« 18 »

44.7K 3.7K 2.3K
                                    

مرة أخرى بدأت التحضيرات للإستعداد للحفل الذي سيقام ليلة يوم غد، تسارعت وتيرة عمل الخدم وهم يقطعون المنزل ذهاباً وإياباً وقد فُتحت قاعة الحفل وبدأ الخدم تنظيفها منذ أولى ساعات الصباح.
رأيتُ في وقت مبكر وصول رجلين إستقبلهما الطباخ والسيد ستيفينز ليدخلوا عبر الباب الخلفي المؤدي لمطبخ المنزل إذ أن المطبخ يعاني نقصًا الأن بعد ذهاب جامانا وإبنتها.

كان من الواضح أن تنظيم كل ذلك العمل كان صعًا على جاك كبير الخدم فقد كان بيتر يساعده سابقًا لذلك بدا مُتعبًا وهو يتنقل من هنا لهناك ويحاول بأقصى جُهده أن لا يبدي إنزعاجه من الأخطاء التي يرتكبها الخدم وأن يحافظ على كل تلك الترتيبات بعيدًا عن أماكن بقاء الضيوف المقيمين حتى لا يزعجهم وأن يلبي في نفس الوقت طلباتهم أيضًا وينفذ ما يطلبه منه ستيفينز الذي كان هذه المرة المشرف الرئيسي لكل ذلك، وقد بدا واضحًا أنه من سيتولى أمور المنزل في حال إستمر مرض اللورد.

وبإنشغال الجميع بالإعدادات للحفل وجدتُ أنني كنتُ الوحيدة التي تفكر في أمر ذلك الحادث قبل أيام فحتى إرنست وهاري قررا أن عليهما التركيز على ما هو قادم فلا شيء يدل على أن ذلك الحادث.. لم يكن حادثًا.

قضيتُ ذلك الصباح وأنا أقرأ في ركن في غرفة المعيشة الكبيرة حيث تجمع أغلب الضيوف وهم يتحدثون سويًا، كالعادة تجمعت الفتيات معًا وأخذت كل من جوزفين وماتيلدا يتحدثن عن زيارتهن للـورد هذا الصباح بعد أن فشلت الزيارة التي خططن لها في اليوم السابق لأن اللورد لم يكن موجودًا – ولا أحد يعلم أين كان... غيري وستيفينز بالطبع – كلاهما حاولت إظهار علاقتها الطبية مع اللورد أمامنا في منافسة واضحة كنتُ خارجها هذه المرة فـجوزفين رأت في ماتيلدا منافسة أقوى مني لذلك لم تعد تلمح إلي أو ترمقني بنظرات نارية.. لحسن حظي بالتأكيد.

كان صباحًا هادئًا ومريحًا حاولت فيه أن أنسى كل ما يشغل بالي وأن أحاول الحفاظ على وعدي لإرنست بأن لا أتدخل.. فأنا على أي حال لم أجد أي شيء أشبع به فضولي لكن بالتأكيد حتى وإن أبعدتُ نفسي عن ما يخص اللورد كنتُ وبشكل كبير قد دخلتُ فيما يتعلق بـهاري ماكينزي ولم يكن بإمكاني الخروج من ذلك وتجاهله ببساطة.

إذ أن المذكور هذا أقبل إلي عبر غرفة المعيشة جالبًا نظر الموجودين إلينا وتحدث بصوت هادئ ووقور يخالف ما إعتدته عنه:
" أنسة إزابيل.. أريد التحدث إليك قليلًا "

أسلوبه كان مؤدبًا وصوته كان منخفضاً ومتزنًا وحديثه كان كما يفترض بأي رجل راقٍ الحديث به مع فتاة شابة ولكل ذلك قمتُ بعقد حاجبي معاً وإرتفعت زاويا فمي بإستنكار لما سمعته:
" ماذا قلتَ للتو؟ "

أدار هاري عينيه ووسط نظرات الجميع أعاد كلامه مجددًا:
" أريد التحدث معكِ قليلًا أنسة إزابيل "

أردتُ تعذيبه قليلًا وجعله يكرر التحدث معي بأدب أمام كل هؤلاء لكنني فضلت عدم فعل ذلك وقد رأيت إليزابيث تنظر إلينا من مكانها ولم تكن نظرتها جيدة فهي تعلم أنني قد ساعدت هاري من قبل ليستطيع التقرب منها.

{ اللورد } حيث تعيش القصص. اكتشف الآن