« 4 »

53.9K 4.1K 1.6K
                                    



خضتُ حديثًا مطولًا وهامسًا مع إرنست أثناء أخذ اللورد لنا في جولة حول غرف وصالات الطابق الأول والذي ستكون أغلب المناسبات واللقاءات الإجتماعية فيه.

كنتُ أؤنبه لأنه لم يخبرني أن اللورد أغسطس رجل عشريني فلقد صدمتُ عندما رأيته أول الأمر، فقط عندما كنا في العربة فكرت أنه سيكون رجلًا أربعينيًا ولديه ثلاثة أبناء.

لم يستطع إرنست كبح ضحكته عندما سمع تخيلي ذاك فلفت أنظار الجميع من حولنا بينما تظاهرت أنا بترتيب ثوبي، رمقته والدتي بنظرة معتابه على تصرفه الفظ أمام اللورد أغسطس إلا أنه لم يبدو مهتمًا بل رأيته يتبادل نظرات مع اللورد لم أستطع قراءتها، حتى الأن لا أعرف طبيعة العلاقة بينهما، يبدو أن لدي الكثير لأخرجه من هذا الأخ الخائن.

ما إن عاود الجميع إنتباههم مع اللورد وشقيقه تابعت قائلة لإرنست:
" ما كان هذا ليحدث لو أخبرتني الحقيقة "
" عزيزتي بيلا، أنا أخبرتك الحقيقة لكنك لم تسألي عن التفاصيل وقمتِ بخلق كل هذا بنفسك فلا تقومي بلومي على مخيلتك هذه "
" نعم صحيح لابد أن تجعلني أبدو المذنبة، وإذًا كم عمر الماركيز وهل لديه أبناء؟ يبدو صغيرًا لأن يكون لديه أبناء"

سألت بعفوية ولم أنتبه إلى تلك الإبتسامة الجانبية التي جعلت وجهه إرنست يماثل وجهي بطريقة مرعبة:
" هل أنتِ مهتمة؟ "
" إرنست، لا تبدأ " همست محذرة ليجيب ضاحكًا:

" حسنًا حسنًا أنا أسف، إن اللورد في الثامنة والعشرين فقط وليس الأربعين يا عزيزتي، لقد توفي والداه في حادث قبل ست سنوات مما جعله يرث اللقب مبكرًا، ولا ليس لديه أبناء فإبنه الوحيد مات قبل ثلاث سنوات "

هززتُ رأسي متفهمه ولم أدقق في ما قاله وقتها.

قادتنا الخادمة إلى الغرفة التي سنقيم فيها وهي لا تزال تعتذر عن عدم توفر غرفة لكل واحدة منا أنا وإليزابيث، فقد قاموا بتجهيز غرفة واحدة لإبنة واحدة من العائلة ومع حضوري اضطروا لتجهيز نفس الغرفة لكي يقيم فيها شخصان إثنان.

كانت الغرفة واسعة للغاية ربما لا تحتوي على صالة مرفقة كما غرفتي في منزلنا لكنها حتمًا تساوي مساحة غرفة النوم ونصف الصالة المرفقة بها. سريران واسعان تزينهما الأعمدة المذهبة والأقمشة الملونة والوسادات الوثيرة على كل جانب من الغرفة ونافذة كبيرة في المنتصف تطل على الحديقة الخلفية للمنزل تزينها ستارة من الكتان الكثيف تشابه في لونها لون مُلاءات السرير.

وفي زاوية الغرفة مدفأة غير مستعملة عُلق فوقها بعض اللوحات لما تبيتُ أنه مناظر طبيعية لـبرمنغهام. وقد جهزوا أيضًا طاولتي تزيين لكل واحدة منا.
تبادلت وإليزابيث النظرات وقد تسائلت كيف سيكون الوضع إن كانوا قد جهزوا لحضوري إذًا!

{ اللورد } حيث تعيش القصص. اكتشف الآن