عدتُ ونظرت إليه بسرعة لأدافع عن نفسي قائلة:
" بالتأكيد أيها اللورد، إن سلامتك وصحتك مهمة بالنسبة لنا جميعًا ونريد منك أن تكون بأفضل حال "
" حقًا؟ لكني لم أسأل (عنكم جميعًا) سألتكِ أنتِ أنسة إزابيل. "

إلى ماذا يريد أن يصل اللورد؟! هل هو غاضب مثلًا لأنني لم أزره في مرضه اليومين السابقين؟ ليس وكأن عدم قدوم شخص واحد سيؤثر، لكنني مع ذلك قلت:
" بالتأكيد أنا أهتم "
" إذًا لماذا هذه المرة الثانية فقط التي أراكِ فيها خلال إسبوع؟"
صمت.

أغلق اللورد أغسطس الكتاب الذي بين يديه ونهض من كرسيه، جفلت في مكاني ولم أعرف ماذا أفعل وهو يقترب مني.. لكنه تخطاني وأغلق الباب من خلفي!

فجأة، أصبحت في غرفة مغلقة وحدي مع اللورد بلاك وود!

من خلفي كرر بلهجة باردة قليلًا:
" لماذا هذه المرة الثانية فقط التي أراكِ فيها خلال إسبوع أنسة إزابيلا؟"

تقدمت بخطواتي قليلًا ثم إلتفت ناحيته وأجبته:
" لم.. لم أرد إزعاجك بقدومي أثناء مرضك فالمريض يجب أن يرتاح "
" هذه الإجابة التي كنتِ تخبرينها لمن يسألونكِ خارجًا وهي ليست الإجابة التي أريد، أريد الحقيقة"

إتسعت عيناي، هو يعرف عن ما يحصل خارجًا، أهذا يعني أن من كانوا يسألونني عن عدم زيارتي للورد كانوا يخبرونه بما أقوله؟ أم ربما كان اللورد هو من يسألهم عني؟

إبتلعت غصة في حلقي، لم أستطع إبعاد نظري عن عينيه، كان ينتظر إجابتي وقد بدا جادًا للغاية كأن عدم زيارتي له يعتبر جريمة.

قلت بسرعة:
" ليس وكأن هذا مهم سيدي أنا مجرد الإبنة الثالثة في عائلة غرين ولن يؤثر حضوري إجتماعيًا في أي شيء فلقد جاء والداي وأختي الكبيرة وأخي الذي هو كان السبب لان تكتشف وجودي أصلًا لذلك، حضوري من عدمه ليس أمرًا مهمًا لكن على أي حال أعتذر أنني لم أتي لأنك مضيفنا الكريم وكان يجب أن.. أن آتي... "

" أليس هذا ما قلته لـهاري؟ "
قاطع اللورد كلامي وهو يتقدم بخطوات بطئية ناحية أحد رفوف الكتب ليحدق فيه بينما يكمل:
" ..أنني لا أهتم بك لشخصك بل لكونك الأخت التوأم لـ إرنست. أليس هذا ما كنتِ تقولينه للجميع عندما يتحدثون عن.. إهتمامي بكِ؟"

مرة أخرى ساد صمت لأني لم أعرف بماذا أرد عليه. في كل حياتي هذه المرة الأولى التي لا أستطيع قول شيء لأدافع عن نفسي رغم كوني حرفيًا.. لم أفعل شيئاً خاطئًا لكن نبرته كانت.. تلومني!

بل حتى أنا لا أفهم الموقف الذي أنا فيه الأن، إن اللورد غاضب بشكل ما لعدم زيارتي له ويبدو أنه غاضب أيضًا لأنني كنت أقول أنه لا يهتم بي إلا لأنني أخت إرنست لكن أهذا يعني أنه يهتم حقاً حقاً حقاً.. لأسباب أخرى؟

عندما طال صمتي عاد اللورد لينظر إلي فرأى إرتباكي.
" أنا أسفة أيها اللورد لكنني لا أفهم ما تريد قوله، كما أنه.. ليس من حق هاري وإرنست، إخبارك بما أقوله، هذا ليس بعدل أنا... أنا... "

{ اللورد } حيث تعيش القصص. اكتشف الآن