الفصل الأول

ابدأ من البداية
                                    

- شوفت يا حسين أخوك الصغير عاوز يتجوز مين؟

نظر حسين نحو علي نظرة عتاب ثم أعاد النظر إلى والده مرة أخرى ولم يتكلم, أستطاع جاسر قراءة نظرات ولده وما خلفها وفهم منها بأنه كان على علم بما يحدث من قبل فتكلم غاضباً:

- عارف ومخبى عليا يا حسين.. ما تتكلم

قال حسين فى ارتباك:

- يا بابا والله انا حاولت معاه كتير.. لكن واضح انه متمسك بيها ..هعمله أيه طيب

توجه جاسر بالحديث إلى إبراهيم ابنه الأوسط وهو يقول منفعلاً :

- وانت كمان كنت عارف!

أطرق إبراهيم برأسه قائلاً بخفوت :

- أيوا يا بابا

صاح جاسر بغضب هادر:

- و أنا آخر من يعلم يا ولاد جاسر؟

تدافع حسين وإبراهيم فى الكلام وأخيرًا صمت إبراهيم وترك لأخيه المجال كما يفعل دائماً وسمعه يقول:

- يا بابا انت عارف علي لما بيحط حاجة فى دماغه.. وبعدين انا قلت نسيبه يمكن يطلعها من دماغه .. مكناش فاكرين انه مصمم عليها أوى كده

زفر علي متأففاً وهو يشعر بهم يضيقون الخناق حول رغبته وقال بعناد وتصميم :

- يا بابا بصراحة كده اللى بيحصل ده مالوش لازمة.. أنا بحب أحلام وهتجوزها

ضرب جاسر كفاً بكف وهو يقترب منه ويقول بسخرية مريرة :

- والله ؟!.. وحبتها أمتى بقى .. وهى بترقص فى فرح اخوك وعيون الرجالة بتاكل فى جسمها أكل وهى ولا هاممها ؟

قاطعه علي بعصبية :

- لو سمحت يا بابا كفاية .. قولتلك أنهم اتغيروا .. وبصراحة كده انا بحبها ومش هتجوز غيرها.. جيت آخد موافقتك علشان مبقاش عملت حاجة من وراك

أنهى عبارته الأخيرة واستدار مغادراً بنزق وغضب, هوى جاسر فوق الأريكة بيأس وقال بحزن شديد :

- هاتسيبوه يعمل اللى فى دماغه .. هاتسيبوا اخوكم يتجوزها

جلس بجواره ولديه عن يمينه وعن شماله وحاول إبراهيم أن يهدىء الموقف وهو يقول :

- ما يمكن يا بابا زى ما بيقول كده أنهم اتغيروا.. محدش عارف

التفت إليه جاسر وهو يقول فى وهن شديد:

إغتصاب ولكن تحت سقف واحدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن