بدا الإستغراب علينا لتقول نورا بصوت خافت:
" كان يقيم حفلًا واحدًا عندما كانت حيه وثلاثًا بعد أن ماتت؟ "

ساد صمت بعد كلامها فسبعتنا فكرنا في نفس الأمر إلا أن جورجيا أضافت قائلة وقد وضعت يدًا فوق الاخرى وإبتسامة عارفه على وجهها:
" وماذا إن أخبرتكم أن الذكري السنوية الرابعة لوفاة زوجته تكون في يوم بعد غد؟ "

تحولت كل الوجوه ناحيتها وقد بدت مستمتعة وهي تعلم شيئًا لا نعلمه نحن في تلك اللحظة نسينا جميعًا _أو هذا ما ظننته_ أمر اللعبة ولم يصبح الفوز مهمًا. إستنكرت ماتيلدا قائلة:
" أنتِ تمزحين أليس كذلك؟ "
" هذا ليس أمرًا يمكن المزاح فيه "
" في الحقيقة أذكر أن السيد ستيفنز قال أن زوجة أخيه قد توفيت في الصيف "

نظرنا ناحية إليزابيث التي تحدثت بينما لم ترفع عيناها على الورق بين يديها ثم أخرجت إحدى الورقات لتضعها على الطاولة ويحين دور ماتيلدا التي إنتهت سريعًا دون التدقيق.

سألت لورا:
" بالمناسبة كيف توفيت الليدي إيميليا؟ "
تحولت الوجوه لـجورجيا مرة أخرى والتي بحكم الصداقة القديمة لعائلتها بعائلة اللورد تعلم الكثير عنه :
" مضاعفات ولادة توفيت في الصيف قبل ثلاث سنوات بعد إنجابها لطفلها بوقت قصير "
" وماذا عن الطفل؟ "
" مات بعد ساعات من والدته كلاهما ماتا في نفس الليلة.. . وفي هذا المنزل! "

رسمت جورجيا إبتسامة راضية وهي تراقب ردة فعلنا بعد هذه الحقيقة الصادمة، لورا ونورا تأثرتا وأبديتا الكثير من التعاطف بينما حاولت جوزفين أن تبدو غير مهتمه كثيرًا. قالت ماتيلدا:
" لكن ألا يبدو هذا غريبًا؟ أن يقوم بحفل في الليلة السابقة لذكرى وفاة زوجته ويدعوا له كل هؤلاء الناس؟ "
هزت جورجيا كتفيها بأنها لا تعلم وساد صمت أخر.

فكرتُ في الامر لكنني لم أجد سببًا منطقيًا  يفسر ما يفعله.
فجأة قالت إليزابيث وهي تقوم برمي ورقة في منتصف الدائرة أمامنا بعد أن عاد الدور إليها:
" أظن أن الأمر معاكس تمامًا لما تظنونه "
" مالذي تقصدينه إليزابيث؟"
" ما أقصده يا ماتيلدا أن اللورد يقيم هذه الحفلات في هذا المكان وفي مثل هذا الوقت لسبب معين، ربما لأنه لا يريد أن يكون وحيدًا في ذكرى وفاة المرأة التي أحب. يريد أن يكون محاطًا بالناس محاطًا بالحياة، فكما نرى جميعاً لا يزال الحزن مرسومًا في عينيه.
إنه رجل أحب زوجته كثيرًا وقد أثر فيه رحيلها لكنه لا يريد لتأثره أن يمنعه من تنفيذ ما يتوقع منه كرجل نبيل "

" واو.. تبدين حكيمة فجأة "
قلتها بعد وهلة صمت نظرنا فيها إليها بإعجاب، أقنعتني إجابتها وكما يبدو أقنعت بعضنا أيضًا. إبتسمت إليزابيث بعدها بإبتسامة نصر ثم قالت وهي ترمي بقية أوراقها على الطاولة:
" جيد.. والأن إقتنعن بفوزي عليكن يا بنات "
إتسعت الأعين، لقد استغفلتنا وفازت!

{ اللورد } Where stories live. Discover now