"لاتعلق نفسك بأحد…لاتقل لااحد يفهمني …لااحد يسمعني…انا وحيد …تذكر ان الله معك …ينتظرك يحبك …كن مع الله ليكون الله معك"
تأملت نور القمر المنير في تلك الليله الظلماء، والدتها ووالدها الان نائمين والوقت متأخر لكن النوم جفا عينيها ليذهب بعيدا ويتركها وحدها تصارع
:ياليتني نجمة بجانبك ياايها القمر، ليتني استطيع التحليق اليك، وسماع كلماتك وحكاياتك التي تحكيها لنا كل ليله
اغمضت عينيها لتستمتع بالنسيم المنعش واستنشقت الهواء بقوه ثم زفرت قائلة
:مااروع الليل
وقفت تنظر الى ماحولها ثم نفضت ثيابها متوجهه الى غرفتها
افترشت سجادتها ووقفت لاداء صلاه الليل رغم صغرها الا ان والدها ووالدتها دائما يوقظانها من اجل الصلاه ويعلمانها كيفيتها
اتمتها بفرحه عارمة لتسمع صوت اذان الفجر يصدح في الارجاء استمعت للاذان وراحت تردد معه بهدوء ،سمعت طرقات خافته على باب غرفتها فعرفت انها والدتها لانها توقظها دائما لصلاه الفجر
فتحت الباب بابتسامه قائلة
:انا مستيقظه ياامي
نظرت لها شمس بتفاجئ
:متى استيقظتي ياحبيبتي ظننت انك نائمة
قالت بهدوء
:انا لم انم اصلا لقد كنت اصلي صلاة الليل
:بارك الله بك ياابنتي
:وبك ياامي
تركتها للتوجه هي الاخرى للصلاه لتصلي صلاه الفجر
_________________
:رضا حبيبي استيقظ ياولدي لقد اتعبتني
تقلب بانزعاج من نداء والدته له
رفع الوسادة ووضعها فوق رأسه ليحجب الصوت المزعج عنه
هزت والدته رأسها وخرجت الى غرفتها وغرفه ضياء
:الم يستيقظ رضا!
قال ضياء باستغراب لتجيبه بحسرة
:لا لم يستيقظ حاولت معه كثيرا لكنه لا يستجيب
حرك رأسه دليلا على فهمه ثم وقف لتقف هي خلفه ويبدأ بالصلاه
حل الصباح ليستسقظ رضا نظر للساعة ليقول
:عجيب،هل تأخرت امي عن الصلاه لكي لاتوقظني!!
نهض وتوضأ وادى فرضه الفائت ثم ارتدى ثياب المدرسة ونزل بوجه متجهم
رأي والدته تجلس على مع والده ويتناولون الفطور لينضم اليهم قائلا
:صباح الخير
ردت والدته التحيه بينما والده تجاهله
:امي لماذا لم توقظيني لصلاة الفجر؟
رد ضياء مكان امنة قائلا
:امك حاولت معك لكن حظرتك لم تستجب لها
انزعج رضا من كلام والده ونهض آخذا حقيبته وتوجه للمدرسة
سار في الشارع ينظر هنا وهناك ويقذف الحجاره بقدميه سمع صوتا من خلفه يناديه لكنه تجاهل الامر
بينما كانت نور تخرج من منزلها شاهدت رضا يسير بشرود ورغم مناداتها له الا انه لم يلتفت
وصلت اليه لتضربه على ظهره قائله
:الم تسمعني كنت اناديك لوقت طويل
نظر لها بغضب وتجاهلها مكملا سيره بينما رفعت هي كتفيها وحثت خطاها للاسراع لتلحق به
افترقا عند دخول المدرسة فكل واحد منهما توجه الى صفه
دخلت نور والقت التحيه بابتسامه كبيره وبنشاط على اصدقاءها في الصف
اقتربت منها صديقتها ياسمين وسألتها
:ماسر هذا النشاط يانور، في اغلب الايام وجهك يكون عابساً حين تحظرين للمدرسه
ضحكت نور واجابت
:هذا هو سر صلاه الليل انها تجعلكِ سعيدة ونشيطة
سالتها الاخرى بفضول
:هل صلاة الليل تفعل كل ذلك ?
ردت نور بهيام
:نعم، تفعل هذا واكثر، فكما تقول امي هي صلاة العاشقين فحين ينام الجميع يتوجه العاشقون لمناجاه ربهم واحياء الليل بالذكر والصلاة
:هذا رائع اريد ان اتعلمها
:حقا!!هل تريدين ان اعلمكِ!؟
:نعم اريد ذلك وبشدة
صمتت قليلا كانها تفكر في كلماتها ثم قالت
:فأمي لاتصلي يانور، لكن ابي يصلي وهو لا يتواجد في المنزل كثيرا
حزنت نور على حال رفيقتها وفجأة اتت في بالها فكرة
تبسمت قائلة
:لاتقلقي يا ياسمين سأعملك
:ابتسامتكِ لاتعجبني ابداً
ضحكت نور بشدة وقالت
:كل شيء في وقته جميل ياعزيزتي اصبري فقط
اتجه رضا الى معلم الرياضيات بعد ان اخبره بالحظور
:مستواك لم يعد كما كان يارضا، درجاتك تتراجع وهذا مؤسف لتلميذ مجد مثلك
:سأحاول ان اعود كما كنت
تركه رضا وخرج غاضبا، لكن من ماذا هر غاضب! من نفسه! ام على نفسه!
فكر في نفسه "هل هذا لانني لم اصلي صلاه الصبح منذ ايام!"
توجه الى الحديقة عله يجد الهدوء هناك ليفكر جيدا
ماان وصل حتى اراح ظهره على الشجرة واغمض عيناه مفكرا في وضعه
:ايها العفريت، مابالك اليوم غاضب؟
فتح عيناه بسرعة وماان رآها امامه حتى وقف ليذهب،امسكت يده قائلة باستغراب
:مابالك اخبرني ماذا حدث يارضا!
:بماذا ستفيدينني يا مومياء!
:ربما اساعدك، هيا تعال
جلست ليجلس بجانبها وعاد لاغماض عينيه
:الن تتحدث!
تنهد بقوه ووقف ليصرخ مفرغا مابداخله في صراخه بينما وقفت هي تنظر له باستغراب
______________
رايكم (∩_∩)
