" ستيفينز أنت لم تكن موجودًا أصلاً وأنت لا تعلم ما كان عليه أنت لا تعلم أنه لن يتوقف إن سمحنا له بالدخول بيننا هو لا يريد فقط تلك الأملاك السخيفة، هو يريد الإنتقام لشرفه الذي تحطم بعد وقوف الملكة فيكتوريا مع عائلة أمـ ..."
" بل أنت من لا يعلم شيئًا، العصر تغير أخي بينما لم تفعل أنت لأنك لا تزال عالقًا في ذكرى وفاة أبي وأمي وتلك المرأة التي تزوجتها!" 

هنا لم أستطع البقاء ساكنة متظاهرة بعدم وجودي وإستماعي لهذا الجدال بين الأخوين خاصة عندما سمعتُ صوت الأثاث يتحرك بسبب سقوط أحد عليه.
تسارعت نبضات قلبي وأنا أعبر الباب الخشبي الأبيض المفتوح ناحية غرفة المعيشة لأجد السيد ستيفينز على الأرض وبقربه كرسي مقلوب رأسًا على عقب كان قد سقط عليه، بينما كان نَفسه متسارعًا وعيناه جاحظتان كأنه لم يتوقع ما حصل.

على خده أثر لكمه أرسلتها قبضة اللورد المتكورة على يمينه. كان هو أيضًا يتنفس بسرعة والشرر يتطاير من عينيه.

لتتحول نظرات كليهما إليّ بعد أن دخلت فجأة، إرتبكت وخفت كثيرًا وندمت على دخولي فلم أعرف ماذا أفعل.
رأيت ملامح السيد ستيفينز تنعقد أكثر برؤيتي، بينما خفف اللورد قبضته وهدأ الغضب في عينيه ليتحول إلى تساؤل عن سبب وجودي هنا.

أبعدتُ الخوف الذي يغمرني بعد رؤية ملامح اللورد وأخرجت هذه الكلمات بصوت مبحوح وصغير:
" كنتُ .. أبحث عن .. كتاب ـ أسفة "

فجأة هدأت ملامح اللورد كليًا ورفع راحه يده إلى عينيه وهو يهمهم بما لم أسمعه لكن سمعه السيد ستيفينز الذي إزداد غضبه أكثر وأكثر بعد سماعه. جعلني ذلك أجفل. ومع ذلك سألته:
" هل أنت بخير سيد ستيفينز؟ "

إعتدل ستيفينز دون أن يرد علي ودلك خده حيث اللكمة بينما حول اللورد نظره إليه ثم اعاده إلي قائلًا:
" كم سمعتي من حديثـ... تعلمين لا يهم، هو مجرد شجار صغير بين أخوين، لابد أنكِ تتشاجرين مع إرنست أحيانًا أليس كذلك أنسة إزابيل؟ "

محاولته لجعل الموضوع يبدو عاديًا كانت فاشلة فنظرات ستيفينز الحارقة له لم تسمح بذلك، أطبقت على شفتي ولم أرد بينما صدرت ضحكة خالية من الفكاهة من ستيفينز.

كان قد وضع يديه على خاصرتيه وأغمض عينيه مطولًا قبل أن يقول وهو ينظر ناحيتي:
" أنتِ تذكرينني بـإيميليا حقًا "

كان دوري لأعقد حاجبي إستغرابًا مع ذكر إسم الليدي، لم يقل ستيفينز المزيد وهو يتخذ طريقه إلى الخارج.

خروجه جعلني أخرج زفرة مرتاحة، لا أعلم لماذا أجد نفسي في مثل هذه المواقف دائمًا والأن لا أدري ماذا أفعل وقد بقيت وحدي مع اللورد.

ظل اللورد في مكانه يراقب الباب الذي خرج عبره ستيفينز وقد على وجهه حزن عميق ليمرر يده في شعره البني الكثيف قبل أن يقول لي:
" أسف لإضطرارك لسماع هذا، يبدو أنني أجعلك ترين الجانب السيء من هذا المنزل كثيرًا "

{ اللورد } حيث تعيش القصص. اكتشف الآن