.

7 2 0
                                    

     مرحباً، اقرأ هذه الرسالة بقلبك عزيزي، حصّن عيناك وقلبك وروحك فقد لا يحتملون ما ستقرأه. ولا حاجة للمقدمات.
      رغم مضي الكثير من السنوات، ولكن قلبي لا زال ينبهني، إنه لعين، يذكرني دائماً بكل ما مضى -ما لم يمض حقاً-، قلبي عنيد يا عزيزي، وأنت تعرف هذا جيداً جداً، لذا، وقد تستغرب، أنني قررت أخيراً الانصياع له ولأوامره، بعد مرور تلك السنوات، نعم. ولكنني أشكر الرب أنني لم انتظر سنةً أخرى لأتخذ قرار كهذا.
     انظر، لا أعلم ان كنت لا تزال حقاً تذكرني، لا أعلم ان كان ما حصل لا يزال عالق بذهنك كما هو الحال معي، لا أعلم عندك أي شيء الآن، حرفياً لا أدري كيف تفكر الآن، كيف تشعر الآن، 'ماذا حصل لك، ولكنني متيقنة عين اليقين أنك لم تنسني، ربما تضحك عندما تقرأ هذه الرسالة، وربما تبك مثلما أفعل الآن، ولكن حقاً، لا يهمني أي شيء عدا أنني أريدك أن تبصر ما أكتبه بقلبك.
     صدقني، لم يكن الكذب سهلاً أبداً، ولم يكن مخططٌ له إطلاقاً، أما عن الاستمرار فيه فكان حتماً اضطراراً، أنت ليست لديك أي فكرة عن العذاب الذي كنت أعايشه كل يوم، من قال أني كنت مرتاحة عندما كذبت! هل كنت أريد أن أكذب فعلاً؟ كلا كلا كلا! وكما أخبرتني تلك المرة، يوم كانت ليلة شتاءٍ ممطرة، أن سقراط قال من المستحيل أن يكون الإنسان سعيداً إذا تصرف على عكس قناعاته. وها أنا أخبرك -رغم أنك تعلم بالفعل-، أنني أكثر من يكره الكذب، لذا، صدقني لم أكن سعيدة بكذبتي، وكنت أنتظر أن يحصل ما حصل، ولكنني الآن، أريدك أن تفهم، أن الأمور كانت خارجة عن يدي، لم أكن لأستطيع فعل شيء، أنا أعتذر لك، وسأعتذر دائماً.
     لقد كسرت أنت، صحيح؟ وكسري كان أضعاف كسرك! لا أنسى نظرة الخذلان في عينيك، حتماً لا تنسى، آه يا عزيزي، قد خذلت  نفسي حقاً، كرهت نفسي،أنني مستاء.
أنا أعتذر من شغف قلبي عما حصل، قد لا يعيد اعتذاري الأيام التي فنت بالكذبة، وقد لا يجبر قلبك، وقد لا ينسيك مرارة ما عشته، ولكنه يخبرك كم الأمر صعبٌ عليّ أن أعيش بدونك. كلا، لا يمكن بدونك. الوداع.

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: Aug 10, 2018 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

Middle of everything.Where stories live. Discover now