هرب مُجدداً منها ليختبئ أسفل طاولة المطبخ الكبيرة، الخادمة التي كانت تقومُ بغسلِ الصحون فزعت بسبب دخوله و إنزلاقِ قدميه على الأرضية الرخامية و كأنه يتزلج على الجليد!

لحقت والدته بِه لتسحب قدمهُ من أسفل الطاولة، لكنها بدل ذلك سحبت سِروالَه لترميه بعيداً و يظل بالشورت و حسب!

شورت باللون الأخضر عليه رسومات بوكيمون!

"إنه القلمُ الأخضر! مالذي أحضَره لهُنا؟"

توقّف عن الحركة عندما وجد قلمهُ أخيراً أسفلَ طاولة المطبخِ ليمسكه بسرعة، جسدهُ بعد ذلك سُحبَ نحو الخلف من طرفِ والِدته الغاضبة و التي كانت تنوي ضربَه لكن صوته المُزعج ذلك جعلها تتوقف حتى لا تسمعَ التذمراتِ من الجيران كالعادة!

"إسمعني جيداً جونغداي! لِم لا تتحدث بصوتٍ مُنخفضٍ قليلا بني آوه؟ ضحكك و رداتُ فِعلك تلك التي تستمر بتقليد الرسومِ المتحركة بِها مُبالغٌ بِها كثيراً!"

بدأ بإرتداء سرواله بينما تتحدث بهدوء و هي تحاول إقناعه بتغيير رأيِه لكنه لم يكن يستمع لها إطلاقاً، فعقله ليس معها دائِماً

"أيضاً بُني أنتَ لم تعُد صغيراً! أنتَ في الرابعة و العشرين من عُمرك و أشخاص في هذا السنّ يعملون بدل الجلوس و الرسم طوال الليل و النهار! أنتَ تخرّجت من جامعة العلوم التيكنولوجية دون فائدة!"

رفع رأسه ليحدق بِها و على وجهه علاماتُ الإنزعاج ليصرخ

"أنا في الثالثة و العشرين! أيضاً إقتربتُ من إيجادٍ عملٍ بعد أن أُكمِلَ سِلسلة الرُعب التي أقوم برسمِها لذا توقفي عن إزعاجي أمي، تِلك الجامعة دخلتها فقط حتى أجرّب شعورَ الدراسة بِها!"

حدّقت بِه بملامح خالية من التعابير لتجلس على كرسي المطبخ بفشلٍ ذريع و هي تمسك رأسها، الخادمة جرت بسُرعةٍ نحوَها لتمد لها كوبَ ماء.

نظر هو لها بإستغراب ليجلس القرفُصاء أمامها و يردف بإبتسامة هادئة جداً

"إسمعي أمي، لِم تستمرين بإزعاج نفسِك و التفكير بي طوال الوقت و بمُستقبلي؟ أخي الكبيرُ يعملُ مع أبي بالشركة أليس هذا كافياً؟ أنا أريدُ أن أتبعَ أحلامي و أُصبِح أفضلَ مُنتِجٍ للأنمي و المانغا في اليابان، لِذا إنسيْ إنضمامي لدائرة الروتين المُمّل الخاصة بِكم و التحدث عن السيارات طوال الوقت، إعتبريني مُجرّد شخصية كرتونية غير مسؤولة عن حياتِكم حسنا؟"

أمسك وجهها بين يداه ليطبع قُبلة بين حاجبيها ثم غادرَ مُسرعاً لغُرفته، هي بعدَ ذلك سمِعت صوتَ إغلاقه للباب بقوة و بعدها صوت الأغاني الصاخبة متبوعةً بضحكِتِه الغريبة!

 Love In Japanحيث تعيش القصص. اكتشف الآن