مقدمة

188 35 79
                                    

لكل شخص احلامه الخاصة ..تلك التي يحارب من اجلها  الجميع بحثاً عن ذاته ،
تلك التي تفاخرنا فيها صغاراً و خجلنا من الافصاح عنها عندما غدونا كباراً..
ولكنها كانت وما زالت جزء لا يتجزء منا.
البعض حلم بالشهرة وارتياد الفضاء ،والبعض يريد ان يكون افضل طبيب ليحلق في السماء،وهناك مسن حلم بأن يشق الطريق او ان يجوب بقاع العالم.
ظننت انني مثلهم وكان لي حلم وضيع هو الخروج وبدء الطريق في احدى الدول العظمى متخلياً عن رقعة الارض التي تدعى وطن والتي لم اعي معناها الا حينما فقدت رقعتي وشهدت موت رفقتي.
حينها علمت ان حلمي الحقيقي مختلفاً وابسط مقومات الحياة كانت بنسبة لي اعظم الاحلام واكثرها استحاله وسط كل تلك الحروب والمجاعات ..
علمت ان حلمي هو الامان
حلمي ان استيقظ على زقزقة العصافير لا على اصوات المدافع وحتى الصواريخ.
حلمي ان يعم موطني  الاطمأنان وتغنى ترنيمات السلام.
حلمي ان احيا كأنسان وسط هذه الحرب والدمار.
حلمي ان يستمتع الطفل بطفولته وتعبر  المرأة عن رأيها ويستمتع العجوز في كهله.
حلمي ان نسمع صوت الطائرات ونفرح قائلين مع السلامة للراكبين،لا ننتظر ونخشى سقوط ذلك الصاروخ اللعين.
حلمي ان نفرح بالعيد وكلاً يلبس ثوب جديد،لا ان ننظر لذلك الكرسي الخالي وننتظر قدوم الفقيد لنعلم انه غدا اليوم شهيد.
حلمي ان تعم الافراح مدينتي،ويلعب الاطفال بالشوارع ،لانحزن وننتظر قدوم الكوارث.
حلمي ان تموت الحروب ويعم السلام بالحروف.
حلمي ان اكون كما انا بإنسانيتي وسط كل هذا الخراب.

بدءت كتابتها في ٢٠١٨\٩\١٢

WAHWhere stories live. Discover now