« 12 »

48.6K 3.7K 2.3K
                                    

عاد المنزل اللورد الصيفي إلى هدوئه بعد يوم من ذلك الحفل، قام الخدم في اليوم التالي له بتنفيذ حملة تنظيف كبيرة شملت كل القصر وما حوله من حدائق، بينما إستغل الضيوف المقيمون ذلك اليوم للراحة والإستجمام بعد تعب تلك الليلة.

لم يكن الضيوف هم الوحيدون الذين إستغلوا ذلك اليوم في الراحة فمضيفنا اللورد أغسطس لم يظهر طواله وأخبرنا بيتر خادمه خلال وجبة الإفطار أن اللورد يعتذر عن الخروج لأن متعب بعض الشيء.
تقبل الجميع ذلك وقام السيد ستيفينز بتنفيذ دور المضيف بدلًا عن شقيقه.

قضت الفتيات اليوم التالي للحفل وهن يتحدثن عنه مع بعضهن عنه كأنهن لم يكن معًا فيه وأخبرتنا جورجيا أنها قد وافقت على الإرتباط بهنري أحد القاطنين الشباب، أمر جعل بقية الفتيات يتحمسن وهن يسألنها عن تفاصيل ما حدث فقد كانت جورجيا اجرأهن.

لمحتُ لـلورا عن رقصتها مع أخي فتململت وغيرت الموضوع خجلة مما جعلني أؤكد شكوكي عن مشاعرها، بينما رفضت إليزابيث إخباري عن تفاصيل ما حدث بعد أن تركني هاري وذهب إليها لأنني اخبرتها أنني من شجعه على ذلك.
بدت غاضبة لفعلتي وهذا يعني أن الأمور لم تسر على ما يرام.

لم أسلم أنا من مثل هذه التعليقات فقد لمّحت والدتي بعد وجبة الغداء حينما أخذتني جانبًا عن بقية الضيوف قائلة:
" لم أتوقع ذلك، لكن يبدو أنكِ من لفتي نظر اللورد "

لم تكن الوحيدة التي قالت ذلك لكن هذا لم يجعلني أغير وجهه نظري فتلك الرقصة لم تعني شيئًا كما لا أعني الكثير بالنسبة للورد فأنا مجرد الأخت المطابقة لأحد رفاقه فقط، ولا أظن أن هناك أي فتاة في ذلك الحفل أبعدت تفكيره عن كون أن ذكرى وفاة زوجته قد أقبلت.

في اليوم الثاني بعد الحفل كنتُ قد أنهيت قراءة الكتاب الذي أخذته من مكتبه اللورد فإتخذت طريقي ناحية المكتبة التي حفظت مكانها وأصبحت أرتادها كثيرًا.

تقع المكتبة في الجناح الغربي للمنزل وإكتشفت أن أحد الممرات المؤدية إليها يقود إلى الجناح الذي تقبع فيه غرفة اللورد، لذلك لم يكن أحد من الضيوف المقيمين يرتاد هذا المكان.

عبرتُ غرفة المعيشة ودخلت المكتبة التي لا تزال تبهرني كلما دخلتها، وضعت الكتاب في مكانه ثم أخذتُ جولة لأختار واحدًا أخر بينما اتصفح ما أجده لأختار ما يجذب إهتمامي فاستغرق بحثي مدة أطول.

كنتُ أقف في زاوية عمياء بعيدًا عن الباب الخشبي الكبير الفاصل بين المكتبة وغرفة المعيشة لذلك لم يعرف من دخل غرفة المعيشة أنني كنتُ هناك.

ترامى إلى مسامعي صوت السيد ستيفينز وهو يتحدث بإنزعاج واضح في صوته:
" أغسطس توقف عن ما تفعله فهذا لن يؤدي إلا إلى فناء هذه العائلة "
" تريد مني أن أستسلم لضغوطاته مثلًا؟ الإستماع له هو ما سيؤدي لفناء العائلة "
" مشكلتك أنك لا تزال عالقًا في الماضي علينا إغلاق تلك الصفحة والإنفتاح أكثر فالناس يتغيرون "

{ اللورد } حيث تعيش القصص. اكتشف الآن