تريد الإبتعاد بعيدا عنه ، تفاجأت بدخول إمرأتين ضخمتا الجثة بملامح مرعبة فكا قيدها ثم فتحا بابا آخر الممر فيه درجات نحو الأسفل دفعاها أمامهما وهي ترتجف بخوف فأمامها في الأسفل أبواب بقضبان حديدة عرفت بأنها في سجن فتحا أحد الأبواب دفعاها للداخل .
نظرت حولها سرير حديدي طاولة وكرسي مرآة صغيرة .
ريتا إحدى الحارستين قالت بعد أن فكت قيودها : خذي هذه الثياب هناك حمام غيري ملابسك فورا .
ليا : أرجوك أخبريني ماذا ستفعلون بي .
صرخت ريتا هيا بسرعة أيتها السجينة كي لا يزيد عقابك .
دخلت ذلك الحمام الصغير لحسن الحظ كان نظيف غيرت ثوبها ، نظرت لهذه الثياب كان ثوبا عاديا خشن الملمس رمادي اللون قصير فوق ركبيتيها إرتدته و خرجت لهما .
أخرجت ريتا قيدان حديديان كالأساور قامت بوضعهما على معصمي ليا وآخران على ساقيها .
ريتا : إسمعي هذه القيود كهربائية إذا إبتعدت عن قاعدتها 200 متر ستطلق تيارا كهربائيا صاعق لذا نحذركي فالهرب سيصيبك فقط بأذى ، نحن الإثنان موكلتان بحراستك تذكري كلما كنت مطيعة كلما خف ألمك .
سألت : ماذا سيكون عقابي أخبراني أرجوكما .
دون أن يجيبا غادرتا و أغلقا الباب ، تركا لها بعض الطعام والماء ومنشفة وغيارين من الملابس الداخلية .
نظرت بحزن تتسائل كيف سيعاقبها ، هي تستحق فهو أمير وهي إرتكبت جريمة ... ولكنها كانت خائفة جدا منه بكت بشدة وهي تستلقي على سريرها القاسي حتى سقطت نائمة .
فهي لم تنم الليلة الماضية خوفا من دخوله عليها وتلك الأفكار التي راودتها أهلكتها ودفعتها نحو أقصى حالات الخوف والرعب .
أما هو فقد كان مستلقيا على سريره بعد أن غادر الطبيب ، كان الصداع يفتك برأسه فتلك الغبية ضربته بقوة لحسن حظه لم تكن بمكان قاتل ، عاوده الغضب سيعاقبها ويعيد تربيتها من جديد ولن يعفو عنها حتى تصبح ذليلة تحت قدميه تناشده الرحمة .
عند رومينا
في هذا الوقت نقلت رومينا مع الأسرى إلى سجن الجزيرة كان السجن عبارة عن طابقين تحت الأرض في قلعة ضخمة محاطة بالأسوار العالية والحراسة المشددة والتي يستحيل الهرب منها فهي تقع في وسط البحر .
كانت خائفة جدا توقفت عن المقاومة فلا فائدة منها بل يجب عليها التفكير بذكاء لتنجو من هذه الورطة لحسن حظها لديها الكثير من النقود التي إستلمتها مقابل عملها المشؤوم عند المستشار والتي تمكنت من إخفائها قبل إعتقالها وإخفاء قلادتها الغالية على قلبها تحت ملابسها .
في صباح اليوم التالي إستطاعت التقرب من إحدى السجانات وأعطتها رسالة أغرتها بمكافأة ضخمة بعد أن تصل الرسالة لمدير أعمالها ، شرحت لها بأنها بريئة ، وأنها بحاجة للمساعدة لتخرج من هنا وتؤكد برائتها ، أشفقت السجانة على رومينا ووعدتها ببذل جهدها لمساعدتها ، نقلتها لزنزانة مفردة .
في اليوم التالي تم جمع كل السجناء في الساحة بينما تم تقيد المستشار وأعوانه وأبناءه على عوارض خشبية بينما وقف باقي الأسرى ونساء العائلة يرتعدون لمرآهم وهم يجلدون بكل قسوة ، إرتجفت رومينا من الخوف وقد هطلت دموعها فهي لأول مرة ترى تلك القسوة التي أرعبتها وتركت أثرا في روحها حين إنتهوا وقف ذلك الضابط الذي صفعها وأخبرهم بأن هؤلاء خونة وهم قد خانوا ملكهم وبلدهم وسيعاقبون وكل من يقربهم ، نظر للنساء بالنسبة للنساء الكبار سيعملون في القلعة أما الفتيات سيتم بيعهن كجواري .
صرخت رومينا وهي تبكي أرجوك أريد الحديث معك أنا ليس لي علاقة ... أنا بريئة .... حاولت الإقتراب إلا أن الحراس منعوها من التقدم ...
فصرخت وهي ترى الضابط يبتعد : أرجوك سيدي ... سيدي
نظر إيريك لتلك الفتاة الصارخة فتذكرها فهي أثارت فضوله بمقاومتها للحراس نظر لمساعده : من هي تلك الفتاة هل حققتم معها ؟
المساعد : كلا سيدي كنا بانتظارك ولكن على الأغلب ليس هناك قرابة بينها وبين المستشار وقد أرسلنا بيانات هويتها للعاصمة هي وكل من أسرناهم هناك .
تأملها إيريك لحظات ثم أشار لمساعده خذوها لغرفتي .


****************



الفصل الرابع



جوليانو
إنطلق جوليانو مع الملك في تلك الرحلة وبرفقته توماس صديقه الوفي الذي يشعره بالراحة والأمان .
إنه يخشى البقاء قرب الملك الذي يشعره بالخطر الذي دائما يحيطه حين يكون قريبا منه بعد مسيرة عدة ساعات وصلوا للمدينة الحدودية التي تستضيف اللقاء ، دخلوا للمقر الرئاسي هناك والذي كان فخما تحيطه الحدائق و يحتوي على حلبة فروسية ومكان لممارسة الرماية وبعض المرافق الترفيهية مخصصة للإستجمام .
تأمل جو الجناح المخصص له بألوانه الهادئة المكونة من الأسود والأبيض وفرش فخم يليق به ، كم يشتاق لغرفته التي يستطيع فيها التخلص من تلك الشخصية ولو لساعات الليل القليلة .
إستلقى على السرير وقد بدأت دموعه تجري على وجنتيه و ملئه شعور الحزن والألم ، خسارته كبيرة ، بيوم واحد فقد أغلى شخصين على قلبه بالأمس أخبره ليون بأن قاتل والده قد قبض عليه وعلى جميع من شاركوا وخططوا لتلك المؤامرة ، لن يصبر حتى تنتهي هذه الرحلة سيغادر ويتخلص من هذه الشخصية التي إضطر لها منذ صغره ويسترجع شخصيته الحقيقية مهما كان الثمن لم يشعر إلا والنوم يتمكن منه ليغرق في أحلامه الوردية .
بعد عدة ساعات تم اللقاء وكرم خلاله اللورد الراحل لتفانيه بخدمة المملكة وبالنهاية الخطابات إنتقل جميع المدعوين للحديقة حيث يقام حفل السهرة .
وقف جو وتوماس بإحدى أركان الحديقة يشربان العصير .
توم وهو يلاحظ حال جو ويشعر بتعبه وإرهاقه : جو تمالك نفسك لم يبقى الكثير ونغادر .
جو : لقد تعبت لم أطلب هذه الحياة كم أتمنى لو ولدت بأسرة عادية لما عانيت من كل هذا القلق والخوف .
توم : إسمعني جو عليك بالصبر فمعرفة الملك لسرك سيجلب لنا الكثير من المصائب .
جو أشكرك توم فأنت بمكانة أخي الأكبر ولطالما كنت داعمي الأكبر عزيزي .
توم بمزاح ألا يريد أميرنا الصغير إختيار إحدى الفاتنات لترقص معه .
تبادلا المزاح دون إنتباه لمن يراقبهما والذي يتصيد أي حركة خاطئة تصدر منهما .
بعد وقت إبتعد جو عن توماس وهو يتمشى في تلك الحديقة الخلابة يتذكر مزرعتهم ويشعر بالشوق لتلك الأيام تنهد بعمق ثم إلتفت ليعود ، إنتابه التوتر فأمامه يقف ليو متكئا على إحدى الأشجار .
جو بإحترام وقد تمالك نفسه : إحترامي سموك آسف لم أنتبه لوجودك .
ليو : هل أنت بخير أيها الفتى حالك لا تعجبني هذه الأيام .
جو : لا يوجد شيء سموك فقط إشتقت لمنزلي أريد ...
قاطعه ليو بصرامة ألم ننتهي من هذا الأمر لن تغادر ، قصري هو الآن منزلك هل فهمت .....
جو ولكني لا أريد البقاء إن كان من أجل العمل فسأقوم بتأمين كل الأدوية للقصر .
زفر ليو بحنق : إنه أمر أيها الأمير هل فهمت .
إلتفت جو ليبتعد دون أن يتكلم وهو يشعر بنيران الغضب تحرقه بسرعة خاطفة أمسك ليو بمعصمه ودفعه للخلف وهو يصرخ :هل نسيت مكانك أيها الفتى كيف تجروء يبدو أن والدك لم يعلمك كيف تحترم ملكك .
إخترقت تلك الكلمات عقله وعصرت قلبه كيف نسي وضعه بسرعة إنحنى بإحترام وهو يقول بغصة : سامحني سموك أنا آسف أرجوك سامحني .
نظر ليو يتأمل شحوب وجهه وتلك الظلال تحت عينيه وإرتجاف يديه تنهد ببطء شده إلى صدره يعانقه وهو يربت على كتفه ويتمتم : لا بأس أيها الصغير أنت لست وحيدا نحن عائلتك سأعتني بك فهذه وصية والديك لي .
شعر جوليانو بحرارة وجنتيه من قرب ليو ، وتلك المشاعر الغريبة تتأجج بداخله بينما ذراعا ليو تحاوطانه وبذلك الحنان الغريب الذي يتلقاه من ليو لأول مرة إبتعد ببطء دون أن يرفع رأسه يداري إحمرار وجهه قال بسرعة : أشكرك سيدي هذا من لطفك إسمح لي بالذهاب لغرفتي .
راقبه ليو وهو يبتعد بقامته الطويلة ونحول جسده وقلبه يتخبط بين جنبي صدره ذلك الشعور يغمره مجددا لقرب ذاك الفتى منه ويسيطر عليه تمتم ويده على قلبه العاصي هل أحبه تبا إنه رجل لماذا أريده إلى جواري رغم وسامته العالية إلا أنه صبي شد على يديه بقوة فهو رجل طبيعي لا يمكن أن يخالف الطبيعة ويرتكب مثل هذا الإثم ، تنهد وتمنى لو كان جوليانو فتاة حينها سيكون سعيدا بتملكها وإطفاء هذه النار التي تحرق قلبه .

♥♥♥♥♡♥♥♥♥

في غرفة الجنرال التي كانت عبارة عن حجرة تحقيق قام الحرس بتقييد رومينا بتكبيل معصميها بالقيود الحديدة المثبتة في الحائط وتركوها هناك لا تعرف كم مضى من الوقت وهي مقيدة تشعر بألم معصميها يزداد من تلك القيود الحديدة.
دخل بهيبته التي يرتعد منها أقوى الرجال .
جلس على كرسي مكتبه ورفع قدميه على طاولته بينما لم يعيرها أي إنتباه أمسك إحدى الملفات يقرأ ما فيها بينما هي تعاني من وضعيتها على الحائط ، صبرت بعض الوقت ثم حدثته بتألم أرجوك سيدي صدقني أنا بريئة لم أفعل شيء ....
لم يعطيها أي إنتباه فلم تعد تحتمل فصرخت : سيدي أرجوك .
رفع عينيه ببطء يتأملها بصمت بتلك العينان المخيفتان كالحتا السواد بينما صمتت وقد تملكتها مشاعر الخوف .
بعد عدة لحظات لم تفارقها عينيه التي تراقبانها بصمت ، أحست بقشعريرة من هذه النظرة وكأنه يمسك روحها بين يديه .
ببطء وقف بقامته الطويلة وإقترب منها يتابع تحديقه بتلك الحسناء بينما إرتجفت بقوة وهي تشعر بأنفاسه الحارة تلامس وجهها إرتعدت تكمل بصعوبة
صدقني أنا فقط أقوم بأعمال الخياطة صدقني أرجوك .
شعر بصدقها فهو مشهور بتحقيقاته وقدرته على كشف الكذب نظر في عينيها الخائفتان ولتلك الدموع التي جعلت لونهما كلون الغابات الماطرة مد يده يمسك بذقنها ليمنعها من تحويل بصرها بعيدا .
إسمعي أيتها الفتاة وإنتبهي فمصيرك يعتمد على إجابتك أخبريني لما فتاة جميلة مثلك تخفي جمالها لتظهر أكبر من عمرها ... توترت ملامحها .. تابع ... أخبريني لما غادرت جدتك المملكة وإختفت وهي على قائمة المطلوبين ... ولما عدتي في هذا الوقت بالذات ... إبتعد قليلا دون أن يبعد نظراته الصقرية عنها وهو يقرأها ككتاب مفتوح ويرى خوفها وتوترها من أسئلته ...
تمتمت بإستعطاف كلا جدتي لم تفعل شيئا نحن لم نعصي الملك صدقني .
زفر ومازال غير مقتنع يحس ببرائتها بقلبه ولكن الأدلة ضدها ثابته إقترب منها يضع يده على الجدار بجانبها ونظراته الصقرية تواجه خضار عيناها .. أرجوك سيدي ليس لي علاقة كنت صغيرة وجدتي ماتت هناك صديق والدي إسأله سيخبرك أني بريئة .
قهقه بإستمتاع لرؤية إرتعاش الفتاة لقربه منها : صغيرتي إعترفي الأدلة ضدك لقد خانكي المستشار وشهد ضدك عاود يسألها وقد قست نبرته من شركائك إعترفي من يستلم منك الرسائل وكيف وضعتم السم للجنود .
فقدت حروفها وإتهامه القاسي يضرب رأسها كيف ستدافع والكل ضدها أحست بأنفاسها تتسارع وبضيق أنفاسها وتلك الغصة بحلقها تمنعها من الكلام غام بصرها وهي تشعر بجدران الغرفة تطبق على صدرها بشدة وإنتابتها رجفة قوية قبل أن تستسلم للظلام بعد كل ما مرت به لتفقد وعيها ويتراخى جسدها لتبقى معلقة من يديها على ذلك الجدار بلا حول ولا قوة .
نظر لها يراقب حالتها ليزيد من ضغط أسئلته ليرى جسدها يتراخى بعد أن فقدت وعيها إقترب يحررها من قيودها ويحملها بين يديه وهو يخرج متجها للبرج الشمالي قي القلعة .
يفتح أحد الغرف ويضعها على السرير يقيد ساقها بالسلسلة المثبتة بقائمة السرير .
وقف ينظر لمعصميها المزرقان وتلك الجروح النازفة من تلك القيود الحديدية .
نادى على أحد السجانات ليأمرها بصرامة عالجي معصمي هذه الجارية وإعتني بها أريدها في المساء هل فهمتي .
دون أن يسمع ردها غادر الغرفة وقد قرر تطبيق القانون على هذه الفتاة والذي سيمتعه بقوة منذ زمن لم يرغب بإمرأة ولكن هذه الفتاة شدته بقوة بجمالها الرائع الذي كانت تخفيه ، هي تذكره بشخص لكنه لا يتذكر من لكنها مألوفة ، إبتسم بخبث وهو ينتظر المساء ليتمتع بها بينما عاود تحقيقاته مع باقي السجناء .
في المساء وخلال هذا الوقت عولج معصمي رومينا وتم مساعدتها على الإستحمام وإعطائها ثوبا جميلا إرتدته لتشعر بالراحة لابد أنه تعويض عن عذابها وقد ظنت أن برائتها قد ظهرت وستغادر قريبا وأن ذلك الجنرال الوسيم سيطلق سراحها لكن ما يزعجها تلك السلسة المزعجة التي تقيد كاحلها .
بعد عدة ساعات أتت تلك السجانة بوجه متجهم وفكت قيدها وإصطحبتها لجناح الجنرال دون أن تحدثها أو ترد على أسئلتها.
دخلت وتسمرت لمرأى ذلك الضابط المخيف وقد أصابها الرعب فهذه غرفة نوم إرتعشت ونظراته تلتهم تفاصيلها الأنثوية بإعجاب رجولي .
نظر إلى جمالها الرائع الذي كانت تخبئه عن الجميع شعرها المنسدل حتى نهاية ظهرها ينسدل بنعومة الحرير بني اللون كأن الشمس وكأنها داعبته لتلون بعض خصلاته تأمل بياضها الناصع وتلك العينين بلونهما الأخضر المميز وشفتيها المثيرتين بلونهما الأحمر كالفراولة رقبتها وتلك المنحنيات المثيرة التي ظهرت بذلك الثوب الذي ترتديه .... صفيرا طويلا خرج من بين شفتيه وهو يقترب منها ببطء وعينيه تلمعان برغبة قوية .
_ عزيزتي الجميلة أين كنت تخفين كل هذا الجمال .
_ ماذا تريد مني أخبرتك أني بريئة ولم أخن الملك ليس لديك الحق بإحتجازي.
قال بنبرته المسيطرة لقد ثبتت عليكي التهمة بشهادة الشهود لذا تم بيعك كجارية وأنتي الآن ملك لي وحدي أيتها الجميلة .
_ كلا لا يمكنك أخبرتك أني بريئة وليس لي دخل صرخت بوجهه وهي ترتعش .
إبتسم بخبث إذا ستكونين قطة شرسة لا بأس حبيبتي سأستمتع بترويضك سحبها إليه و عيناه تصطدمان بعينيها بريق التحدي يلمع فيهما وهي تحدق بعينيه المظلمتان كالحتا السواد .
بسرعة سحبها يحتجزها ويقربها لصدره القوي قاومت ذراعيه وهي تصرخ بشراسة إتركني لا يحق لك هل فهمت لم يبالي بها فلتقاوم كما تشاء فليس هو من تقول له إمرأة لا .
هجم يقتحم عذرية شفتيها وهي تتخبط بين يديه كحمامة بين أنياب الفهد أما هو شعر بقلبه يخفق لأول مرة للجنس الناعم ، لطالما لبى إحتياجاته دون تورط قلبه لكن قرب هذه الفتاة منه يحرك مشاعرا لم يألفها قط .
إستغلت رومينا إرتخاء يديه فدفعته بحركة من حركات الدفاع عن النفس الذي حرصت جدتها أن تتعلمها إبتعدت تلهث بقوة وقد إحمرت وجنتيها وإنتفخت شفتاها .... نظر لها يتأمل هياج مشاعرها وعرف أنه أول من لمسها إقترب إلا أنها أخرجت خنجرا ووقفت بتحفز توجهه نحوه وصرخت : لا تقترب هل فهمت سأقتلك إن إقتربت ....
توقف في محله يدرس إنفعالتها ولغة جسدها وقال بهدوء : هل تعرفين من أنا أيتها الصغيرة لم يستطع أقوى الرجال على هزيمتي ... إستسلمي وسأعفو عنكي ولن أعاقبك لرفع السلاح بوجهي .
إبتعدت ببطء وهي تعرف أن لا أمل لها بالقتال فهو الجنرال الأول للمملكة والصديق المقرب من الملك الكونت إيريك دانتون يلقب بسيد الحرب لقسوته وقدرته على القضاء على أعدائه وحلم الكثيرين بشرف القتال إلى جانبه ...
لن تخاف صرخت بثبات لا يهمني لن تلمسني هل فهمت أنا حرة ولست جارية أحد كما أن قانونكم ظالم ...
كانت واقفة بتحدي وقد إنسدل شعرها حول وجهها بلونه الغريب وكأنه يشتعل ووجهها الفاتن بحمرته المثيرة وتلك النظرة بعينيها لقد رأى مثلها ولكن من لا يذكر ...صرخ بها بجموح وغضب إسمعي أمامك ثوان إن لم تستسلمي وتعطيني هذا الخنجر سأعاقبك بقسوة .
وقفت بشموخ وكبرياء وهي تضع الخنجر على رقبتها : لن تلمسني هل فهمت على جثتي أخبرتك أني حرة ولست جارية أنت الذي لا تفهم أيها الجنرال .
درس الوضع بهدوء ويرى كم أصبحت منفعلة وذلك التحدي وتلك الهالة التي تحيط بها تخبره أنها مستعدة للموت بسبيل الحفاظ على نفسها وحريتها .
حاول مباغتتها إلا أنها وبسرعة جرحت معصمها وعاودت وضع الخنجر على رقبتها ..
صرخ هل أنت مجنونة أيتها الفتاة ....
أخبرتك لا تقترب مني هل فهمت ...
أبعدي هذا الخنجر اللعين ...
كلا لن أفعل حتى تعدني أنك لن تلمسني إلا بإرادتي وإلا أقسم أن الموت أهون علي لقد توسلتك وأخبرتك الحقيقة إلا أنك تريد مصلحتك لكني لن أسمح لك هل فهمت الموت أهون علي مما تريده .
حاولت الصمود بينما تزداد وهنا وقطرات الدماء تتساقط من معصمها ويدها الممسكة بالخنجر ترتعش فكرت لن تستطيع التحمل ستنهار ... صرخت عدني وشدت بالخنجر على رقبتها وقد ظهرت بعض نقط الدماء على بشرتها البيضاء.
شتم بقسوة وبذاءة لا تليق بنبيل بمكانته حسنا أعدك .
حين سمعته يعدها غامت عينيها من الدموع وإرتجفت يدها موقعة خنجرها لتتهاوى بين يديه التي أمسكتاها قبل إصطدامها بالأرض نظر لعينيها وهو يهمس ماذا فعلتي أيتها الغبية تبا .. يا لك من فتاة ...
إبتسمت برقة أخبرتك أني بريئة أنا حرة ولدت حرة وسأموت حرة ... ربت على رأسها وقد خانته الكلمات فبين يديه فتاة ليست كباقي الفتيات ... نظرت له وعدتني أيها النبيل لا تنسى ..
أنهت كلماتها لتغلق عينيها لترحب بذلك السواد الذي تمكن منها لترحل من واقعها لعالم الأحلام وتفقد وعيها بين ذراعيه بعد أن شغلت عقله وإحتلت قلبه دون حول منه ولا قوة .

♥♥♥♥♡♥♥♥♥

في اليوم التالي جهزوا لعودتهم إلى القصر ودهش الجميع لمزاج الملك السيء بينما طلب جو من توماس عدم تركه وحده مع ليو .
لم ينم ليو وظل يعاني من هواجسه وتحليل مشاعره المستحيلة ، لينهض بمزاج عكر جعله يصرخ بمن حوله .
إنطلقوا عائدين بينما تجنب جو الإقتراب من ليو الذي كأنه أصبح كتنين ينفث حممه الحارقة فيهم وأخيرا وصلوا للقصر .
تنهد جوليانو براحة وهو يدخل لجناحه يتبعه توماس يدفعه فضوله.
توم : أخبرني ما الذي حدث بينك وبين الملك نظراته كانت غريبة جدا .
جو : لا أعلم ولكنه البارحة ضمني إليه وو.. سكت وقد إحمر وجهه .
_ ما الذي حصل جو أخبرني هل عرف شيئا عنك ....
نظر جو بشرود لا أعتقد لكنه يشك فقد كانت تصرفاته غريبة ولمسته أيضا حتى نظراته لي ترعبني .
نظر توم بمكر لجو وهو يلاحظ إحمرار وجنتيه هل أختي الصغيرة دق قلبها ولمن لملكنا القوي .
صرخ جو باستنكار كلا لا تقول ذلك إنه فقط ... تلعثمت وهي تكمل أول مرة يقترب مني رجل لهذه الدرجة .
ضمها توم بأخوة وهو يقول بحنو لا بأس عليك بقي القليل ونغادر لو عرف الملك حقيقتك لتزوجك فورا فمركز الملكة للآن فارغ وهو لم يعجب بأي إمرأة من قبل .
كلا لن أكون زوجته حين أستعيد حياتي المسلوبة حينها سأتزوج رجلا يحبني وأكون المرأة الوحيدة في حياته لا جواري ولا خيانة ... تنهدت .. أريد الحب والإهتمام سئمت حياة القصور والحفلات أريد حريتي بلا قيود وواجبات لأمارس مهنتي التي أحبها.
تنهد توم أتمنى أن تحققي أحلامك أميرتي .
إبتسمت له بحب وهي تعانقه فهو وليا يعتبران أفرادا من عائلتها فجدتهما إحدى قريبات والدتها ومرافقتها الخاصة .
حينها دخل الملك ورآهما متعانقان بتلك الوضعية المشبوهة شعر بالغضب الشديد وصرخ : توماس غادر فورا .
إنتفض الإثنان أمامه وشحب وجههما إنحنى توم وغادر بقلق .
إرتجف جو وهو يرى الملك غاضبا بشدة ينظر له وكأنه سيقتله إقترب بخفة بينما تراجع جو تلقائيا قبضت ذراعا الملك على كتفيه وهو يهزه بوحشية مالذي كنتما تفعلانه جو أخبرني هل تحبه ... نظر جو بصدمة هل معقول كما قال توم إن الملك يحمل مشاعر له .... عاود ليو صراخه لن أسمح لك برؤيته بعد الآن هل فهمت .
صرخ جو كلا لا يمكنك إنه كأخي وأنا أريده بجانبي دائما هو وليا عائلتي .
زاد غضب ليو وشد جو إليه وهو ينظر لعينيه الفضيتان الرائعتين هما كلون عينيه تماما تابع بقسوة : أنا وروبير عائلتك الوحيدة هل فهمت أيها الأمير سيغادر توم اليوم ولن تراه أبدا .
لم تتمالك جو نفسها فصرخت ليس من حقك إن غادر فسأغادر معه لا أطيق البقاء هنا دونه إفهمني .
شعر ليو وكأن ضباب أحمر يحيط به وقد وصل غضبه حتى الذروة ومنظرهما متعانقان لا يفارقه بقسوة شد جو له يقبله بتملك بينما ذعر جو فلم يشعر إلا وهو يصفع ليو ويبتعد عنه .
تجمد كلاهما يلهثان ويتبادلان النظرات فيما بينهما جو بغضب وخجل بنفس الوقت وقد إغمق لون عينيه و إحمرت وجنتيه .
أما ليو كان مذهولا وبشدة فهو قبل فتى وليس أيا فتى كيف فعل ذلك لأول مرة يتجرأ أحد على ضربه لكنه مخطئ وبشدة نظر لجو ثم إلتفت وغادر بغضب شديد .
خرج يصرخ على مساعده ويلقي أوامره قبل أن يصعد لجناحه ويبدأ بتكسير ما حوله فهو يشعر بالضياع لا يفهم نفسه النساء يرتمين تحت قدميه متلهفات له لما يزهدهن ويرغب بشاب .... سحقا ...
بعد مغادرته الغرفة إنهارت جو على الأرض لقد قبلها هل كشف تنكرها لابد أنه يشك بها تملكتها الصدمة ماذا ستفعل وهو سيبعد توم عنها ... بعد نصف ساعة دخل توم من النافذة كاللصوص ليراها على تلك الحال ليسرع ويضمها لصدره لتهدأ وتخبره ما حدث .
تجهم توم وهو يذرع الغرفة ويقول : الملك يشك بك وسيكتشف الأمر إذا بقيتي هنا لقد كسر جناحه من شدة الغضب لا بد أنه لا زال يظنك رجلا لذا كان غاضبا لا يمكننا إنتظار ردة فعله حين يعرف بأنك فتاة وتركته يتعذب بشعوره تجاهك وهو يظنك فتى سينتقم بشدة .
شعرت بالرعب ماذا سنفعل توماس لا أريد البقاء هنا.
توم لقد طردني من القصر وأمرني بالإبتعاد .
جو خذني معك لا أريد البقاء .... زفر توم لا يمكنك لقد أصدر أوامره بمنعك من مغادرة القصر والمدينة .... ساد الصمت وكلاهما يفكران بحل .
هتف توم وهو يقول لدي فكرة هيا إحزمي فقط ممتلكاتك الشخصية وإتركي الباقي ... إنتظرها حتى حزمت ما تريد وأخذهم ليضعهم مع أغراضه .
إسمعيني جيدا بعد ساعة من الآن سأترك لك بعض ملابس ليا في غرفتي إرتديها وسأقول إنك خطيبتي لن يتصور أحد أن الأمير سيغادر كفتاة .
إبتسمت جو فهي بشوق لتتحرر من هذا التنكر .
بعد ساعة ونصف كانت جوليانا وتوماس يركبان العربة للمغادرة إلا أن حرس القصر منعوهم من مغادرة الأسوار وطلبا منهما النزول .
وقفت جو بتوتر بينما همس توماس يطمأنها لا تخافي لن يعرفوا بأن حسنائي هي نفسها الأمير .
تم تفتيش العربة بدقة حتى أن رئيس الحرس طلب من جو إزالة قبعتها لتكشف وجهها الجميل ليقفوا مبهورين بجمالها الساحر ليتنحنح توم ويمسك يدها ويصعدا للعربة ويغادران معا بإتجاه المزرعة .

************

بين أسوار مملكته من سلسلة قيد الجواري مكتملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن