« 24 »

43.5K 3.7K 1.2K
                                    

يقولون أنك حتى تستطيع أن تنسى أمر صدمة كبيرة حلت بك عليك أن تتعرض لصدمة أكبر منها فهي بالتأكيد ستنسيك أي شيء أخر غيرها.


لم أظن أنني ولو للحظة سأنسى كل ذلك الرعب الذي شعرت به بينما كنت أواجه الموت مع ذلك القاتل المخيف.

كل ذلك الألم والبكاء وتلك الأدوات المخيفة التي كانت سترسم لوحة على جسدي، ذلك المصير الغامض الذي كان ينتظرني، ظننت أنني سأبقى أذكره كل لحظة وكل ثانية في ما تبقى من حياتي لكن لم يمر أكثر من ساعة حتى إمتلأ عقلي بأمر أخر تمامًا!!!

أنا إزابيلا جانيت دايزي جورجيت غرين قمت أمام والدي الآيرل أوسكار غرين وشقيقي التوأم إرنست غرين بإحتضان رجل غريب علي!

إحمر وجهي للغاية وأنا أتذكر تلك اللحظة التي لم تمتد طويلًا لكنها كانت كافية لتُحفر في ذاكرتي للأبد.
جسد اللورد على جسدي، يداه حولي وأنفاسه المتهدجة تجتاح رقبتي والخوف يغمر صوته وهو يردد كلمات مرتاحه لسلامتي.

مع وصول تفكيري لهذه النقطة قمتُ بهز رأسي فورًا لأبعد هذه الذكرى وغطيت وجهي بيدي ثم إستندت جانبيًا على صدر إرنست الذي أشاركه حصانه في طريق العودة إلى المنزل وأنا أشتم نفسي على ذلك التصرف الغبي الذي قمتُ به.

همهم إرنست متسائلًا وهو يراني أخفي وجهي فيه وبسبب إقتراب شروق الشمس وبدء إختفاء الظلام شيئًا فشيئًا إستطاع رؤية الحمرة التي وصلت حتى أذناي فسمعته يطلق ضحكة خبيثه سيئة، مما جعلني متأكدة أن ما سينطقه بعدها سيجعلني أموت من الإحراج لذلك قلت من فوري بهمس حتى لا يسمعني أحد الرجال الكثر من حولنا على أحصنتهم:
" إرنست غرين .. إياك !!! "

أطبق إرنست شفتيه معًا لكن الإبتسامة كانت أقوى من محاولته. همهمت بغيظ وأنا أشد على المعطف الذي أعطاني إياه والدي لأرتديه ثم حولت بصري إلى كل هؤلاء الذين جاؤوا لإنقاذي.

لم يكن والدي وإرنست الوحيدين بل الكثير من الضيوف والذين لم أتحدث معهم من قبل جاؤوا للبحث عني. فوجئت حقًا عندما وصل كل أولئك بعد دقائق من وصول هاري.. واللورد.

لم نضيع الكثير من الوقت بعد ذلك وعدنا أدراجنا. وها أنا أشارك إرنست حصانه بعد أن رفض والدي أن أركب حصاني الذي هربت به، لا أدري لكن أظن أن لرفضه علاقه بحدث صغير تعلمون بشأنه.

المهم أنني وبعد أن إستجمعت أنفاسي إلتفت ناحية إرنست وسألته قائله:
" إذًا .. ألن تخبرني كيف عرفتم بشأني؟ "

أنزل بصره إلي ثم قام بمساعدتي على الجلوس بشكل جيد على السرج بيده التي لا تمسك بلجام الحصان إذ كنتُ أجلس جانبيًا عليه ليقول:
" بسبب إليزابيث. لولاها لما عرفنا بشأن إختفائك إلا صباحًا ولكان الأوان قد فات "

{ اللورد } حيث تعيش القصص. اكتشف الآن