٧. الماضي: المنبوذة

8K 483 62
                                    

أربعة مرات بعد وفاة والديها احست بيلادونا بالشعور الذي يعطيك سببًا في الحياة.

الشعور الذي يجعلك انسانًا.

الحب.

وفي كل مرة انتهى الأمر بطريقة افقدتها جزء منها ومن ثم جاء حب آخر ليعطيها الأمل في استرجاع ذاتها، إلى المرة الرابعة التي كادت أن تخسر فيها نفسها وللأبد، لولا صفعة من القدر أفاقتها لم تكن لتتوقف وهذه المرة كانت لرين.

المرة الأولى التي شعرت بالحب خلالها لا تتذكر منها سوى الشعور ذاته فحسب.

كان يوم ممطر في فصل الشتاء، جميع افراد عائلتها مجتمعين، هؤلاء الذين كانوا يغتنمون أي فرصة لكي يروها ويقدموا لها أفضل الألعاب وأغلها ويغرقوها بحنانهم كانوا يطالعوها بوجوههم المكفهرة، كما لو كانت شيء لم يفترض لهذا العالم أن يوجده.

أجساد تكسوها ملابس سوداء ترمقها بنظرات حاده جعلت الصغيرة ترتعد رعبًا، كلمات لم تفهم اغلبها لكنها شعرت بقسوتها وأنها موجهة اليها كي تهاجمها.

"هذا الشيء لا يجلب سوى الشؤم، سوف تقضي على عائلتي يجب أن نتخلص منها، كيف لها أن تعيش دون خدش ولم يتبقى من السيارة قطعة واحدة سليمة؟" تحدثت سيدة في العقد السادس من العمر بنحيب.

سحبت بيلادونا من شعرها أمام مرأى الجميع ثم بدأت بهزها بعنف.

ليس أن احدًا من أقاربها لم يكترث كفاية للتدخل، بل أن تلك المرأة بين أناملها رقابهم جميعًا، فهي المؤسسة لشركة ايرس، حتى وإن كانت امرأة قاسية بقلب من الجليد إلا انها من تضع الطعام على اطباقهم "انظروا اليها لم تذرف دمعة واحدة حتى! رغم اول من رأى جثتهما، كلمة فتاة كثيرة هي مجرد شيء، لا بل هي مجرد مسخ."

رفعت الطفلة بصرها اليها رغم تألمها الشديد لا زالت تحاول التماسك، فهي تعلم أن كل ما حدث بسببها وانها مخطئة لأن الجميع قال هذا "ج-جدتي آسفة" قالت بلثعة الاطفال.

ابعدت جدتها يدها عنها وعينيها متسعتان من ردة فعلها، وسرعان ما رفعت كفها وصفعت الطفلة على وجنتها تاركة أثر عليها "أنا لست جدتك، أنا لا تقربني صلة دم بمسخ لعين مثلك أنتِ قتلتي ابني وزوجته، ما كان المفترض لك أن تعيشي من الأساس."

"كفى" صرخ عم بيلادونا الذي كان يقف في ذهول تام وسط ما يحدث والدموع الصامتة تنهمر من عينيه، لقد كان هو الأخ الأصغر الوحيد وفقدانه لأخيه كان مؤلم كفاية لذا أخر ما احتاجه هو جنون أمه.

وقف أمام الطفلة لتسرع باحتضان ساقه لتختبئ من جدتها "أنى لكم أن تلوموا طفلة ذات ثلاثة أعوام على موت والديها هل أنتم بلا قلب؟" صرخ عمها في أقاربها "أنا أعلم أنكم جميعاً كنتم تحبون صوفي وجوهان لكن أن تلوموا طفلتهم الوحيدة على رحيلهم! أنتم حقاً مجانين بلا رحمة، لو علم كلاهما أن هذه ستكون ردة فعلكم لما نظرا في وجه أي أحد منكم مرتين وأولهم أنت يا أمي، هل هي التي كانت تقود السيارة؟ هل هي التي امطرت السماء لتنزلق السيارة؟ كيف لكم أن تلومها على انها الوحيدة التي نجت وهي رأت والديها يموتان بالبطيء امامها؟"

المَهْوُوسَة | The Yandere PhenomenonNơi câu chuyện tồn tại. Hãy khám phá bây giờ