قبله

145 3 0
                                    


عندما يختفي صوتهم فجاءة من داخل غرفه الاستقبال ....يتخبط ضميرها ويدفعها لتدخل عليهم الغرفه دون ان تحدث نذير ....

تتسلل ببطئ وتجد نفسها امام ابنتها تجلس علي رجل خطيبها ووجهها قباله وجهه والفاصل بينهما انفاس ساخنه،قبله يخطفها في لحظه اشتياق قبل ان تحطم الام صرع العشق والانفاس.

تنتاب الام حاله صرعه وتنتزع ابنتها الهالعه نزعا من احضان الشاب قابضه علي شعرها الساكن تحت الحجاب الحريري،الذي كاد ان يخنقها بعد التفافه علي رقبتها بقوه من اثر قبضه الام.

تصرخ(اطلع بره يا محمود ،البيت ده بيت راجل،ولما راجل البيت يرجع ليه تصرف تاني )

يقوم الشاب مفتول الجسد مستطيل الوجه حاد القسمات من مقعده والذهول والغضب يملأنه ،وطرفه القائم خارج عن السيطره ورائحه الفيرمونات الذكوريه وعطره الرخيص يجعل المشهد مقزز اكثر من ريبته.

يسرع لباب البيت يتخبطت في كل ما تلمسه يداه الغاضبه، وخطيبته في يد امها تبكي خوفا وخجلا .

تدفعها الام للغرفه دفعا وتنزع "الشبشب "من قدمها التي ارتسمت عليها الشقوق كالوحه السرياليه.

وتهم ضربا مبرحا علي كل ما تطوله من ابنتها وجهها...رأسها..ذراعها ظهرها

والابنه تصرخ تاره وتقاوم

وتبكي تاره وتتوسل

لكنها تشفت منها عندما وصلت الضربات لفمها فجرحته حتي لونته قطرات دماء بسيطه.

انهت وصله الضرب واغلقت الغرفه وخرجت تلتقط انفاسها قبل دخول زوجها .....

تفتح التلفاز وتذهب للمطبخ تتظاهر بالعمل الداؤب

الاب "سلام عليكم"

"وعليكم السلام يا خويا"

"حطي الاكل وهاتي بوء مايه"

"حاضر يا خويا"

كانت ترد عليه وهي موليه له ظهرها تخفي نفسها اللاهث وملامحها الثائره.

يجلس الاب امام التلفاز فتأتي الام امامه بالاطباق واحد تلو الاخر. فيقول

"اومال فين العيال"

"الصبيان في الدرس ،ونفين نايمه"

"مالك يا كوثر وشك مزورد وصوتك رايح"

"ربنا يستر شكله دور برد داخل عليا"

يأكل الاب في نهم وتزدري الام اللقيمات إزدراء .

......

يدق باب البيت ويدخل الولدان في صخب ....يقوم الاب ليأخذ قيلولته ...وتقوم الام لابنتها تجدها ممدده علي الارض بملابسها وحجابها الذي تمزق سابقا ،حالتها مرزيه،

عيناها منتفخه وشفتاها متورمه.

يحنو قلب الام وتلوم نفسها في نفسها وتقول لابنتها في صوت خافت

"يا خسارة تربيتي فيكي يا نفين،كسرتي ضهري وذلتي ابوكي،عملتي معاه ايه تاني؟؟؟"

"........."

"ردي يا بت عملتي ايه ؟"

فتصرخ البنت في صوت متهدج منبوح"معملناش حاجه"

فتقوم الام فوق ابنتها وتكتم انفاسها في خوف ان يسمعها احد وتقول وهي لا تعي لعينها التي تنزف دموعا

"اسمعي يا بنتي الراجل اللي ميحترمش حرمه بيت ابوكي ميبقاش راجل،

وانتي سمحتي له يلمسك وانتي متداريه في الصالون من امك يبقي انتي رخيصه

هو بلا نخوه.وانت بلا شرف

لو قلت لابوكي هيفسخ الخطوبه وهتضيعي

ولو سكت وسبتك معاه وانتي متساهله كده هتضيعي برضه"

ترد البنت بحرقه "حرام عليكي يا ماما ،محصلش حاجه لكل ده ، داحنا فرحنا بعد شهر كسفتيني وذلتيني ادامه وكرشتيه وبهدليتيه ،لو مرجعش تاني انتي السبب،انتي اللي هتضيعني مش هو"

فترد الام بحزم "لو مرجعش تاني عشان مسبتوش يبوسك وهو مستخبي بيكي في بيت ابوكي يبقي واطي وانت عيله هبله عقلك ميح.اللي ميحفظش علي. حرمه بيوت الناس ميحافظش علي حرمه بيته،عمره ما هيسترك ولا هيكرمك ولا هيكون معاكي راجل"

........

وتمر الايام وتخفت نار الغضب

ويأتي محمود للبيت ويصر على حماه ان يعجلوا بكتب الكتاب ،وينال مراده ،ويفعل ما يحلوا والام تزدري وجوده في بيتها وتصبر نفسها بانها ايام ويتم الزفاف ويأخذها لبيته ،كانت تقنع نفسها بانه الصواب و في قلبها غصه.


وتمضي الشهور والسنوات

وتتضاعف الدموع ولحظات الانكسار كلما زارتهم ابنتهم الوحيده باولادها...تشتكي سوء معاملته قله اهتمامه وبخله في كل شيء

فتستمع الام في جلد

وتواسي ابنتها في هدوء

....

"انا كنت فعلا عيله هبله وعقلي ميح

ايه خلاكي سكتي

قعدتي معاكي اكرم لي من المرار اللي. عايشاه دلوقتي "

" عشان عيالك ،اصبري ان الله مع الصابرين"

" انا غلطانه يا ماما سامحني

انتي قولتيلي انه اللي ميحترمش حرمه بيت ابوكي مش راجل،ومش هيحافظ عليكي ،وانا عاندتك "

ياريته ما رجع، ياريتك قلتي لبابا "

فتربت علي ابنتهاا الباكيه في حسره وتواسيها بانه القدر

ولن يصيبنا منه الا ما كتبه الله لنا

تمت

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: Jun 26, 2018 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

قبلهWhere stories live. Discover now