البارت الثالث عشر والاخير

175 8 1
                                    

يوم المنافسة
نزل المتسابقون من الطائرة واصطفو جنب بعضهم فقالت جين
-لما لاننتقل بالساعة لاافهم لماذا ننتقل بالطريقة التقليدية
ابتسم جيرمي وقال
-لان الساعة لايمكنها ان تنقلنا لاماكن بعيدة
-حسنا فهمت
عندما تلاشت صورةجيمس وكان المتسابقين متأهبين لبدأ السباق نظرت جين لجيرمي وقالت
-عندما تراني اتحدث قم بالتسجيل وبثه في جميع المراكز
عقد جيرمي حاجبيه وقال
-ماذا ستتحدثين؟
لم تجبه بل وقفت في المنتصف واخرجت الميكرفون من ساعتها وقالت
-انصتو الي جميعكم الى متى سنبقى هكذا الم تطرحو هذا السؤال على انفسكم؟
الى متى سنعيش داخل لعبة لانهاية لها كم سنضحي بأنفسنا بعد؟
الهذه الدرجة ارواحنا رخيصة؟
الا يحق لنا العيش في حياة رغيدة؟
قرب عائلتنا قرب احبابنا
الى متى سنبقى ننتظر هذا الشخص الذي سينقذنا لما لاننقذ نحن انفسنا؟
لن نقف وننتظر هذا البطل الخارق الذي سينقذ العالم من هذه العبودية التي نعيشها بل سننقذ نحن هذا العالم
اذا اتحدنا معا ووقفنا ضدهم
فسنتمكن من انهاء هذا الظلم
وسيعود العالم كما كان حيث لايحكمه نظام واحد وكل شخص له حريةالاختيار حرية التعبير ولايخشى ان يحب
لقد خسرنا العديد من الاشياء
واهمها ذكرياتنا خسرنا العديد من الاشخاص لكن الا متى سنبقى نخسر؟
الى متى سنسمح لهم بالتسلط علينا
هم من يحتاجوننا وليس نحن من يحتاجهم هم لاشيء بدوننا
انا اقف امامكم اليوم وسأقول لكم
من يريد ان يتحرر من هذه العبودية ويعيش بحرية ويعود لأحضان عائلته فليرفع يده
نظر المتسابقون بعضهم لبعض
وبعضهم قد ادمعت عينيه
وبدأ واحد تلو الاخر يرفع يده
ابتسمت جين وصرخت قائلة
-فلنحاربهم اذن فلنحرق مراكزهم كما حرقو قلوبنا بسلبهم احبابنا
صرخ الجميع وركض كل فريق نحو مركزه ليدمره ويتخلص من عصر العبودية والاسر
سجل جيرمي كل ماقالته وبثه في كل المراكز
انتفض جميع الرؤساء فزعا وتملكم الخوف مما سيقدم عليه المتسابقين
اما باقي الاشخاص في المؤسسة كالاطباء والمهندسين وغيرهم فصفقو جميعا لكلام جين وبدأو بتحطيم المكان
اقترب روبرت من جين وعانقها بقوة
-انا فخور بكِ ياعزيزتي وفخور بشجاعتكِ التي ستغير حياتنا
ابتسمت جين بسعادة وامسكت بيده وقالت
-لاتترك يدي من الان وصاعدا يااخي
-لن افعل
اقترب منهم جيرمي وقال
-حان دورنا لنهجم على مركزنا ياجين فريقنا مستعد
-اتبعوني
ركضت جين نحو الطائرةولحق بها الجميع
هبطت في المركز ونزل الجميع
كان المكان في حالة يرثى لها
حيث كان هناك عدد كبير من الحرس يتقاتلون مع فريق المهندسين والمزارعين
اخرجت جين سلاحها واطلقت الرصاص على الحرس وكذلك باقي الفريق اخرج كل شخص سلاحه ودخلو للمركز
وقفت جين على الدائرة ومعها جيرمي وروبرت وصعدو للطابق الخامس
كانت جميع غرف طاقم فريق ايزابيلا مفتوحة وجثثهم ممدة على الارض
دخلت جين لغرفة ايزابيلا لكنها لم تجدها نظرت لجيرمي وقالت
-اخرج الجميع من هنا انقلهم لمكان أمن وعندما تتأكد من خروجهم قم بحرق المكان
اقترب منها وقبلها على خدها وقال
-اعتني بنفسكِ جيدا
-سأفعل
نظر لها روبرت وقال
-الى اين ستذهبين الان؟
-مركز المجلس الاعلى لابد ان ايزابيلا وباقي الرؤساء يختبئون هناك كالفئران
-سأتي معكِ
وضعت ساعتها على الارض وقبل ان تنطق بأسم المكان سمعت صوت سلاح
وضع روبرت يدره على صدره وابعدها
كانت مغطاة بالدماء سقط على الارض
فكان هنري يقف خلفه وهو من اطلق الرصاصة وقبل ان يطلق هنري رصاصته الثانية ليقتل جين
اطلقت جين رصاصتين نحوه
الاولى اخترقت صدره والثانية استقرت في جبينه وسقط فورا
جثت جين على ركبتيها امام اخيها ووضعت رأسه في حجرها
وكأن الرصاصة اصابتها في صدرها هي
الالم مشابه لكنه داخلي تعيشه الروح وحدها دون الجسد
-اخي لاتفعل هذا بي ارجوك لاتتركني اتوسل اليك
احتضن يدها الصغيرة بكفه وقال
-يبدو ان حكايتي انتهت هنا
اكملي بدوني ولاتستسلمي ابدا
انهمرت دموعها والصقت جبينها بجبينه وقالت بينما تشهق
-فقط اصمد قليلا انا جراحة سأنقذك
اخرجت من ساعتها المعدات الازمه لتخرج الرصاصة فأمسك بيدها وقال بنبرةهادئة
-جين لاتفعلي هذا ستضيعين الوقت ونحن لاوقت لدينا اتركيني واذهبي يااختي
-لن افعل هذا سأنقذك
-اخبري عائلتي انني احبها كثيرا
وهناك قلادة حول رقبتي خذيها وتذكريني دائما..تذكري انني احبك يااختي
-لاتقل هذا وكأنك تودعني سنعود معا لمنزلنا يااخي وسنجلس معا كما كنا نفعل في السابق ونتشاجر وتحملني وتدور وكأنني طفلة صغيرة سنفعل كل هذا انا اعدك
عادت تنظر لساعتها وتخرج المواد
فشعرت بيده التي اصبحت باردة وكأنها قطعة من الثلج
نظرت اليه فكان قد اغلق عينيه وازرقت شفتيه
هزت رأسها بهسترية وصرخت
-لا لاا لااا لاتتركني يااخي لاتفعل هذا بي
ضربته على صدره بقوة وهي تصرخ
ودموعها تنهمر
-لاتتركني لاتتركني
وصل لها دخان الحريق وبدأت النيران تقترب منها شيئا فشيئا
خلعت القلادةالتي كان يرتديها روبرت
وارتدتها حول رقبتها امسكت بساعتها وذكرت اسم المجلس الاعلى واختفت
قبل ان تتمكن النيران منها
نظرت حولها فكانت الفوضى تعم الارجاء العديد من المتسابقين من فريق الهب الاحمر وبعضهم من فريق اكس والبعض الاخر لاتعرفهم
يهجمون على طاقم فريق المجلس الاعلى ويضربونهم بوحشية وكأنهم يفرغون جميع غضب المتسابقين على مدار السنين فيهم
نظرت امامها بعد ان رأت ايزابيلا تركض
ركضت خلفها بكل سرعتها ولحقت بها
دخلت ايزابيلا للغرفةوحاولت ان تغلق الباب لكن جين دفعتها ودخلت
تراجعت ايزابيلا للخلف وقالت بخوف
-لاتؤذيني ارجوك سأفعل كل ماتطلبينه مني خذي كل ماتريدين لكن دعيني وشأني
ضحكت جين وقالت ساخرة
-لم اكن اتوقع ان تكونين جبانه لهذه الدرجة ..حسنا اعيدي الي اخي اذن وسأترككِ اعيدي الي صديقتي كارلي التي خسرتها بسبب العابكم الغبية
ابتلعت ايزابيلا ريقها بخوف وقالت
-ارجوك اطلبي اشياء اخرى واقسم اني سأعطيك ماتشائين
وقفت جين امامها ولكمتها على وجهها حتى سقطت ارضا"
-هذه لأنكِ ابعدتيني عن عائلتي
ثم لكمتها بقدمها على بطنها بقوة حتى تأوهت بألم
-وهذه لأنكِ جعلتيني اخسر ذكرياتي
ثم وضعت قدمها على ساق ايزابيلا وضغطت بقوة حتى شعرت بعضامها تنهرس
-وهذه من اجل كارلي
صرخت ايزابيلا بألم وقالت
-ارجوك يكفي انا اتألم كثيرا
اخرجت جين السلاح ووجهته نحو رأس ايزابيلا ...انهمرت دموعها وقالت
-وهذه من اجل اخي وداعا ايتها العجوز التي دمرت حياة ملايين الشباب
واطلقت الرصاصة التي استقرت في رأس ايزابيلا والتي ماتت فورا"
رمت السلاح من يدها وجلست على الارض وانتحبت بشده
بقيت تبكي لفترة قصيرة ثم اقترب منها شخص وقال
-الفراشة الزرقاء هيا تعالي معنا سنذهب من هنا
مسحت دموعها بكف يدها واتبعته
صعدو في الطائرة
وارتفعت بهم اقترب منها ادوارد وقال
-ايمكنني الجلوس هنا؟
ابتسمت له واومئت برأسها
بقيت تنظر من النافذة وتراقب النيران وهي تلتهم المركز
اغمضت عينيها واسندت رأسها على النافذة استرجعت ذكرياتها لبرهة
منذ ان صعدت الى الطائرة وجلست قرب ادوارد الى هذه اللحظة
لحظة البداية والنهاية متشابهه
الفرق انها في البداية كانت متجه للجحيم والان هي تخرج منه
ها قد انتهى عصر الآسر وبدأ
عصر جديد
عصر الحرية
وهذا بفضل
الفراشة الزرقاء....

حياتنا هي اشبه بالمسابقة
والقدر اشبه بالزعيم الذي يرمي علينا التجارب والمصاعب ليختبر قوتنا وشجاعتنا وذكائنا
ومن اجل ان نعيش يجب ان نواجه هذه الصعّاب ونتقبلها برحاب صدر ونجتازها
تمرد كل فريق على رئيسهِ لكننا لانستطيع ان نتمرد على القدر
مهما رمى علينا من تجارب سيئه
لأن الحياة ليست فيلم سينمائي ينتهي بعد ساعتين ولا رواية تنتهي بأسطر واضحة
بل هي عبارة عن عدّة مسابقات
اذا فشلنا وأخفقنا في احدِها فيجب أن نصمم على الفوز بالاخرى فلن تتوقف الحياة عند خسارتنا بل ستدفعنا لخوض المزيد....
النهاية
















الفراشة الزرقاءWhere stories live. Discover now