« 20 »

39.7K 3.4K 784
                                    

" ما الذي تفعله هذه الزهرة هنا؟ "
تسألت دون وعي مني وقد تعلقت عيناي بأصيص الزهور ذاك ونظرة مستنكرة للغاية على وجهي.

تبع اللورد أغسطس مجال بصري حتى رأها فأجاب مبتسمًا:
" إنها زهرة جميلة أليس كذلك؟ أنا أحبها "

لم تكن هذه الإجابة التي توقعت لكنني لم أجبه للوقت الحالي وأنا أقطع الطريق مابين كل تلك الكتب إلى حيث الطاولة التي وضعت عليها الزهرة وألقيت نظرة متفحصة - وسط إستغراب اللورد - عليها.

إنها هي بالتاكيد، الزهرة التوأم وايت و بلاك لكن لم هي هنا؟.. مهلاً هل قال أنه يحبها؟

" أيها اللورد، هل تعرف شيئًا عن هذه الزهرة؟ "
من مكانه على حافة السرير أجاب:
" إسمها الزهرة التوأم أليس كذلك؟ يعجبني كيف أن زهرتين بلونين مختلفين تنموان من نفس البذرة، لكن لماذا تبدين.. فزعة هكذا؟ "

سألني بكل براءة بينما وضّح لي بإجابته أنه لا يعلم عن خصائص هذه النبتة... السامة!

الأن فقط إنتبهت لشيء كنتُ قد غفلت عنه مع دخولي هذه الغرفة بسبب ما قبل قليل مع اللورد، تلك الرائحة العطر القوي الذي ملأ المكان والذي لابد أن مصدره هو هذه الزهرة أمامي.

ولقد صدمني ما إستوعبته حينها!
بجزع نظرت إليه، إلى وجهه، إلى كل تلك الهالات في عينيه، إلى ما قاله قبل دقائق أنه لم يعد يستطيع النوم أكثر من ساعة، إلى كل التعب والإرهاق الذي يشعر به لدرجة تجعله يفقد وعيه... يا إلهي أكان كل ذلك بسبب زهرة!

” الزهرة التوأم، أصلها الهند وهي زهرة سامة تفرز ليلًا عطرًا نفاذًا قويًا يبعد عنها الحيوانات لكنه لا يضر بالحيوانات فقط فعطرها وإن كان جميلًا لكنه يسبب مشاكل كثيرة للبشر أيضًا “

أذكر هذه المقطع من ذلك الكتاب الذي قرأته قبل أسابيع من الأن. ومن بين تلك المشاكل أن عطرها يسبب الكوابيس والهلاوس لمن يستنشقه لبضع ساعات وقد أثر ذلك على من كانوا يدخلون الغابة من السكان الأصليين دون أن يعرفوا أنها السبب فأخذوا يتحدثون عن كون الغابات مسكونة بالأرواح و بما يخافونه، كما أنها تسبب القلق والأرق والقلق وتجعلك مستيقظًا طوال الليل بدون القدرة على الراحة أو النوم.

كنتُ قد سرحت في أفكاري وقد فغرت فمي بينما أنظر للـورد والذي أخيرًا غمره القلق ونهض بصعوبة من مكانه ليقترب مني قائلًا:
" أنسة إزابيل هل من خطب ما؟ لماذا تبدين فزعة بعد رؤيته هذه الزهرة؟"

أخرجني كلامه من دوامة أفكاري وبدأت أفكر بمنطقية، فبالإمكان أن تكون هذه أول مرة توضع هذه الزهرة هنا وأن هذه مجرد غلطه فقط.

" سيدي، هل هذه .. أول مرة تجلب هذه الزهرة إلى غرفتك؟ "
بسرعة أجاب:
" كلا، إنها الزهرة المعتادة لي منذ مجيئ إلى هنا "
أغمضت عيني وأخذت نفسًا.. إنها السبب !

{ اللورد } حيث تعيش القصص. اكتشف الآن