« 16 »

40.5K 3.4K 1K
                                    


" ألم تحن الساعة الثالثة بعد؟ أريد الذهاب لزيارة اللورد سريعًا "

هكذا كسرت جوزفين الصمت بيننا وهي تتحدث بلهجة حالمة ويدها تسرع في تحريك مروحتها، نظرت الفتيات إليها من أماكنهن في جلسه الحديقة الخارجية بنظرات مستغربة لتسأل ماتيلدا السؤال الذي أراد الجميع معرفة إجابته:
" ألم تذهبي لرؤيته هذا الصباح ؟"
" بلى، ولكنني وعدته بالقدوم مجددًا قد أحب رفقتي لذلك وعدته بالمجيئ مرة أخرى لأبعد عنه ملل البقاء وحيدًا أثناء تعافيه "
" أظن أنني سأذهب معكِ، أريد توطيد علاقتي باللورد أغسطس "

تدخلت ماتيلدا قائلة بنبرة متلاعبة لتقول جوزفين بما بداغيظًا كتمته بترفّع:
" لن يهم كثيرًا فعلاقتي باللورد أفضل، تعلمين أنني قد إلتقيته في الحفل الذي قُدمت فيه للمجتمع قبل ثلاثة أشهر فقام بالرقص معي مرتين! "
" حقًا؟؟ "
" نعم، ومرة أخرى رقصنا سويًا في الحفل السابق لابد أن بيننا شيئًا ما "

توقفت عن تحريك مروحتها وهي تراقب زهرة توليب قريبة منها بنظرتها الحالمة، لتتدخل جورجيا قائلة دون إهتمام فعلي:
" ليس الأمر مهمًا حقًا فأنا أيضاً رقصت مع اللورد في حفلات سابقة ولقد رقص مع ماتيلدا وبضعة فتيات اخريات في حفل الإسبوع الماضي لكن هذا لا يجعلنا المرشحات المثاليات له "
" كلا.. لا تقارني فأنتما لم تحضرا له الزهور وتجلسا معه لنصف ساعة سويًا وحدكما، كما أن .... "

هنا أكملت بهمس وقد بدت سعيدة:
" ...السيد ستيفينز يبدو موافقًا على تقربي من شقيقه فهو من أعطاني الزهور لأذهب إليه "

بدت دهشة على وجوه الفتيات وهن ينظرن لبعضهن فعادت جوزفين بظهرها في كرسيها ونظره راضية على وجهها، أستطيع رؤيتها بطرف عيني تنظر ناحيتي لتعرف ردة فعلي لما قالته لكنني كنتُ لا أزال أقرأ في كتابي بإهتمام.

لم فجأة أصبحت الفتيات يتحدثن عن هذا الموضوع؟

لأن إحدى السيدات تحدثت البارحة وسط تلك المعمعة التي كانت تحدث وقالت: أن اللورد ما كان ليكون وضعه سيئًا هكذا لو لم يكن وحيدًا بدون زوجة تعتني به في مرضه وتعني بمنزله وخدمه، وأن عليه الإختيار من بين الفتيات اللاتي سيأتين إلى حفله فهي فرصة جيدة إجتمعت فيها كثير من فتيات المجمتع النبيل.

يبدو أن كلامها هذا لم يمر مرور الكرام على الفتيات المقيمات أو على الأقل ماتيلدا وجوزفين فهما الوحيدات المهتمتان بشأن اللورد.
جورجيا وجدت هنري، إليزابيث لديها ستيفينز، لورا وضعت عينيها على أخي الغبي ونورا كانت قد صرّحت أنها لا تهتم بالزواج حاليًا.

لذلك بدأت الإثنتان منافسة لجذب إنتباه اللورد إليهم، جعلني ذلك أشعر بخيبه أمل هذا بالتحديد ما كنتُ أتحدث عنه عندما تمت خطبة ماري.

المجتمع الذي يرى الفتاة قد خُلقت من أجل الزواج فأصبحت الفتاة تظن ذلك أيضًا وتفعل كل شيء من أجل تحقيق ذلك.

{ اللورد } حيث تعيش القصص. اكتشف الآن