« 17 »

43.2K 3.6K 2.2K
                                    

كانت غرفة المكتبة في منزل اللورد أغسطس واسعة وقد مُلئت ثلاث حوائط منها برفوف طويلة وكبيرة من الكتب وأغلب الظن أن هنالك سُلمًا في مكان ما ليصل به الشخص إلى الكتب في الرفوف العلوية.

وفي منتصف الغرفة كان هناك كرسيان وثيران من خشب القنب وبينهما طاولة ومساند للأرجل وهما يطلان على منظر للوحة رُسم فيها أم وإبنها الرضيع في عناق دافئ يجعلك تشعر بالإسترخاء.

في العادة تكون غرفة المكتبة خالية كلما زرتها وأحيانًت قليلة قابلت إرنست برفقة اللورد وهاري واحيانًا أقابلهم فرادى، غير ذلك.. لم يكن أحد من الضيوف المقيمين يزور المكان، لذلك كنتُ أرتاح هنا أكثر وأحيانًا أقضي بعض الوقت وأنا أقرأ بينما أسترخي في أحد الكرسيين.

لكن اليوم وبعد أن خطوت أولى خطواتي في المكتبة ووقعت عيناي عليه هناك، تمنيت لو أنني عدتُ مع إليزابيث لأستمع إلى ثرثرة جورجيا وتذمر إليزابيث فعلى الأقل كانت مواجهتي للورد بلاك وود ستتأجل قليلًا.

تجمدت في مكاني وأنا أنظر إليه بأعين متسعة ولساني حالي يصرخ:
أليس من المفترض أن تكون مع جوزفين وماتيلدا!! لأتذكر من فوري أنني من أخبرت هاري عن قدومهما ولابد انه عمل بنصيحتي!

كان يجلس في هدوء وحيدًا وبين يديه كتاب يقرأوه، إرتدى روبًا أزرق سماويًل مخططًا فوق ملابسه الإعتيادية، بربطة عنق زرقاء داكنة وبنطال رمادي بقربه على الطاولة كوب ماء وبعض الأدوية.

وكانت هذه أول مرة أراه بإصابات يوم الحادث.

لُف رأسه بضماده بيضاء وتحت الضمادة في جهة اليسار قطعة قطنية ثُبتت بإحكام هو مكان الجرح الذي أصيب به، ولا يبدو أنه جرح صغير.
هذا غير الضمادات الصغيرة التي برزت في يديه ومن تحت أكمامه . وبالتأكيد لاتزال الهالات تحت عينيه تتوسع في كل مرة أراه فيها.

رغبتُ حقًا في العودة من حيث أتيت فأنا لستُ مستعدة نفسيًا بعد لمقابلته، لكن هذا سيكون أوقح ما فعلت في الأيام الماضية.. ولقد فعلت الكثير من الأشياء الوقحة فعلًا.

كما أنه مع أول خطوة لي في الداخل رفع اللورد أغسطس أعينه عن كتابه ليراني وتنتهي كل فرصي في الهرب.

لثوانٍ لم يقل أي شيء ولم أفعل أيضًا فقط ظللنا ننظر لبعضنا إلى أن استجمعت ما بداخلي من شجاعة (وحُسن أدب) وقلت بكامل جُهدي لأن يكون صوتي طبيعيًا:
" مساء الخير سيدي اللورد، كيف هو حالك؟ "

ختمت سؤالي بإبتسامة مُجبرة وتمنيت أن يجيبني سريعًا لأستأذن فورًا عن إزعاجه وأعود، لكنه لم يُجب!

ظل ينظر لي لبعض الوقت حتى شعرت بالحرج ولم أعد أستطيع متابعة النظر في عينيه فحولتها بعيدًا ناحية تلك اللوحة، أخيرًا قال بنبرة يملأوها الاستنكار:
" إذًا.. أنتِ تهتمين لحالي؟ "

{ اللورد } حيث تعيش القصص. اكتشف الآن