« 10 »

47.5K 3.8K 1.4K
                                    

رغم كوني أقف قرب الشرفة المطلة على الحديقة الامامية ورغم أن الجو كان صافيًا والهواء نقي ولطيف في الخارج إلا أن ذلك لم يمنع من أن تخنقني كل تلك العطور التي ملأت رائحتها أجواء قاعة الحفل.

الكثير من الناس وصلوا قبل ساعات من بدءه والكثيرون وصلوا بعد أن بدأ لم يعد هنالك مكان للمزيد لكن للأسف لا يزال هنالك قادمون جُدد.

في مكاني في تلك الزاوية قرب الشرفة كنتُ أحظى برؤية شاملة للمكان، الباب الأمامي حيث يدخل عبره الوافدون ومنتصف القاعة حيث تقع حلبة الرقص وكل تلك الأماكن الأخرى الممتلئة بالرجال والنساء المتأنقين كما لم أرى من قبل.

ثياب حريرية، منفوشة وملئية بالتعرجات، الزينة وكل تلك المجوهرات المراوح التي تكمل الطلة الراقية، البذلات السوداء وربطات العنق التي تمايزت ألوانها البعض يمسك غليونًا بيده والبعض الأخر امسك بيد زوجته وجميعهم يتبادلون التحايا والأحاديث وإبتسامات تتوزع فيما بينهم، كان منظرًا لن تراه إلا في حفل كهذا.

قبل ساعة كنتُ قد فقدتُ أخر أثر لمن كن معي من الفتيات المقيمات هنا جميعهن وجدن من يرافقهن خلال هذا الحفل، وبجميعهن أعني إليزابيث أيضًا والتي لم تحتج لأن تنتظر طويلًا لأن الكثيرين إلتفوا حولها ليطلبوا رقصة معها وقد واقفت لبعضهم علها تثير غيرة السيد ستيفينز - كما قالت لي -.

لا أظنها ستنجحفي ذلك فالسيد ستيفينز كان ممتلئ اليدين بمن حوله من النبلاء ورجال الأعمال والأثرياء، كان محاطًا هم حتى أكثر من شقيقه اللورد أغسطس بلاك وود.

قبل الحديث عن اللورد أراه هناك.. إرنست أخي التوأم والذي لم أجد فرصة للتحدث معه منذ تلك المرة ظهر يوم البارحة فقد لاحظت أنه كان فيما يشبه عمليه تبادل حراسه للـورد.
أو هذا ما أظنه فلقد إختلفت ماري معي في ذلك، كان إرنست يتبادل الوقوف قرب اللورد مع والانس وهاري أثناء الحفل.

قالت ماري أنه ربما يقوم اللورد بتعريف كل واحد منهم إلى ضيوفه فثلاثتهم شباب لهم مستقبل واعد ويريد مساعدتهم على إنشاء علاقات مع رجال الطبقة النبيلة والأثرياء في هذا الحفل.
تفسير منطقي يليق بها، لكنني لم أقتنع به.

أخذتُ رشفة أخرى من شرابي وقد رأيت إرنست يترك جانب اللورد حينما أقبل هاري ويأخذ مكانه، لم تكن تحركاتهم مثيرة للريبة ولا أظن أن غيري قد لاحظ ذلك وقد كان كل واحد منهم يعود لممارسة إجتماعياته فور ترك جانب اللورد كأن شيئًا لم يكن.

رأيت إرنست ينظر بطرف عينيه ناحيتي ثم يعود ليحادث تلك الفتاة التي إقتربت منه طالبة رقصة كما يبدو.
أدرت عيني فهذه الفتاة الثالثة التي تطلب رقصة منه بينما لم أتلقى أي دعوة من أي أحد حتى الأن.

{ اللورد } حيث تعيش القصص. اكتشف الآن