« 8 »

47.2K 3.8K 1.2K
                                    

دخلتُ إلى الغرفة بعد إنتهائي من حمامي المسائي وقد إرتديتُ روبي المنزلي فوق قميص نومي، لايزال شعري مبتلًا لكنني مع ذلك رفعته بمساعده آنّا التي دخلت ورائي.

وجدنا إليزابيث لا تزال تجلس أمام طاولة زينتها بينما تقوم سارا بتسريح شعرها البني الطويل ببطء وحذر، إلتفتت إليزابيث لتنظر ناحيتنا بينما توجهت  لطاولة زينتي التي تقع بالجهة الأخرى من طاولتها. قامت آنّا التي وقفت خلفي بفك عقدة شعري وجعله ينسدل على كتفي وينحدر حتى أسفل ظهري ثم بدأت بتجفيفه بحذر بينما كنتُ أضع بعض المرطب على وجهي.

إنتبهت في المرآة أن إليزابيث كانت قد إلتفتت في كرسيها ومعها سارا وهما تنظران ناحيتنا بفضول فتسألت بنظراتي عن سببه لتجيب بسؤال قائلة:
" لم لا تسديلن شعرك إزابيل؟ "
" مستحيل إن الجو حار ولا أريد لشعري أن يزيد من الحر "
" يمكنك التحمل فهكذا ستصيرين أكثر جمالًا، أليس كذلك آنّا؟ "
" أخبرتها مرارًا أنستي لكنها تصر أن ترفع شعرها خلال فصل الصيف "

قالتها بينما كانت تعصر في شعري بالمنشفة لتنهي تجفيفه ثم تأخذ الفرشاه وتبدأ بتمسيده.

" لا أظن أن الوضع سيتغير لو أسدلته فهو ليس مستقيمًا وجميلًا كشعرك إليزابيث "
" يا إلهي لقد عدنا مجدداً لهذا الهراء سأفعل أي شيء لأحصل على شعر مموج كشعرك إزابيل، يبدو كحمم اللافا "

كتمتُ وآنّا ضحكة للمصطلح الذي إستخدمته وتسألتُ أين سمعت بحمم اللافا من قبل.
" أقدّر كلامك إليزابيث سأفكر في ذلك "

أنهيت الحديث وقد بدأت أدلك جسدي بالزيت لكنها لم تكتفي بعد وتابعت قائلة بعد أن إنتهت سارا من تسريح شعرها:
" عليك جعله ينسدل في حفل ليلة بعد غد سيندهش الجميع من التغير الذي سيرونه، يمكن لـسارا أن تقوم بعمل تسريحة لك فهي أمهر من آنّا في ذلك "
تنهدتُ من إصرارها ومجددًا قلتُ:
" سأفكر في ذلك "

لم تعجبها إجابتي ورأيت شفتها تُزم في غيظ. إستأذنت سارا بعد تمنيها لنا ليلة طيبة وبقي ثلاثتنا. لم تبارح إليزابيث مِقعدها وقد كانت تفكر.

لابد أنها مثلي تذكرت الجو المربك الذي كان عليه عشاء هذا اليوم والذي جعل الجميع يشعرون ببعض الضيق.

تأخر اللورد ورفاقه في عودتهم واضطر الخدم لتأجيل العشاء حتى عودة سيدهم واكتشفت حينها أن لا أحد يعلم أين ذهب ثلاثتهم وعندما سأل ستيفنز بيتر عن وجهتهم تماطل الأخير وأخبره أنهم سيعودون في أي لحظة.

نصف ساعة بعد الوقت المخصص للعشاء وبينما كان الجميع في الصالة المرافقة لغرفة الطعام وصلت عربة الماركيز ولم يطل الأمر حتى دخل برفقة إرنست والسيد والانس إلى الصالة معتذرين بشدة عن تأخرهم ومفصحين أخيرًا أنهم قد ذهبوا لإحضار ضيف جديد من ضيوف اللورد.

{ اللورد } حيث تعيش القصص. اكتشف الآن