« 21 »

42.2K 3.6K 1K
                                    

أخطر موقف مر علي في السنوات الماضية كان عندما كنتُ في سنتي الأولى من الدراسة في كلية الملكة، وقتها كانت إليزابيث لاتزال تدرس معي وكنا خرج كثيرًا برفقة إرنست في عطل نهاية الإسبوع. تلبيه لطلبات إليزابيث الكثيرة في العادة، وأحيانًا لنستكشف المدينة فقط.

ذلك اليوم كنا في جولة على أحد الأحياء ذو الأغلبية الأجنبية، حيث الكثير من المحلات والمطاعم ذات الأطعمة الغريبة، ألبسة مختلفة ولغات كثيرة ولغة إنجليزية بلهجات مختلفة أيضًا.
كان المكان كمهرجان من مختلف الجنسيات، ورغم الإزدحام إلا أن ثلاثتنا إستمتع بتلك الجولة.

كان ذلك إلى أن وقفنا أمام رجل يبيع على الأرض بعض الحلي الشرقية فأرادت إليزابيث إلقاء نظرة.  عندما شعرت بملل تلفت من حولي لأمتع عيني بذلك المنظر البديع لإندماج العديد من الحضارات.

إلى أن لمحت عيناي ما يحدث في ذلك المخبز المقابل للمكان الذي نقف فيه.

فتاة بملامح هندية، شعر أسود طويل وبشرة حنطية تبدو في العاشرة فقط كانت تبيع في سلة ممتلئة بأزهار الروز الحمراء عندما وفجأة خرج صاحب المخبز وقام بضربها بيده الممتلئة على رأسها قائلًا بصوت جهوري مخيف وغاضب:
" أيتها اللصة الحقيرة "

سقطت الفتاة التي ضُربت بغتته على الأرض وتناثرت أزهارها في المكان وجعل ذلك الكثير من المارة يلتفتون إلى ذلك المشهد.

قالت الفتاة بحرقة وقد إمتلأت عيناها بدموع الألم:
" ما الذي فعلته؟ "
" وتنكرين ما فعلته! إياك محاولة التصرف كشخص بريئ لقد دخلتي إلى متجري وسرقتي قطعة خبز!"
حاولت الفتاة النهوض إلا أنه ركلها بساقه فعادت وسقطت أرضًا مُطلقة صرخة ألم أخرى.

الجميع كان يشاهد فقط وقد سمعت بعض الهمسات المشجعة أن يقتص لحقه من هذه اللصة بينما أبدى البعض حسرتهم على ما يحصل في بلادنا بسبب هؤلاء الغرباء.

لكن لا أحد قرر التدخل، أخذت الفتاة تصرخ أنها بريئة ولم تفعل شيئًا إلا أنه قال مرة أخرى بغضب كبير:
" ومن غيرك يفعلها هنا؟ أنظري إلى متجري لقد إتسخت الأرضية بسبب دخولك أيتها المشردة الوسخة!! "

بالطبع لم أقف ساكنه بعدها خاصة وأنني رأيت ما يثبت خطأ الرجل.
كان قد رفع ساقه ليقوم بالدعس عليها مرة أخرى عندما أقبلتُ فجأة ودفعت به بعيدًا عنها قائلة:
" توقف عن ضرب الفتاة أيها الحقير! "

تعثر الرجل وكاد يسقط وقد ملأت وجهه وكل المشاهدين علامات إستغراب على تلك الفتاة المتأنقة التي تدخلت.
كان الغضب مرسومًا على وجهي ولم ألقي بالًا إلى نداء إليزابيث لي أن لا أتدخل، بينما شعرت بإقتراب إرنست مني ليقف خلفي وإن لم يقل شيئًا لكنه يخبر الرجل أنه هنا وأن لا يتجرأ ويقوم بشيء ضدي.

قال صاحب المتجر:
" هذا لا يخصك، لا تتدخلي أيها الفتاة "
" بل هو يخصني إن قمت بضرب فتاة مسكينة على أمر لم تفعله "

{ اللورد } حيث تعيش القصص. اكتشف الآن