part 20

1K 93 52
                                    



تقول آجاثا كريستي : ان الكلاب حكيمه !
فهي تزحف الى ركن هادئ و تلعق جراحها و لا تنظم الى العالم مجددا إلا عندما تستعيد كامل عافيتها .

هي محقه نوعا ما لكنها ربما لم تعرف ما يمكن ان يفعله القلب المحطم ، بعض القلوب عندما تتحطم تتناثر شظاياها الى قطع صغيره لكن بعدها بتأني و تروِي ... رويداً ..رويداً ، تعود تلك القطع المشتته الصغيره تلتحم و تلتأم ليصبح نابضاً بالحياة من جديد ، إما النوع الآخر فعندما تتحطم يكمل الشخص بتلك الشظايا الصغيره ، فقلبه يتحطم مره واحده و البقيه خدوش تمر عليه لا يمكن تحطيم ما هو محطم بالفعل ! ، لكن احذر من هذا النوع من الحُطام فهو مؤذي و جارح ، زواياه حاده جدا و ثابته لا تتزعزع  و سيئه ..سيئه جداً .

و على ما يبدو إن هاري النوع الثاني ، فمنذ ما حدث هو لا ينفك عن إلقاء الاوامر و التوبيخ كأنه قد اخذ طباع هارولد ، حينما كان هاري و ميرديث يحاولان إيجاد مكان والدي كلوي ، سحب إيثان ساندرا الى مكان بعيد عن البقيه ليتحدث هامسا

" ماذا حدث لهاري منذ ان خرج من غرفة كلوي وهو يتصرف هكذا على شعره واحده و يفقد عقله " نظرت ساندرا نحو هاري لتتحدث بشرود

" لا أعلم كلوي لم تخرج من غرفتها ابدا و لا تسمح لاحد بالدخول "
" هل تظنين إنهما انفصلا ؟ " سأل إيثان بتردد لتنظر له ساندرا و تقول
" بالتأكيد..هذا واضح من تصرفات هاري "

عاد كلاهما يحدقان بهاري لينتبه لهما و يصرخ بوقاحه
" بماذا تحدقان ؟ "

' لاشيء ' تمتم إيثان بها وربت على كتف ساندرا ثم اتجه لهاري ليعلم ما التفاصيل الذي توصل لها

" على حسب قول ميرديث فربما يضع الرهائن في منزله و بالنسبة لي اظن ان احتمالية هذا ضئيله جدا ، و المكان الآخر في مخزن الشركه القديم ، اي اقتراحات اخرى ؟ " 

ثرثر هاري وهو يدور حول الطاوله التي بها  مخطط للمدينه و عليها علامات حمراء دليل على المواقع المشبوه بها ليعقد ذراعيه متمعناً النظر بالمخطط ، اقترب إيثان منه ليلقي نظره على المخطط .

" هل بحثت في الشركه ؟ " تساءل إيثان
" و لما قد يضعها في الشركه خاصته ؟ "استنكرت ميرديث ليوافقها هاري .

" فكِر هاري ، امام والتر إن هارولد معه ، كما إن آخر موقع قد نفكر به هو الشركه، و بما إنه يملك اسهم بها ، و الشركه كبيره لن يعلم هارولد ان وضعهما بها "

استحسنت الفكره لهاري ليرفع هاتفه بسرعه متصلا بهارولد ' إجب ايها السافل ' تمتم بها هاري بعد ان تأخر هارولد بالرد .

" مرحبا ؟ " إستمع هاري لصوت انثوي ناعم و الذي ينتمي لميا ليقبض يده و يضع يده الاخرى على جبهته يفركها بأنزعاج

" اين اللعين هارولد ؟ " زمجر هاري بغضب
" استرخي .. ما بالكما ؟ ، التوأم الغاضب " اغمض عيناه محاولا تمالك اعصابه

Number Two |H.s|حيث تعيش القصص. اكتشف الآن