على هذا الظلم ان يتوقف..!

10.9K 836 45
                                    

غرقت السماء في ألوان النار و باتت كأنها بركان ركد منذ مئات السنين، عم هدوء في الأرجاء، لجأت الطيور لأعشاشها بصمت يتناسب مع الأجراء، تنهدت آرتميسيا بهدوء كانت تجلس في مكتب آلان و تراقب من الشباك. أمسكت يدها المغطاة بالشاش بهدوء، لقد تعرضت لكسر بسيط لا بأس! لا بأس! مجرد كسر يا آرتميس لا تغضبي ! لا شئ بالمقارنة للكسر الذي تعرضت له روحك!
سمعت صوت الباب من خلفها دخل ألكسي بملامحه المريحة كالمعتاد
" انهم يتكلمون عن الزفاف" قال بهدوء
"أعلم بقي أسبوع" قالت بقلق
"و لكن آلان لا يبدو لي مستعداً بالرغم من كل شئ"
تنهدت آرتميس مجدداً و قالت:" عليه ان يستعد، انه مجبر و اننا مجبرون"
"هل اخبرتيه عما حدث في الريف!؟" سأل بفضول
"نعم لقد فعلت و على ما يبدو انه بحاجة لوقت للتفكير" قالت بهدوء
"أين هو!؟" سأل
"في البرج " قال بسرعة
"انه يقضي الكثير من الوقت هناك مؤخرا" قال ألكسي بشك و سأل:" لماذا لستِ معه يا آنسة روسنتر!؟"
"إني أخاف المرتفعات" قالت معلله
"حقاً" قال بعدما أطلق ضحكة خفيفة و أضاف:" لم أتخيل ان تكون لكِ نقطة ضعف بسيطة كهذه"
رمقته ببرود و بسرعه وجدته يرفع يديه و قال بإعتذار:" صدقيني لا أقصد الإهانة و لكني تعجبت فقط"
"اذا لا تتعجب مجدداً" قالت بإنزعاج
"حسناً انني رجل مشغول يجب ان أذهب" قال بعد فترة صمت و هو يتأمل السماء و هي تذوب في الليل بكل رقة.

نظر آلان لل"الديك الذهبي" بهدوء، تنهد بخفة ليلة أخيرة، فقط هذه المرة ليحضى بالمتعة! لقد إتخذ الكثير من القرارات في طريق عودته، ربما أحصى منها الكثير و لكن بقيت الأساسيات.
"هذا الظلم يجب ان ينتهي" و "سأتحدث لوالدي و أصلح الأمور معه"...
كان يعتقد أنه ينظر للأمور بإيجابية، فقد كفاه ما رأى من تلك الرحلة المأساوية! فلا شئ يشبه رؤته طفل يبكي بين يديه بفعل جروحة! و أعظم من ذلك هو بكاء والدته الثكلى التي فقدت كل شئ!، كان سيساعدها و لكنها رفضت و بقيت نائمة بجانب قبر ابنها! عندها فقط أيقن يقيناً بأن هذا الظلم يجب أن ينتهي!
تنهد للمرة الثانية، رسم إبتسامة واسعة و دخل للحانة، كعادتها حانة الديك الذهبي او حانة جو كما يحبون ان يسمونها أسوة بصاحبها، امتلأت بضجيج من المجون و الجنون، ضحكات الغانيات المتغنجة، صرخات الرجال المتحمسيين، اختلطت الروائح ببعضها البعض رائحة الشراب برائحة العطور الرخيصة و منها الثمينة! لاحظ المرح الذي عن المكان! لا يعلم كيف يمكن لهؤلاء القوم النبلاء منهم و الفقراء ان يجتمعوا هنا و يضحكوا معاً هكذا!؟ فعلى ما يبدوا ان في هذا المكان فقط تسقط كل الطبقيات!  لهذا كان بشكل ما متعلقاً بهذا المكان!
"يعيش الملك، يعيش الملك" سمع تلك الصرخات بإستغراب!! لم يفهم ما يجري تماماً !

نظر لمجموعة الرجال الذين اجتمعوا بمرح و هم يغنون و يرقصون بسعادة، كان واضحاً من لباسهم أنهم لا ينتمون لطبقة النبلاء! و هو يدرك تماماً ان والده حتى النبلاء يلعنونه سراً! تقدم منهم بهدوء.
"مرحباً يا أصدقاء" قال بمرح و هو يحييهم
نظروا له و السكرة قد لعبت في عقول أغلبهم
"أهلاً أهلاً أيها الغريب انظم إلينا و شاركنا الشراب انه على حسابي اليوم" قال أحد الرجال بمرح
نظر آلان للرجل كان في ثياب رثة و هندام مبعثر و لكن كان واضحاً ان السعادة تشع من عينيه
"اوه اعذره الرجل سعيد فهو سيتزوج قريباً" قال صاحبه بمرح
"تبدو أخبار سارة مبروك مقدماً" قال آلان بمجاملة
"اتزوج " قال الرجل بإستهجان و أكمل يسعادة:" بل سأتزوج من زينة بنات البلاد لقد وافق والدها أخيراً بعدما جمعت المبلغ المناسب، يعيش الملك"
"و ما دخل الملك في الموضوع!؟" قال آلان بسرعة و بإستغراب
"لقد قام بتوزيع هبات علينا بإسم الملكة الراحلة لترتاح روحها الطاهرة في السماوات و أعفانا من الضرائب لهذا الشهر بمناسبة زواج ابنه" قال صاحبه
نظر لهم آلان بصدمة و بإستغراب، والده يفعل كل هذا!؟ لا يهم كيف!؟ و لماذا!؟ هل هذا يعني ان هذا الظلم فعلاً سينتهي!؟
" كدنا نقع في غلطة أهل الريف" قال أحدهم
"لم يصبروا و يشكروا الرب على النعمة فنالهن غضب ملكنا! بينما نحن صبرنا و نلنا عطفه" قال الرجل بسعادة
نظر لهم آلان و لسعادتهم تلك و لكن سرعان ما أدرك ان سعادتهم تلك زائلة ان هذا المال فقط ليتم اسكاتهم دون ان يشعروا! ان هذا ليس حلاً ما قام به والده انه فقط يحاول ان يغطي على أخطاؤه في الريف ليهدئ أهالي المدن! و الذين ان ثاروا سيكون غضبهم أعم و أشمل !! المغفل سيفهم ما يفكر به والده، ولكن هؤلاء لحاجتهم غفلوا او ادعوا الغفلة ليفرحوا بشكل مؤقت! مؤسف عليهم ! هذا الظلم يجب ان ينتهي.

قربانٌ للأميرWhere stories live. Discover now