« 14 »

44.2K 3.5K 668
                                    


جلست في غرفة المعيشة الكبيرة وبين يديّ كتاب اقرأ فيه بإندماج قبل أن يقطع خلوتي عودة السيدات وبرفقتهن كل من إليزابيث وجوزفين وماتيلدا والأختان باكنتوم.

كن قد ذهبن لزيارة اللورد أغسطس بلاك وود في جناحه قبل نصف ساعة من الأن بعد أن أصررن على ذلك رغم الرفض الذي قابله جاك كبير الخدم لطلبهن في البداية.

مُنع أغلب الضيوف من زيارة اللورد طوال يوم البارحة بعد الحادث حيث كان الوحيدون الذين معه هم بيتر وهاري والطبيب الذي تم جلبه بعجلة من المدينة وخادمة تعتني بالأمور التي يطلبها الطبيب.

حتى ستيفينز لم يدخل ويطمئن على شقيقه كان رده عندما تم سؤاله عن ذلك أن الطبيب طمأنه أن الإصابة ليست بعميقه ولهذا فضل أن يقوم بدور المضيف ويهدء من روع الضيوف الفزعين بعدما حصل لصاحب المنزل.

كان يوم البارحة عصيبًا لم يستطع أحد من الضيوف البقاء ساكنًا والجميع يتحدثون عن سوء الحظ الذي يقابل هذا الرجل الطيب ومساءً علمت من فوج الخادمات اللاتي كن يتحركن بعجلة ناحية جناح اللورد أنه لابد أن الحمى أو أن وضعه قد أصبح أسوأ.

لم تهدأ الأمور إلا ظهر هذا اليوم عندما خرج الطبيب أخيرًا وقد بدا عليه التعب وهالات سوداء تحيط عينيه معلنًا أن حاله اللورد أغسطس قد استقرت.

وبعد ذلك بساعتين عاد جاك ليزف إلى الجميع خبر إستيقاظ اللورد فذهب والدي ومن معه للإطمئنان عليه ومُنع البقية إلى أن... 

لم يكن اللورد هو المصاب الوحيد في هذا الحادث فالسائق كُسرت يده أثناء ذلك السقوط الحامي ولولا ستر الرب له كان يمكن أن يسحقه أحد الحصانين والذيّن بالمناسبة مات أحدهما بعد تلك السقطة والأخر لا يبدو أنه سيعاود عمله إن لم يمت في الأيام القادمة وليس ذلك بسبب سقوطه بل لسبب غير معروف، هذا ما قاله المسؤول عن الإسطبل والذي لم يستطع تعريف ما حصل للحصانين.

بدت الراحة على السيدات بعد عودتهن وقد إرتحن أخيرًا ورأين باعينهن أن اللورد بخير أخذن يتحدث عن منظره بالرباط على رأسه والجروح المتعددة على جسده والتعب المتراكم على عينيه لكنه مع ذلك كان يبتسم وقد شكرهن على زيارتهن اللطيفة.

جلست لورا وإليزابيث بقربي لتقول لورا بسرعة:
" لماذا لم تذهبي معنا إزابيلا؟ ظننتُ أنك واللورد أصدقاء "
"  آه.. لا أريد أن ازعجه فقط "
" لقد كان سعيدًا بمجيئنا آه وتعلمين ماذا؟ لقد تحدث معي بإسمي! لم اظنه يعرف إسمي "
" بالتأكيد هو يعلم أسماء كل من هنا الأمر إعتيادي"

أدارت لورا عينيها ثم إلتفتت ناحية أختها التي جلست بقربنا وتحدثتا سويًا، فعلتُ المثل وقلت لأختي الهادئة على غير العادة:
" ما الأمر إليزابيث؟ "
" آه لا شيء "

بنفس الطريقة التي تحدثتُ بها قبل قليل ردت علي، فعلمت أن هنالك شيء ما بالتأكيد!
رفعتُ حاجبي لها منتظرة أن تتحدث فتنهدت مستسلمة قبل أن تعترف:
" كنتُ أفكر في السيد ستيفينز "
" ماذا به؟ "
" أرجو أن يتحسن حاله بعد أن أصبح اللورد أفضل حالًا، البارحة كان مصدوماً للغاية ولم يكن على حاله"
" أوافقك في ذلك هل رأيته هناك؟ "
" كلا.. لم أره منذ الغداء "
هززتُ رأسي متفهمه.

{ اللورد } حيث تعيش القصص. اكتشف الآن