البعد المتوسط

44 2 1
                                    

فتحت عيناي ليقابلني مشهد الأشجار التي تزيد من ظلام الليل من حولي ، انها المرة السابعة بثلاث اشهر مالذي يحدث معي ؟

نهضت وانا اتلفت حولي لقد حفظت الطريق نوعا ما دائما نفس المكان ودائما منتصف الليل ودائما يرن ذلك الصوت بأذني ، أتمنى لو افهم ما يحدث معي ، اشعر اني نسيت شيئا .

خرجت من الغابة لأجد رجلا عجوزا يقف امام شاحنة بضائع وعرفت انه ينتظرني ولا أدري كيف "جوزيف ولدي لقد تأخرت قليلا اليوم "

"هل تعرفني ؟" سألته بصدق ليحدق بي بذهول ويتنهد وهو يصعد لسيارته "لقد عدت لحالتك تلك مجددا "

لم يتكلم الرجل العجوز معي واستمر بالقيادة بصمت ليعيدني لمنزلي ، لم انتظر توقف السيارة لأفتح الباب واترجل منها مسرعا لشقتي ورغم ذلك سمعته "غدا سأقلك بنفس التوقيت لا تتأخر"

دخلت شقتي لأجدها مظلمة لا كهرباء بالمكان رائع ، انها شقتي لكن لا اشعر انها كذلك بنفس الوقت ، هناك حتما شيء غريب يحدث معي .

رن هاتفي في جيبي لأجد رسالة " انا انتظرك "

لم يكن الرقم مسجلا أو معروفا لدي لذا تجاهلتها ،ربما تكون رسالة خاطئة .

........................................................................................................

في الصباح اتجهت للمقهى لتناول الإفطار قبل الذهاب للعمل ، كنت اجلس على الطاولة ليأتي شخص ويجلس أمامي كان بحلة بيضاء بالكامل وقبعة طويلة ، وضع قبعته على الطاولة امامي بابتسامة ورحل .

كان بطرف قبعته رسالة " نحن بانتظارك جوزيف " مالذي يحدث بحق السماء هل اصبح الجميع مختلا .

ذهبت للعمل لأجد الجميع يحدق بي بتعجب ، ماذا هل يبدو شكلي غريبا ؟

عاد الصوت يعبث برأسي مجددا أتمنى لو افهم ما معنى تلك الهمسات .

قررت العودة للمنزل مبكرا لذا اتجهت لمكتب المدير "رئيس يبدو انني لست على مايرام اليوم سوف انصرف مبكرا "

نظر لي المدير بتعجب وهو يقول " بالطبع ... بالمناسبة من أنت ؟"

.....................................................................................

حالما دخلت المنزل اتتني رسالة أخرى على هاتفي " لقد اقترب الموعد لا أستطيع الإنتظار "

كان نفس الرقم الغريب فبعثت له رسالة " من أنت ؟"

لم يرد الرقم بعدها لأذهب للإستحمام ، احتاج لتبريد عقلي قليلا .

عندما وقفت امام المرآة رأيت نفسي ولكن ليس بالشكل الذي أنا عليه ، انه انا وليس انا

" تذكر "همس الصوت بأذني لتعود صورتي لشكلها الطبيعي وليتها لم تعد لقد تذكرت .

اسمي هو لورانس .

سمعت هاتفي يرن لأخرج والتقطه بسرعة لأجد رسالة " انا هو انت الأخر "

تجمد الدم بعروقي بعد هذا الكلمة ، تذكرت الغابة ،الهمسات ، الفتاة المدفونة ، السكين المليئة بالدم .

كانت الذكريات تمر كشريط امام عيناي ، كنت كأنني بحلم مشلول بالكامل ومسير عكس ارادتي .

ركبت سيارة ذلك العجوز ، اخذني هذه المرة لأمام مصحة للأمراض العقلية ولم ينتظر بل ذهب مسرعا .

عبرت الأروقة كأنني احفظ المكان ، مشيت لا إراديا نحو احد الغرف لأجد ذو القبعة البيضاء أمامي "كنا بانتظارك "

اغمضت عيناي منتفضا بسبب رعشة الكهرباء التي سرت بجسمي فجأة لأفتحها وأجد نفسي مقيدا بكرسي بالغرفة وأمامي أنا ، لحظة انه ليس أنا .

انا هو صاحب القبعة البيضاء ؟ اذا من هو .

"كيف تشعر " نطق لأهز رأسي ب' لا أدري ' وأسأله بدوري

"من أنا "

ابتسم الرجل ابتسامة واسعة وهو يقول " حسنا ، أليس انت من عليه اجابتي بهذا ، ايهما انت الآن ؟ "

................................................................................................


البعد المتوسط (aim to engage)Where stories live. Discover now