like plastic - too little too late

Start from the beginning
                                    

"هذا لمصلحته"

قالت و ضحك العجوز و شعرت كاسى بأن ذلك تصرف فظ منه

"هذا اتفه سبب لتتركى به احد .. كما يقولون (السبب الذى ذكر بالكتاب) .. نموذجى و ناجح و دائماً يفيد فى محاولة التهرب من الاعتراف بالحقيقة"

ادارت كاسى مقله عينها

"و ما الحقيقة؟"

"الحقيقة ان كنتم تحبون بعضكم عليكم المحاولة سوياً، حين تكونين بعمرى ستدركين ان العلاقات مشاركه حتى بالحزن و المرض، لستى وحدك من يقرر ان كان هذا لمصلحته ام لا"

لايزال لا يفهم الموقف لكن لديه وجهه نظر سليمة. من حق نايل ان يقرر مصيرة. و بالتفكير بالامر، اخبرها نايل ضمنياً انها يجب ان تعجل بهذا اللقاء.

"ماذا و ان كان وجودى معه سيضر به"

تنهد العجوز و اخرج علبه سجائر من جيب قميصه و اشعل واحده و بدأ فى الاستنشاق. حتى انه عرض على كاسى عقب السجائر لكنها اخبرته انها لا تدخن

"افضل لصحتك"

قال ثم اكمل

"قبل شهريين توفت زوجتى بسرطان الرئه"

قال و عقدت كاسى حاجبها

"لما تدخن اذا؟"

"اوة لم ادخن منذ اعوام ايتها الشابه"

اخذ نفس طويل ثم أطلق الدخان على شكل دائره بالهواء و انتظر حتى اختفت الدائرة

            

"لم أدخن منذ ان تعرفت عليها .. كان هذا افضل لصحتى، لكن انظرى كيف يلعب القدر بنا. كنت اشرب السجائر طوال شبابى و هى من اصيبت بسرطان الرئه و توفت به"

اغرورقت عينه بالدموع

"اسفه لذلك"

"ارجوكى لا تتأسفى لقد قضينا معاً افضل الاوقات حقاً و ربينا شابين ناجحين .. و الان بعد وفاتها وجدت اول شئ افعله هو شراء علبه سجائر"

توقف عن القول

"و اللعنه لقد افتقدت التدخين كثيراً"

حاولت كاسى فهم الرمزيه لكنه اسرع لها بها

"لا تعلمين ما قد يضر احبابك، القدر دائماً يحمل لكى مفاجأت كثيره، و يعطيكى الفرصه .. حاولى عيش اللحظة اللعينه التى يتنفاسون بها و كونى ممتنه بذلك و لا تضعين الوقت فى الهروب"

ظلت كاسى تراقبه للحظات. لم تكن تدرك ان الوقت مر و ان الحافله وصلت. هم العجوز لركوبها لكن ظلت كاسى جالسه

"ألن تأتى؟"

ابتسم لها و اومئ دون حتى انتظار ردها لوح لها و القى عقاب السجائر و بقيه العلبه بصندوق قمامة و صعد الى الحافله.

like plastic - مثل البلاستيكWhere stories live. Discover now